جلوريا جيفارا

أشاد مجلس السياحة والسفر العالمي ومقره لندن، بأداء مصر في القطاع السياحي، وقدرته على تحقيق نسبة نمو كبيرة، في ظل محاربة الإرهاب، جاء ذلك ضمن التقرير السنوى الصادر عن المجلس.

وأشار التقرير، إلى أن صناعة السياحة والسفر في البلدان التي سبق أن تعرضت للإرهاب، بدأت في التعافي وأظهرت علامات على انتعاشة قوية خلال عام الماضي 2017، وفقًا لما أورده أحدث تقارير التأثير الاقتصادي الذي يصدر عن المجلس العالمى للسياحة والسفر، حيث بلغ إجمالي نمو قطاع السياحة والسفر في دول شمال أفريقيا 22.6 ٪ في عام 2017، أي أسرع بثلاث مرات من وتيرة نموه في أي منطقة أخرى في العالم، وأسرع بخمسة أضعاف من المتوسط العالمي البالغ 4.6 ٪.

ويؤكد التقرير: يعود الفضل فى هذا النمو إلى انتعاش ممتاز شهدته مصر، حيث ازدادت مساهمة السياحة في الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 72.9٪ مقارنة بعام 2016، علاوة على شئ من التعافي في تونس بنسبة 7.6٪.

كما أظهرت مؤشرات نمو الناتج المحلي الإجمالي الوارد من قطاع السياحة والسفر، تفوق بشكل كبير على أوجه النمو في الاقتصاد الكلي، ففي مصر حقق الاقتصاد نمواً بنسبة 4.1 ٪، وفي تونس بنسبة 2٪، مما يبرز أهمية القطاع في دفع النمو الاقتصادي في تلك البلدان.

وفي مجمل العام 2017، حققت صناعة السياحة والسفر، ما إجماليه 21.1 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، بما مقداره 11% من إجمالى الناتج المحلي، و5.7 مليار دولار من الناتج المحلى الإجمالى في تونس.

هذه الأرقام تبشر بتوقعات واعدة لعام 2018، لاسيما مع عودة الأسواق الرئيسية إلى منطقة شمال إفريقيا مثل المملكة المتحدة، واستئناف رحلات الطيران الشارتر إلى هذه البلدان، لتعود مستويات التدفق السياحى إلى ما قبل سنوات الأزمة.

وفي معرض تعليقها على نتائج التقرير، قالت جلوريا جيفارا، رئيس المجلس العالمي للسياحة والسفر والمدير التنفيذي للمجلس العام الماضي، شهد نمواً قوياً لقطاع السفر والسياحة، يأتي هذا الأداء الإيجابى في مصر وتونس مشجعاً للغاية، حيث يظهر من بحثنا أن التعاون بين القطاعين العام والخاص هو مفتاح التعافى المنشود للقطاع من صدمات مثل الهجمات الإرهابي، وأنا أشجع حكومات هذه الدول على مواصلة الشراكة مع القطاع الخاص، سعياً نحو مستقبل من النمو المستدام.

ولفتت جيفارا، إلى أن "تجربة مصر وتونس وغيرها من الدول التي عانت من هجمات إرهابية في السنوات الأخيرة، مثل فرنسا وبلجيكا اللتين حققتا بدورهما أداءً جيداً خلال العام 2017، تسلط الضوء على مدى أهمية أن نتمكن من أن تصل الصناعة إلى توازن بين تحقيق الأمن وضمان السفر الآمن السهل، وللأمن أهمية قصوى، وسيكون من الضروري في السنوات القادمة أن نحسن استخدام التكنولوجيا فى هذا الصدد، لضمان سفر آمن وفعال، مما يؤدى فى نهاية المطاف إلى خلق المزيد من الوظائف وحماية استمرار النمو المستدام في القطاع السياحي.

يذكر أن المجلس العالمي للسياحة والسفر World Travel & Tourism Council هو الجهة العالمية المعنية بالمساهمة الاقتصادية والاجتماعية لقطاع السياحة والسفر، وهو يروج للنمو المستدام للقطاع، ويتعاون مع الحكومات والمؤسسات الدولية لخلق فرص العمل، ودفع الصادرات وخلق النمو الاقتصادي.
وفي كل عام، يتعاون المجلس مع مؤسسة أكسفورد إكونومكس Oxford Economics في إصدار تقريره الرئيسى، بشأن التأثير الاقتصادى، والذي ينظر فى الفوائد الاجتماعية والاقتصادية لصناعة السياحة والسفر على المستوى العالمي والإقليمي والقُطري، ويعرض تقرير هذا العام لبيانات 25 تجمعا إقليميا و185 دولة.