"مهرجان القيثارة الدولي"

أُسدِل الستار على فعاليات المهرجان الدولي الثامن للقيثارة والغناء، الذي احتضنته مدينة العرائش الواقعة شمال المغرب، ذلك المهرجان الذي اختار له منظموه شعار "من العرائش إلى العالم لحظات حميمية"، والذي يسعى لإظهار الإبداعات الموسيقية المحلية ومحاولة صقل تجاربها، عبر التلاقي مع مختلف التجارب الإبداعية المحلية والدولية، وامتد طوال أسبوع، وكان الإثنين 2 أيلول/ سبتمبر آخر يوم يستمتع فيه الجمهور المحلِّي بإيقاعات قرع طبول ومزامير فرقة "أغوديد" لفن أحواش الأمازيغي، وشهدت فضاءات تاريخية عدّة في المدينة،كحديقة دار الثقافة الشهيرة بـ"كوماندانسيا"، وساحة المسيرة وشارع طارق بن زياد تنظيم أهمِّ الحفلات.
وقال منظمو المهرجان في تصريحات أدلوا بها إلى "مصر اليوم" إن النسخة الثامنة لهذه السنة اختارت دولة الأرجنتين دولة شرف هذه الدورة التي "تُعتبَر محطة مهمة وكبيرة، تتحدى عَبْرَه مؤسسة ليكسوس للفنون والتنمية المستدامة (وهي الجهة المنظمة) كل الإكراهات (المُعيقات) والظروف المادية واللوجستية في رهان من أجل استمرار المهرجان".
وأشار المنسق العام للمهرجان عبد الإله العمراني إن إرادة الحفاظ على هذه الفكرة التي تعطي قيمة لآلة القيثارة التي تربطها علاقة تاريخية مع مدينة العرائش هي التي دفعتهم للإصرار على تنظيم الدورة الثامنة للمهرجان، معتبرًا أن القيثارة موروث ثقافيّ وفنيّ مشترك بين ضفَّتي البحر الأبيض المتوسط وجب الحفاظ عليها، داعيًا إلى الاستمرار في بناء هذا المهرجان حتى يكون ذلك المهرجان الكبير الذي "نتطلع إليه، ونحلم به في مدينتنا".
وعن السبب في اختيار آلة القيثارة وجعلها شعارًا للمهرجان، أجابت المديرة الفنية فاطنة الخماري بأن لهذه الآلة الموسيقية علاقة حميمية وتاريخية مع سكان المدينة منذ عهد الاستعمار الإسباني، ومنذئذ كان عدد كبير من شباب المدينة يعزفونها، وكثير منهم يتقنون العزف عليها لدرجة التفوق على نظرائهم الإسبان أنفسهم.
إلى ذلك، أكدت الخماري أن المهرجان كان ولا يزال سباقًا إلى إظهار الإبداعات الموسيقية المحلية ودعمها، ومحاولة صقل تجاربها عبر التلاقي مع مختلف التجارب الإبداعية المحلية والدولية، مع إبراز البعد الروحيّ والرمزيّ للمهرجان، والذي سيعطي له خصوصية وميزة يمكن من خلاله ترويجه وتسويقه ليساهم في التنمية المستدامة.