الفيلم التاريخي "لا لا فاطمة"

يواصل المخرج الجزائري بلقاسم حجاج تصوير مشاهد فيلمه التاريخي الذي يخلّد لخولة جرجرة البطلة لاله فاطمة نسومر التي قادت إحدى المقاومات الشعبية في منطقة القبائل بعد دخول المستعمر الفرنسي إلى الجزائر، وكشف المخرج الذي يعكف على تصوير فيلمه الجديد منذ أسابيع في ولاية برج بوعريريج في الشرق الجزائري، أنه تم الاستعانة بطاقم تقني ضخم، يتمثل في فرقة مزدوجة تضم تقنيين أجانب تم  استقدامهم من الخارج، بالإضافة إلى جزائريين حتى يكون العمل في قيمة المرأة التي تحدّت فرنسا وهي في ربيع العمر. وصرّح بلقاسم حجاج في حديث صحافي إلى الإذاعة، الثلاثاء أن هدفه الوحيد هو تجسيد فيلم ذو "مستوى عالمي" عن البطلة نسومر من شأنه تخليد ونفض الغبار عن جزء مهم من الذاكرة الجماعية. وأكد المتحدث أن معظم الأفلام والندوات والملتقيات عن تاريخ الثورة الجزائرية ركزت فقط على أحداث ما بعد الفترة الممتدة من 08 أيار/ مايو 1945 إلى غاية الاستقلال، وهو الأمر الذي دفعه للتفكير في تجسيد فيلم يروي أسطورة امرأة جزائرية أمازيغية قهرت جنرالات فرنسا خلال القرن التاسع عشر، وقاومت بشراسة الاستعمارَ، واستطاعت أن تقود معارك ضارية حققت فيها انتصارات كبيرة، مضيفًا أنه صار لزامًا علينا اليوم تعريف الأجيال المقبلة بالمقاومات الشعبية التي تواصلت طيلة القرن التاسع عشر إلى بداية القرن العشرين، وتخليدها بأفلام ثورية، تحفظ ذاكرتنا الجماعية من الضياع. وأضاف حجاج أن التأريخ عبر السينما هو إحدى أهم آليات الحفاظ على ذاكرة الأمة، وهي الطريقة التي يمكن من خلالها إبراز الأساليب التي اعتمدت عليها فرنسا لاحتلال البلاد، حسبما يقول المخرج، والجرائم الوحشية التي ارتكبتها في حق الجزائريين العزل خلال تلك الحقبة، وكذا الدور الريادي الذي لعبته المرأة الجزائرية في مقاومة المستعمر، واعتبر مخرج الفيلم أن هذا المشروع يعتبر عربون وفاء للتضحيات الجسام التي بذلها الشعب الجزائري المقاوم على مر العصور.  وعن سر اختياره لمنطقة برج بوعريريج لتصوير الفيلم أوضح حجاج أن منطقة البرج تحتوي على مؤهلات طبيعية مهمة لتصوير الأفلام الثورية، في ظل التوسع العمراني الذي امتد إلى الكثير من الغابات والجبال التي تزخر بها الجزائر، مما يصعب على المخرج إيجاد بيئة مناسبة لتصوير تلك الحقبة ونقل صورة تعكس واقع الجزائريين خلال فترة مقاومة لا لا نسومر، كما عاب النقص الموجود في الجزائر في بعض التخصصات المتعلقة بالجانب التقني، لتجسيد مثل هذه الأفلام الضخمة، مما جعله يُكَوِّن فريقًا تقنيًا يضم جزائريين وأجانب يعملون من السادسة صباحًا إلى منتصف الليل لإنجاح الفيلم.