بورصة لندن

سجّل الجنيه الإسترليني ، الأربعاء ، أعلى مستويات له منذ ديسمبر/كانون الأول ، عقب إعلان رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" عن انتخابات عامة مبكرة ، مما أدى إلى الارتفاع الحاد في الجنيه الإسترليني إلى تراجع مؤشر "فايننشال تايمز 100" ، وهو المؤشر المعياري لأعلى الشركات من حيث القيمة السوقية في لندن، والذي كان يواجه معدلات انخفاض أكبر بشكل يومي على مدار الأيام التي أعقبت تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو/حزيران الماضي. 

وتسبب إعلان رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، عن إجراء انتخابات عامة مبكرة في البلاد ، في الثامن من يونيو/حزيران المقبل ، في ارتفاع قيمة الجنيه الإسترليني بأكثر من سنت مقابل الدولار، وقبل الساعة الثانية مساءً ، كان يتداول بأكثر من  1.27 دولار، حيث كان المستثمرون يرفضون احتمالية وجود أغلبية للمحافظين الأكثر تأثيرًا في البرلمان، والتي رسمتها استطلاعات الرأي الحالية. 

وانخفض مؤشر الأسهم الممتازة ، والذي خسره الجنيه الإسترليني بسبب هيمنة الشركات متعددة الجنسيات التي حققت أرباحًا بالعملات الأجنبية، بمعدل 137.37 نقطة أو 1.87% ، ليصل إلى أدنى مستوى له في عشرة أسابيع عند مستوى 7،190.22. 

ودخلت أربع شركات فقط في القائمة السوداء لمؤشر الأسهم الممتازة، بعد مساء الأربعاء ، حيث كان المحللون يتطلعون إلى وجود أسابيع من التقلبات التي تشهدها الأسواق قبل يوم الاقتراع.

وأدى ضعف الجنيه، إلى جانب دلائل على أن الاقتصاد سيصبح أفضل مما كان متوقعًا ، إلى تعزيز مؤشر "فوتسي" على مدى الأشهر الأخيرة ، وسجل المؤشر رقمًا قياسيًا في 20 مارس/اذار ، عندما أغلق عند 7،429.81 نقطة. 

وانخفض الجنيه الإسترليني في البداية وسط تكهنات حول ما قد ستعلنه السيدة ماي، إلا أنه تعافى مجددًا بمجرد أن بدأت تلقي ماي بخطابها، لترتفع قيمته من 1.2519 دولار إلى 1.2724 دولار ، فقد كان مؤشر فايننشال تايمز 250 تحت ضغط تراجع أسهمه، حيث انخفض بمقدار 185.1 نقطة، أو 0.95% ، ليصل إلى 194040.23 نقطة. 

وقال بيمكو ، أحد أكبر مديري الاستثمار في العالم ، إن قرار إجراء الانتخابات "لا يخلو من المخاطر" ، حيث أن استطلاعات الرأى أشارت إلى أن  حزب المحافظين سيزيدون من أغلبيتهم في البرلمان بنسبة كبيرة. 

وأضاف مايك آمي، رئيس إدارة الحقيبة الاستثمارية ، إلى العملاء "هذا بدوره سيعطي الحكومة مجالًا أكبر للتشاور خلال مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسيجعل الحكومة أقل عرضة للخلافات اليمينية داخل الحزب ، كل ذلك من شأنه أن يقلل من العواقب الوخيمة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث ينبغي أن تحدد الحكومة أطر للخروج الأقل ضررًا من الاتحاد الأوروبي".

وأشارت كاثلين بروكس، مدير قسم الأبحاث في شركة سيتي إندكس ، إلى أن الاستقرار السياسي هو الموضوع الرئيسي خلف ارتفاع الجنيه الإسترليني ، مضيفًا "من الواضح أن متداولي العملة سيعتبرون ماي قوة استقرار في السوق ، وقد يغير السوق أيضًا وجهة نظره بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد عمليات البيع الهائلة التي شهدها الجنيه الإسترليني على خلفية الاستفتاء العام الماضي ، ويبدو أن السوق يرحب بقرار تيريزا ماي بمحاولة تدعيم قيادتها لمهمة بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي ".

ويرى ديفيد بوك المعلق المالي في بنك "بانمور غوردن" في لندن أن بعض من المستثمرين قد يتعرضوا غلى الخسارة، حيث أن الأسابيع المقبلة سوف تشهد تقدم غير معترض بعقبة بالنسبة للسيدة ماي.

وأردف بوك "رغم كوني معلق على المسائل المالية، يجب أن أقول إنني اعتقد بأن حملة انتخابية مدتها سبعة أسابيع هي طويلة جدًا ، هناك الملايين من الناخبين غير المغرّر بهم ممكن يمكن أن يصوتوا بأسلوب ممنهج ضد الحكومة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". 

وتساءل "جيمس بوترفيل"، رئيس قسم البحوث وإستراتيجية الاستثمار في شركة ETF لتداول الأوراق المالية ، عن احتمال وجود حكومة حزب واحد بعد الانتخابات ، متابعًا "أن عودة ظهور الديمقراطيين الليبراليين وحكومة ائتلافية هي ممكنة، ملمحًا إلى نتيجة الاستفتاء الحرجة للغاية والتي ظهرت فى يونيو/حزيران الماضي".