كيم كارداشيان

أثارت كيم كارداشيان، ضجة على الإنترنت بصورتها على غلاف مجلتها الأمامي عام 2015، تلك الصورة التي التقطها "جان بول جود" لها، حيث كانت لا ترتدي إلا قلادة من اللؤلؤ وقفازات للمساء، وانتشر ذلك الغلاف عبر الإنترنت، وأصبح محل الكثير من اللغط.

وها هي الأن تفعل ذلك مرة أخرى، ولكن مع مجموعة من الصور التي لا يمكن أن تكون أكثر اختلافا عن الصور السابقة، إذ فضلت في أحدث أعداد مجلة "ذا إنترفيو" أن تعكس شخصية من الأسلاف، من خلال أخذ صور تتشبه فيها بجاكي كينيدي، كتحية تقدير لها.

وصففت كيم كارديشيان شعرها ليكون قصيرا ومنتفخا، وأتت بفستان مصمم خصيصاً، وعقد من اللؤلؤ المتألق، وحصلت على ملابسها من مجموعة من العلامات التجارية المصنفة كعلامات وطنية، بما في ذلك رالف لورين ومايكل كورس، وسيسعد أي خبير علاقات عامة سياسي لرؤية اللمسة المشتركة من H&M، في حين توجد أصالة إضافية بفضل حقائب شانيل والمجوهرات. وقد أضافت ابنتها الصغيرة المزيد من المظهر التقليدي المحبب.

ووبالتأكيد تلك الصور تقول تصريحا معينا، إذ تأتي من كيم المهتمة بأخذ تيار مستمر من الصور الشخصية والسير على السجاد الأحمر وارتداء الملابس الفاضحة مع الشعر الزهري، ولكن هذه الصور تأتي مألوفة بشكل لا يصدق، وتؤكد أنه لا تزال جاكي كينيدي رمز للأناقة يعد باستمرار مصدر إلهام للمصممين، وإن صورتها ستظل في مخيلة الجميع حتى بعد أكثر من عشرين عاما على وفاتها وأكثر من خمسين عاما من دخولها البيت الأبيض.

وهناك غرض وراء تلك الحيلة من المجلة التي أعلنت أن كارداشيان هي "سيدة أميركا الأولى" الجديدة، مع ميشيل أوباما خارج المشهد، وميلانيا ترامب، التي مما لا شك فيه لها بريق، ولكن يشوبه الجدل بسبب الخلافات حول إدارة زوجها، ويأتي هذا المقال كاعتراف بأن منصب السيدة الأولى شاغر في النفس الوطنية. فلماذا لا يشير إلى ذلك من خلال جعلها ترتدي مثل أشهر سيدة أولى جاءت إلى البيت الأبيض، فقط لتسليط الضوء على تلك النقطة؟.

وتبدو كيم خيارا محبطا - كل ما يدور حولها متعلق بالمكياج والرجال - لكنها خيارا منطقيا، فمن حيث القوة والنفوذ، تفتن عائلتها الشعب الأميركي والعالم كله. وهي تتحدث بعناية في المقابلة المصاحبة عن كيف إنها تهتم بقضايا مثل العرق وحقوق المتحولين جنسيا، وتذكر المخاوف الوطنية من خلال تلك التي تعاني منها أسرتها، وتقول للمقابلة جانيت موك، "نريد أن نربي أطفالنا ليكونوا على قدر حقيقي من الوعي"، "أعتقد أن هذا أقصى ما يمكننا القيام به، وكلما كنت تتحدث عن الأشياء بشفافية، سيقل الشعور بأنها من المحرمات"، كانت أداءها بالمقابلة شديد الحنكة. وسواء كانت ذلك الإيحاء عبقريا أم غريبا أو قليلا من كليهما، فإن جاكي ستساعد كيم في مهمتها لتثبيت أقدامها بين المشاهير الذين يعيشون لمدة طويلة، مثلما فعلت جاكي.