المخرج السينمائي الجزائري بكاري ميلود

أكّد المخرج السينمائي الجزائري بكاري ميلود أنَّ السينما الجزائرية مهدّدة بالزوال، في حال عدم تقديم أعمال جديدة تحمل رسالة فكرية، وثقافية، مع تدعيم عمل المخرجين بميزانية تفتح لهم أفاق لإخراج أفلام  قوية، تنافس نظيراتها في أميركا، وتركيا، مشيرًا إلى أنَّ الجمهور الجزائري يبحث عن أفلام تغطي الفراغ الذي يعيشه، بعد أن عاش فترة صعبة خلال العشرية السوداء، وأهمها الأفلام الفكاهية، التي تنقل الواقع المعيشي للجزائري، وتصنع لحظات للضحك.
وكشف الوجه السينمائي المعروف، في حديث إلى "مصر اليوم"، عن أنَّ "له أعمال سينمائية عديدة، سترى النور قريبًا، منها فيلمه الذي بدأ تصويره أخيرًا، في كل من مدينتي بسكرة، والبليدة، تحت عنوان (رانا هنا)، وبمشاركة أسماء معروفة في الشاشة المغربية، منهم الفنان الفكاهي عطا الله، وكذلك الممثل القدير حزيم، وآخرون"، مشيرًا إلى أنَّه "في انتظار تسجيل فقرة فكاهية مع القنوات الجزائرية الخاصة، وهي عبارة عن سكاتش، سيتم تصويره شهرًا قبل رمضان".
وأوضح أنّه "انتهى من  كتابة سيناريو مقتبس من كتاب تاريخي، تحت عنوان الملكة دود، والتي صنعت التاريخ الإسلامي العريق في قرطاج، بعد أن شيّدت قصرًا لها، وهو عبارة عن ملحمة تاريخية، تنقل أحداث ما قبل وبعد الإسلام"، مشيرًا إلى أنّه "أجّل التصوير، بعد أن كنت سأدخل به لمنافسة الأفلام العربية، لاسيما منها السورية، إلا أنَّ الربيع العربي ألغى تأشيرة تصوير هذا الفيلم".
وبيّن أنَّ "الفيلم يعدُّ أسطورة تاريخية قوية، بإمكانها أن تعيد واجهة السينما الجزائرية إلى الصدارة في الوطن العربي".
ويرى بكاري ميلود أنَّ "السينما القوية بإمكانها أن تصنع السياحة، وتعزّز مكانة الاقتصاد لكل دولة، لكن ذلك يتركز على نوعية الأعمال السينمائية المقدّمة، وكذلك الصورة، وقوة النص، وعليه فإن المخرج الجزائري يحتاج إلى دعم مادي، من وزارة الثقافة الجزائرية، بغية إطلاق أعماله، وإخراجها من البوتقة الضيقة، ووضع حدٍّ للأفلام التركية، التي اقتحمت السوق الجزائرية، ما انعكس على الوضع الداخلي، لاسيما مع بروز الأفلام التجارية، ذات الربح المادي السريع، دون اجتهاد المخرج أو كاتب السيناريو في صناعة الوجه الحقيقي للسينما الوطنية الجزائرية".
ودعا بكاري وزارة الثقافة إلى "التحرك واحتواء الأفلام الجديدة، مع إعطاء اهتمامها للمخرجين غير المعروفين، وهذا سيفجّر قدرات ومواهب أخرى، من شأنها أن تذهب بالسينما بعيدًا، لأن الجزائر لها مخرجين لهم سمعة عالمية، مثل المخرج الكبير عمار العسكري، الذي نجح في إخراج الأفلام الحربية، باعتباره مجاهدًا، فضلاً عن حبه للسينما، وصدقه في صناعة الفيلم الجزائري"، مشيرًا إلى أنّه "على الرغم من أنها أفلام قديمة، لكن مازالت حاضرة في أذهان الجزائريين"، معتبرًا أنَّ "الرؤية الحقيقية للسينما تتمحور على صدق العمل والتغيير".
وفي ختام حديثه إلى "مصر اليوم" أكّد بكاري أنَّ "بإمكانه أن يصنع من الهواة، ومحبي التمثيل، فنانين عالميين، ومحترفين، بناء على تجربته التي استمدها من خبرته الطويلة، التي تجاوز عمرها الـ 20 عامًا، من العمل والأداء والإخراج، وكذلك كتابة السيناريو"، مشيرًا إلى أنّه "عصامي، وتجاربه هي التي صنعت التغيير في أفلامه".