مدينة أسبن

عندما تفكر في مدينة أسبن، قد يتبادر إلى ذهنك صورة مدينة يتساقط فيها الثلج وتعج بالمشاهير، حيث تزور عائلة كاردشيان الشهيرة المدينة كل عام في يناير/كانون الثاني، مرتدين أحذية الجليد المرصعة بالفرو  تصاحبهم موجة من حملات الدعاية، ولكن هذا المنتجع المترف الخاص بالتزلج هو مدينة أميركية جوهرية.

وقالت جورجينا ويلسون-باول، محررة السفر في صحيفة "الإندبندنت": "زرت مدينة أسبن الصيف الماضي لأني أردت الذهاب إلى بلدة تنعم بالشمس الساطعة ومتحررة من ثقل أضواء هوليوود التي يجلبها الشتاء إلى المدينة، فالتحرر من وزن توقعات هوليوود يجلب الشتاء، وكانت قبلتي الأولى فى الذهاب هو جبل أسبن لأخذ حصة يوغا صباحية على هذا الجبل، وكان الجو حارًا حتى على ارتفاع 3.350 مترًا، وهو ما جعل ممارسته أمرًا صعبًا بشكل غير متوقع". 

وأضافت باول: "وللمدينة مطار خاص بها، ولكن هذا لايمنع من كونها تقع في منطقة نائية، وتقع البلدة نفسها على ارتفاع أكثر من 2،400 متر في نهاية وادي رولينغ فورك وكان يسكنها قبائل الهنود الحمر"، ويحيط جبل آسبن بهذه المدينة التعدينية، التي تعد اليوم جنة عشاق التزحلق على الجليد.

وأنشأت هناك شركة خاصة للتزلج منذ أربعينيات القرن الماضي، وتُقام في الصيف حفلات في الهواء الطلق وأسواق المزارعين ومهرجانات موسيقى الجاز ومهرجانات الأفلام الوثائقية "مهرجان آسبن للأفكار ويبدأ من 22 يونيو حتى 1 يوليو"، ويفتح متحف آسبن للفنون ويجلب كل هذا معه مزيدًا من النضج الثقافي للجبل.

ووجدت اليوم آسبن طريقها لتحقيق التوازن بين المظاهر "حيث تفرض المدينة قيودًا على التسوق لمن دخله أقل من ستة أرقام" وبين الطبيعة التقدمية لولاية كولورادو بشكل عام، وكانت المدينة أول من يشرع الحشيش حيث كانت المتاجر السرية لبيع الحشيش مثل محلات ديليس الراقية، وتفوقت في بضعة أعوام مبيعات الحشيش على مبيعات الكحول.

ويمكن القول أن ولاية كولورادو هي ولاية مذهلة بكل المقاييس، ولا تبعد كثيرًا عن جبال أجراس المارون وهي الجبال الأكثر تصويرًا وصورها هي الأكثر على أغلفة المجلات، ففي فصل الشتاء، يتوارى المنظر الساحق لوادي أجراس المارون والذي له انحناءة على شكل حرف U، خلف الثلوج الكثيفة، ولكن في الصيف، تغطي المنحدرات السفلى وجوانب النهر بالورود وتنتشر أشجار آسبن البيضاء على جوانب الجبال مثل خطوط الشقوق في إشارة إلى الأعوام التي مرت منذ اجتياح العصر الجليدي لهذا الوادي. 

وتتحول هذه الأشجار في الخريف إلى لون الذهب المحترق اللون الأصفر، ولكن في فصل الصيف تعطي هذه الأشجار خلفية ساحرة لمراعي خلفية الورود البرية، وقالت المحررة، "ذهبت ذات صباح الساعة السابعة لتسلق جبال أجراس المارون، ولم تكن هناك نفخة من نسيم، وكانت الجبال المتناسقة منعكسة في البحيرة الضحلة".

وواصلت المحررة عن "الإندبندنت": "بينما يشق رواد الجليد طريقهم للتزحلق أسفل الجبل، يتجول باقي الرحالة المسارات المجهزة بشكل جيد والحلقات حول الوادي، حيث سمحت لي إشارات وعلامات الطرق الموضوعة بشكل محكم في المسارات، في الساعة التي قضيتها، التمتع بسحر جبال أجراس المارون، وقادتني أيضًا إلى بساتين أسبن، وفوق الأنهار وإلى المراعي الزاهية". 

ويمثل جبل آسبن والمدينة الجليدية مركزًا لفرص الترحال والتسلق على الجبال وعندما يقول السكان المحليون أنهم يذهبون للتسلق في ساعة الغداء، فهم لا يمزحون، حيث تعيش هذه المدينة في الملابس الرياضية الصيفية ويمكنك الوصول إلى مسارات الجبال سيرًا على الأقدام من وسط المدينة، فكم كان شيئًا خياليًا أن تقرر فقط الذهاب للمشي لمسافات طويلة ثم تجد نفسك بعد 15 دقيقة من خروجك من الفندق في الغابات الكثيفة.

وتنصح محررة "الإندبندنت": "لمن يريد الذهاب أبعد من ذلك، فالوادي مليء بمسارات تبلغ أميال وأميال لركوب الدراجات، وقد ركبت دراجتي في مسار ريو غراندي الذي يبلغ طوله 42 ميلًا، والذي كان يتبع خط سكة حديد قديم، فالأمر يستحق حقًا خوض تلك التجربة أسفل الوادي، والتي يتبعها النهر الملتوي، حيث يمكن للناس أن ترى أسماك التاكو الأسطورية، كما ستبدأ هذا الصيف خدمات العربات الكهربائية التي ستمكنك من التجول حول المدينة والتي تستطيع أن تطلبها بالمجان تمامًا مثل خدمة أوبر". 

ويقدم فندق Scottdunn  عرض إقامة سبع ليال  شاملة برنامج رحلات إلى جبل أسبن والمدينة الثلجية من 2،525 جنيهًا إسترلينيًا للشخص الواحد، ويقدم هذا العرض لشخصين ويشمل العودة برحلات الخطوط الجوية البريطانية (ba.com) ونقل خاص من المطار، وتبدأ أسعار الغرفة المزدوجة في فندق Jerome من 625 جنيه إسترليني شاملة الإفطار، فيما تبدأ أسعار الغرفة المزدوجة في فندق Viceroy Snowmass  من 129 جنيه إسترليني شاملة الإقامة فقط .