"الغرايف" الجزائريّة

تعدُّ أكلة "الغرايف"، أو كما يطلق عليها "البغرير" أو الفطائر، من بين الأكلات التي وجدت طريقها إلى قلوب المتوافدين على الجزائر، ما دفع وزارتا الثقافة والسياحة إلى تنظيم ملتقى وطني، له بعد دولي، تتنافس فيه الحرفيات، وعشاق الطبخ التقليدي، في إعدادها، وتقديمها للزوار والمتوافدين على المعرض، بغية الترويج للأكلات الشعبيّة، وإيصالها إلى المطابخ العالمية.
وأوضحت وزارة السياحة الجزائرية أنّ أكلة "الغرايف" دخلت الصالونات الأجنبيّة، لاسيما في فرنسا، وأصبحت أكلة عالمية، ما حوّل المطاعم التقليدية العميقة إلى قبلة حقيقية للسواح الأجانب، والفنانين، وعشاق الأكلات الشعبية، لاسيما أنّ هذه المطاعم مسيّرة من طرف سيدات يفضلنَّ تقديم الأطباق المستوحاة من تراث الأمهات، حيث استغلت سيدات المطبخ الجزائري الانقلابات الجوية الأخيرة، وتساقط الثلوج، ليبدعنَّ في عملية تجهيز "الغرايف"، وتوفيرها مرفوقة بكل اللواحق الضرورية.
وأشارت بعض صاحبات المطاعم العتيقة في الجزائر إلى أنّ أكلة "الغرايف"، التي يضاف إليها العسل أو السكر والزبدة أو السمن، تقدّم ساخنة، وهي تضاعف من طاقة الجسم، وتمكّن من مقاومة البرد القارس.
وتفضل بعض العائلات الاسترزاق من أكلة "الغرايف"، لاسيما أنّ الأجانب يقبلون على اقتنائها مقابل بعض الدنانير، حيث يصل سعر القطعة الواحدة إلى 95 دينارًا، حيث أنها على الرغم من ارتفاع السعر مطلب الكثير من العائلات.
وتدخل أكلة "الغرايف"، حسب بعض المختصات في الطبخ الجزائري، في عادات وتقاليد البلاد، وعلى الرغم من اختلاف التسمية لهذا الطبق، إلا أنّ كل المناطق الجزائرية تحضره، وتتمتع به، لأنه يتوفر على عناصر غذائية مهمة، جعلته يصنّف في خانة الأكلات الصحيّة.