الرئيس سيرج سركيسيان و الدكتورة سحر نصر

استقبل الرئيس سيرج سركيسيان، رئيس أرمينيا، الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي خلال زيارتها الرسمية إلى العاصمة الأرمينية "يريفان"، لترؤّس الجانب المصري في الدورة الخامسة للجنة المصرية-الأرمينية المشتركة، بحضور السفير طارق معاطي، سفير مصر لدى أرمينيا.

استهلّ الرئيس الأرميني، اللقاء بالترحيب بالوزيرة في زيارتها إلى "يريفان"، والتي نقلت تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الرئيس سركيسيان، مشيدة بعمق العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين.

وطلب رئيس أرمينيا من الوزيرة، نقل تحياته إلى الرئيس السيسي، مؤكدا قوة العلاقات التاريخية والثقافية بين الشعبين المصري والأرميني، وما تحظى به الجالية الأرمينية في مصر من حماية وأمان من قبل الحكومة المصرية، مشيرا إلى أن الصداقة والثقة المتبادلة سمات هذه العلاقات، مشددا على أهمية التعاون الاقتصادي مع مصر، في ظل الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع اللجنة المشتركة بهدف تطوير خطة عمل لتفعيل الاتفاقيات بين البلدين في أسرع وقت.

وأكد الرئيس الأرميني، حرص بلاده على تعميق العلاقات الاستثمارية بين البلدين، مشيرا إلى أن مصر تلعب دورا "مهما" في المنطقة العربية والأفريقية على حد سواء، وأن أرمينيا لها دور مهم في دول الاتحاد الأوراسي.

وأكدت الوزيرة، حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع أرمينيا وزيادة حجم الاستثمارات بين البلدين، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية ترحب بالمستثمرين الأرمن في مصر، وتتبع سياسة منفتحة لتشجيع الاستثمار وتقوم بجهود من أجل توفير مناخ جاذب له، وتضع في أولوياتها اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين بيئة الأعمال.

وأوضحت الوزيرة أنه لا بد من تفعيل دور مجلس الأعمال "المصري-الأرميني"، مشيرة إلى أن لدى البلدين الكثير من الإمكانيات في كل المجالات الاستثمارية والزراعية والصناعية والسياحية وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، مما يتيح فرصا كبرى للتعاون والتكامل في ما بينهما.

وتابعت أن إنشاء مشروعات مشتركة في مصر يعني التعامل مع سوق يقترب من الـ100 مليون مستهلك مصري، بالإضافة إلى المميزات التي تتمتع بها مصر، منها موقع مصر الجغرافي المتميز بين ثلاث قارات، إذ تمثل مصر بوابة للدول العربية والأفريقية، والإصلاحات التشريعية والاقتصادية التي تقوم بها مصر، وقانون الاستثمار الجديد وما يتيحه من ضمانات وحوافز للمستثمرين، كما أن هناك العديد من مجالات التعاون المتاحة أمام رجال الأعمال في كلا البلدين، وهناك العديد من المميزات الاقتصادية التي تتمتع بها مصر لتكون بوابة للشركات الأرمينية لأفريقيا والدول العربية.

وأشار الرئيس الأرميني إلى وجود بعض الشركات المصرية الموجودة في أرمينيا، مؤكدا أنه يتم تقديم كل الإمكانيات الموجودة في أرمينيا لها دون أي عوائق، وأن بلاده حريصة على تفعيل خط طيران مباشر بين يريفان والقاهرة، وزيادة عدد السائحين الأرمن إلى مصر، إضافة إلى التعاون في مجالي تكنولوجيا المعلومات وصناعة الأدوية.

وعقب ذلك، التقت الوزيرة، بكارن كارابيتيان، رئيس الوزراء الأرميني، حيث تم بحث الخطوات اللازمة لتنشيط التعاون الاقتصادي، في ظل انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين، والتي لم تنعقد منذ 2005.

واتفق الجانبان، على تبادل الخبرات وإقامة استثمارات مشتركة، إذ أشارت الوزيرة إلى أنه يوجد في مصر عدد من المناطق الحرة والاستثمارية، والتي تعمل وزارة الاستثمار والتعاون الدولي على التوسع فيها، موضحة أن مصر تعتبر بوابة لأفريقيا، ويمكن أن تستفيد أرمينيا من ذلك من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر، وفي هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء الأرميني أن بلاده ستكون بوابة لمصر إلى الاتحاد الأوراسي، مشيرا إلى اهتمام بلاده بتبني المبادرات اللازمة لدعم التعاون بين البلدين.

والتقت الوزيرة، بسورين كارايان، وزير الاستثمار والتنمية الاقتصادية الأرميني، حيث تم بحث زيادة الاستثمارات والشركات الأرمينية في مصر، والتي تبلغ عددها 23 شركة.

وأكدت الوزيرة أن قانون الاستثمار الجديد أتاح عددا من الحوافز للمستثمرين خاصة في المناطق الأكثر احتياجا، مشيرة إلى وجود فرص استثمارية كبرى في محور تنمية قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة.

وعقب ذلك، التقت الوزيرة، إدوارد نالبارديان، وزير الخارجية الأرميني، إذ تم بحث تعزيز العلاقات بين البلدين، وأكدت أن وجود جالية أرمينية كبيرة وفاعلة على مر العصور في مصر لأكبر دليل على ذلك، حيث أسهمت هذه الجالية في مختلف نواحي الحياة المصرية خاصة في ضوء عزوف الأرمن على الانخراط في المهن التقليدية، مشيرة إلى العلاقات الاقتصادية الثنائية تحتاج إلى مزيد من الجهد لدفعها إلى آفاق أرحب خاصة وأن البعد الاقتصادي أصبح يلعب دورا مهما في السياسات الخارجية ولن يتحقق هذا البعد إلا من خلال المشاركة والتفاعل بين المصالح المشتركة.​