ارتفاع أسعار المستهلكين في بريطانيا

قفزت أسعار المستهلكين في بريطانيا أكثر من المتوقع في مايو/أيار ليصل معدل التضخم إلى أعلى مستوياته في نحو أربع سنوات؛ مما يزيد الضغوط على المستهلكين الذين يواجهون حاليا مخاوف إضافية من الضبابية السياسية التي أعقبت انتخابات غير حاسمة الأسبوع الماضي. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية: "إن تأثير هبوط الجنيه الإسترليني منذ التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء العام الماضي ظهر واضحا مع ارتفاع أسعار المستهلكين 2.9 في المائة، مقارنة مع مستواها قبل عام لتسجل أكبر زيادة منذ يونيو/حزيران 2013".

وكان متوسط توقعات خبراء الاقتصاد في استطلاع لـ"رويترز" يشير إلى زيادة نسبتها 2.7 في المائة، وهو معدل أسرع من وتيرة النمو في أجور معظم المواطنين. وقال المكتب إنه باستبعاد أسعار النفط وغيره من السلع المتقلبة مثل الأغذية يكون تضخم أسعار المستهلكين قد زاد إلى 2.6 في المائة، مقارنة مع توقعات بوصوله إلى 2.4 في المائة. وأضاف، أن مقياسا لأسعار المستهلكين يستبعد تكاليف الإسكان ارتفع إلى 2.7 في المائة.

على صعيد آخر، أدت الاعتداءات الأخيرة التي ضربت بريطانيا إلى انخفاض عدد زوار أبرز معالم لندن السياحية ومراكز الترفيه التي تديرها شركة "ميرلين إنترتينمنت"، وفق ما أعلنت الشركة الثلاثاء. وقالت الشركة التي تدير متاحف مدام توسو وسلسلة من مراكز الترفيه إن هجمات ويستمنستر في 22 مارس/آذار الماضي، التي أسفرت عن خمسة قتلى أدت إلى "إضعاف سوق رحلات اليوم الواحد". وأدى اعتداءان لاحقان في مانشستر في 22 مايو/أيار ولندن في 3 يونيو/حزيران إلى مقتل ثلاثين شخصا وجرح عشرات آخرين، وكذلك إلى "مزيد من التدهور في الطلب المحلي"، حسب ما أعلنت الشركة في بيان في البورصة. وتابعت الشركة: "بغض النظر عن الفترة الفاصلة التقليدية بين الحجوزات والزيارات، نحن أيضا قلقون من معدلات زيارات الأجانب خلال الشهور المقبلة".

وتأثرت مراكز الترفيه "سلبا في الأسابيع الأخيرة بالهجمات الإرهابية وما تلاها من إجراءات أمنية مشددة". وقال المدير التنفيذي لشركة ميرلين: "إن تأثير الهجمات ليس واضحا في هذه المرحلة. وأضاف: "ما هو واضح أن لندن نهضت مجددا من قبل وستفعل ذلك مرة أخرى"، متابعا "لديّ كل الثقة في مسار السوق المرن، والذي يحقق نموا على المدى البعيد".

وقالت الشركة في بيانها، إنها استفادت من الانخفاض في قيمة الجنيه الإسترليني الذي أعقب استفتاء "بريكست" العام الماضي؛ مما زاد من عدد السياح الأجانب الآتين للندن. وتراجعت أسهم الشركة بواقع 2.54 في المائة في بورصة لندن بعد هذا البيان. وأدى قرار البلاد الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي جرى في 23 يونيو/حزيران 2016، إلى انخفاض قيمة الجنيه مقابل اليورو والدولار، إلا أنه استعاد بعضا من قيمته منذ ذلك الوقت.

ويؤدي انخفاض الجنيه الإسترليني إلى جعل السلع والخدمات أقل تكلفة وأكثر جاذبية للزوار الأجانب. واستقبلت بريطانيا عددا قياسيا من الزوار الأجانب السنة الماضية بعد تراجع سعر الجنيه. وذكر مكتب الإحصاءات الوطني في تقرير نشره الشهر الماضي أن البلاد استقبلت نحو 37.6 مليون زائر في العام 2016، بارتفاع بنسبة 4 في المائة عن العام السابق، وذلك في سادس زيادة متتالية لأعداد الزوار.