الاحتفال بذكرى مرور العائلة المقدسة

 تستقبل منطقة جبل الطير الواقعة على الضفة الشرقية في مركز سمالوط شمال محافظة المنيا، في هذا التوقيت من كل عام، الآلاف من المسلمين، والأقباط للاحتفال بذكرى مرور العائلة المقدسة في هذا المكان والتي استقرت فيه لمدة ثلاثة أيام، حيث يعد هذا المكان من المعالم السياحية زهيدة الثمن.

والتقت "مصر اليوم"، القمص متى كامل راعي الكنيسة الأثرية في المنطقة أن منطقة جبل الطير تستقبل سنويًا أكثر من مليوني زائر، وأن هناك العديد من المزارات التي  يقصدها الزائرون منها الكنيسة الأثرية والمكتبة والمغارة التي اختبئ بها الطفل يسوع، والسيدة مريم البتول، ويوسف النجار وجبل الكف والفرن والماجور.

وأوضح أن قصة الكنيسة الأثرية تم إنشاؤها خلال القرن الرابع الميلادي، ويتردد أنها بنيت في نفس العام الذي بُنيت فيه كنيسة القيامة في القدس، وأنها صُممت بشكل معماري فريد، ويوجد بداخلها المغارة التي اختبأت بها العائلة المقدسة، وبجوار الكنيسة توجد مكتبة الدير التي تضم الآلاف من الكتب الدينية والتاريخية القيمة. وأكد القمص أن ضمن المزارات التي يحرص الزائرون على زيارتها سنويًا هي قصة الماجور المبارك، حيث أوضح أحد رجال الدين المسيحي من الحريصين على زيارة الدير والماجور أن هذا المأجور المصنوع من الفخار كانت تستخدمه العائلة المقدسة لعجن الدقيق لصناعة الخبز ولذلك يحرص الزوار على وضع النذور داخله أملًا في الحصول على البركة وزيادة الرزق والشفاء من العلات والأمراض.

وأشار إلى أن "منطقة الشق لها طقوس غريبة عند الزوار وخاصة النساء اللاتي يحرصن على دخوله السيدات العاقرات والجلوس داخله أملًا في الشفاء والإنجاب للتبرك به حيث اختبأت به العائلة المقدسة من بطش الرومان". وتأتي من ضمن المزارات التي يقصدها الزائرون أيضًا شجرة العابد أو الغار أو اللبخ  حيث يقول أهالي المنطقة من الأقباط: إن هذه الشجرة سجدت للسيد المسيح وتجدها في الصورة أن جميع فروعها هابطة باتجاه الأرض ثم صاعدة ثانية، بالأوراق الخضراء إلى أعلى، ويطلق الأقباط عليها شجرة العابد".

وتسمية الدير بـ"جبل الطير" له أيضًا قصة شهيرة يرويها لنا عماد بطرس قائلًا: إن الآلاف من  طيور البرقيوس كانت تجتمع في هذه المنطقة وهي عبارة عن طيور بيضاء مهاجرة، ولها منقار طويل بلون سن الفيل. وقال عدد من الزوار "إن كف المسيح الذي انطبع على الصخرة التي كادت أن تسقط من منطقة جبلية على العائلة المقدسة لولا تدخل رب المجد يسوع المسيح، مضيفًا أن أثار الكف مازالت موجودة وتقع داخل مقصورة ضيقة في المغارة الموجودة في الكنيسة الأثرية، وأن الكثير من معجزات المسيح تجلت في هذه المنطقة المقدسة. معتقدات راسخة يأتي من أجلها الآلاف من أنحاء البلاد إلى منطقة جبل الطير حيث يحتشد الآلاف من المسلمين، والأقباط في الليلة الكبيرة لمشاهدة ظهور السيدة  العذراء ليكون هو المشهد الرئيسي والمعجزة لتلك الليلة حيث يحتشد الجميع أمام الكنيسة الأثرية لترقب ظهور  العذراء كما يقول الزائرون: إن ظهور السيدة العذراء "المطوبة" تظهر على هيئة  ضوء أبيض أو حمامة بيضاء تحلق فوق الكنيسة القديمة.

ويعتبر الاحتفالات بمرور العائلة المقدسة من أهم المواسم التي يحرص عليها الباعة الجائلين  والتجار من المسيحيين، والأقباط للاسترزاق حيث أكد محمود سلامة أحد التجار المسلمين أن السيدة العذراء لها مكانة خاصة عند المسلمين والمسحيين على حد السواء. وأشار الزوّار إلى انتشار السرقات والتحرش بالنساء من أكثر المشاكل التي تواجههم حيث يقوم الشباب بمعاكسة الفتيات خاصة، وأن أغلب شوارع الدير ضيقة للغاية في وقت يتردد على الدير آلاف الزوار في وقت واحد، ولكن هذه الظاهرة تختفي بشكل تدريجي في ظل التواجد الأمني المكثف في المنطقة.