الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي

استطاعت ثورة "30 يونيو" تقليص شعبية "الإخوان" في الشارع المصري والعربي، ولكون الجماعة "المحظورة" معروفة بسلك الطرق الملتوية في معاملاتها على مدى العقود الماضية، قرّرت هذه المرة أن تستغل أسماء نجوم الفن لصالحها، على أمل استعادة جزء من شعبيتها المفقودة، وبغية إحداث حالة انشقاق في علاقة هؤلاء النجوم مع جماهيرهم.
البداية كانت مع المحاولات المضنية التي تبذلها اللجان الإلكترونية لجماعة "الإخوان المسلمين"، بغية حفظ ماء وجهها أمام أنصارها، بعدما أثبتت فشلها الذريع في استقطاب عناصر شابة جديدة تنضم، عوضًا عن العناصر التي انسحبت من صفوفهم، في الفترة الماضية.
ونظرًا للشعبية الكبيرة التي يحظي بها نجوم الفن لدى المصريين، وجدت تلك اللجان في ذلك فرصة سانحة لمحاولة توريط مجموعة من الفنانين في نسب آراء سياسية لهم، مؤيدة لـ"الإخوان"، على أمل استمالة الجمهور إلى صفهم، وعلي هذا الأساس قاموا باختراق عدد من الصفحات الرسمية للفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي، ودشّنوا حسابات وهمية، بأسماء فنانين آخرين، نشروا عليها عددًا من الآراء السياسية المناصرة لجماعة "الإخوان".
وكان أبرز ضحايا هذه المخطط كل من بسمة، ومنة فضالي، ونرمين الفقي، وغيرهم، إلا أنهم نجحوا في إفشاله، بعدما تمكنوا من استعادة السيطرة على صفحاتهم مرة أخرى، لتبدأ لجان "الإخوان" رحلة جديدة في البحث عن مخططات آخرى، بغية الإيقاع بالفنانين، حيث توصلوا إلى ضرورة  العثور علي أي صور لفنانين، يلوحون فيها برقم "4"، في إشارة إلى اعتصام "رابعة العدوية".
وبدأت تلك اللجان مرحلة التنبيش عن تلك الصور، إلى أن وجدوا ضالتهم في عدد منها، كان أبرزها للفنان تامر حسني، حيث عثروا على صورة تجمعه بزميله الممثل عمرو يوسف، ويلوح خلالها بأصابعه الأربع، فيما يلوح الآخر بعلامة النصر، حيث قاموا بنشر الصورة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لتنتشر بعدها كالنار في الهشيم.
ولعب جمهور تامر دورًا كبيرًا في إنقاذ نجمهم المفضل من فخ "الإخوان"، حيث أكّدوا أن تلك الصورة تعود إلى كواليس فيلم "نور عيني"، الذي عرض عام 2010، أي قبل اندلاع أية أحداث سياسية في مصر.
وفي السياق ذاته، لم يتوقع المطرب محمد حماقي أن اندماجه في الغناء عند إطلالته في أحدى حلقات برنامج المسابقات "The Winner Is"، سوف تجعله صيدًا سهلاً لتلك اللجان، التي استغلت غنائه لأغنية "نفسي أبقى جمبه"، وتحديدًا في مقطعها الأول، حيث أشار حماقي آنذاك بعلامة أربعة، لحظة غنائه لهذا المقطع، إلا أن أنصار "الإخوان" كان لهم وجهة نظر آخرى حينما زعموا أن حماقي يشير بعلامة "رابعة" المؤيدة لهم.
ولم يكن الفنانين العرب في معزل عن تلك المناوشات، حيث أثارت الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي حالة من الجدل، فور انتشار صورة لها تلوح فيها بعلامة "رابعة"، ولكن اتضح فيما بعد أن تلك الصورة قد التقطت لها في نيسان/أبريل الماضي، أثناء حفل توزيع جوائز مسابقة "Most Engagine" الخاصة بنشاط الفنانين، على مواقع التواصل الاجتماعي، أي قبل قيام الجهات الأمنية بفض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة".
وأعربت الفنانة السوريّة كندة علوش عن استيائها الشديد مما تردد بشأن تأييدها لمعتصمي "رابعة العدوية"، إثر انتشار صورتها تلوح بإشارة "رابعة"، حيث أكدت إنها كانت مؤيدة لثورة "30 يونيو"، مضيفة أن "هذه الصورة لا تحمل أية دلالة سياسية، لكونها التقطت لها منذ أعوام عدة.
وتعرض المطرب الفلسطيني محمد عساف، الفائز بلقب "أراب آيدول 2"، لانتقادات واسعة فور انتشار صورة له من النمط ذاته، وهو ما أعطى انطباعًا عن تحيزه إلى جماعة "الإخوان"، لاسيما أن الرئيس المعزول كان يولي اهتمامًا واضحًا بقطاع غزة، الذي ينتمي إليه عساف، إلا أن المطرب الشاب أكّد أن تلك الصورة لا علاقة لها بأي أحداث سياسية سواء في مصر أو غيرها، مضيفًا أنه ظهر ملوحًا في صورة آخرى بعلامة النصر، دون أن يكون لذلك أيضًا أي مغزى سياسي.