الإقلاع عن إدمان السكر يشبه التوقف عن تعاطي "المواد المخدرة"

يجد البعض صعوبة بالغة في مقاومة الأطعمة الممتلئة بالسكر. بينما يعتقد العلماء أنه من الممكن أن يصبح إدمان السكر، مثل المخدرات، بحيث أن الإقلاع عن تناول الحلويات يمكن أن يؤدي إلى أعراض الانسحاب والرغبة الشديدة.

وأكّد خبراء التغذية أنَّه "أصبح من المستحيل أن تخلو اختيارتنا الغذائية من الأطعمة المصنعة، التي تحتوي على السكر المضاف، أو المحافظ على النكهة، أو كليهما، ولكن هذه السكريات المضافة هي مضللة، ففي حين نقبل على تناول الحلويات، لا نعلم أن تأثيرها قد يحولنا إلى مدمنين مثل تأثير المخدرات".

وبيّن الخبراء أنَّ "إدمان الحلويات، يحمل تأثير تعاطي المخدرات، مثل النيكوتين والكوكايين والهيروين، التي تسيطر على النظام المكافئ في المخ، نفسه، وتجعل متعاطيها خاضعين دائمًا لتأثيرها".

وأبرزوا أنه "تشير الأدلة السلوكية والعصبية والكيميائية، إلى أنه من الممكن إدمان السكر بالطريقة نفسها".

وأوضح الخبراء أنَّ "هناك أربعة مكونات رئيسة للإدمان، هي مخاطر الإكثار، والانسحاب، والحنين، والتوعية، وقد لوحظ أن كل من هذه المكونات يمكن تطبيقه على النماذج الحيوانية للإدمان، فعلى سبيل المثال بعد شهر من حرمان الفئران اليومي، من الطعام لمدة 12 ساعة، ثم توفير 12 ساعة أخرى لتناول طعام سكري، وطعام منتظم، تقوم الفئران بسلوكيات مماثلة لتلك الموجودة عند تعاطي المخدرات، وتقبل بنهم على محلول السكر في فترة قصيرة من الزمن، أكثر بكثير من طعامهم منتظم، وتظهر عليها أيضًا علامات القلق والاكتئاب خلال فترة الحرمان من الطعام".

وفي السياق ذاته، شرح طالب الدكتوراه لدى كلية الطب في ولاية بنسلفانيا الأميركية غوردان جاينز لويس، أنَّ "ما يحدث في المخ عند الإقلاع عن تناول السكر، هو البحث عن المكافأة الطبيعية، وهي السلوكيات التي تحقق المتعة للمخ، ويقوم المخ بتعزيزها وتكرارها، مثل تناول الطعام وممارسة الجنس، ورعاية الآخرين".

وأوضح أنه "يقوم مسار mesolimbic، أو نظام المكافئ الطبيعي في المخ، بتفسير كيفية حدوث المكافأت الطبيعية، فعندما نقوم بشيء ممتع، تقوم حزمة الخلايا العصبية، التي تسمى المنطقة الجوفية السقيفية، باستخدام ناقل عصبي، وهو الدوبامين، لنقل الإشارة العصبية إلى جزء من الدماغ، يدعى النواة المتكئة".

وأضاف "تملي العلاقة بين النواة المتكئة وقشرة الفص الجبهي، علينا بالقيام بالنشاط الممتع، مثل تناول ملعقة أخرى من كعكة الشيكولاتة، وينشط قشرة الفص الجبهي الهرمونات، التي تخبر جسمنا (هذه الكعكة طعمها طيب بالفعل، وسأتذكر ذلك الطعم في المستقبل)".

وأردف "يفضل معظمنا الحلويات على الطعام الحامض والمر، لأن مسار mesolimbic، يفضل أن تكون الحلويات مصدرًا صحيًا يوفر الكربوهيدرات لأجسادنا".

واستطرد غوردان، أنّ أحد أصدقائه، اتبع نظامًا غذائيًا خال من السكر، طوال العام الماضي، وشعر بصعوبة في الأيام القليلة الأولى، وانتابه شعور مماثل، عند الإقلاع عن المخدرات، والتخلص من السموم الموجودة في الجسم، عندها أقبل على تناول الكثير من الكربوهيدرات لتعويض نقص السكر.

يذكر أنه أشارت التقديرات، قبل عقد من الزمان، إلى أنّ متوسط استهلاك الأميركيين من السكر يصل إلى22  ملعقة صغيرة يوميًا، أي ما يعادل 350 سعرًا حراريًا مضافًا، بينما رجّح أحد الخبراء أن متوسط الاستهلاك البريطاني من السكر يصل إلى 238 ملعقة صغيرة أسبوعيًا.