السجون الإسرائيلية

يدفع اليأس عدد كبير من الشباب الفلسطيني إلى عبور السياج الأمني الذي يفصل مخيم البريج للاجئين، الواقع على أطراف غزة الشرقية، عن إسرائيل، ليقعوا في أيدي السلطات الإسرائيلية، وذلك بعد ستة أشهر من هدوء الحرب في غزة.

على سبيل المثال، بعد لحظات من صعود الشاب الفلسطيني إبراهيم عواوضة، السور الأمني، الذي يبلغ طوله تسعة أقدام، أُحيط بـ6 جنود إسرائيليين، أوقفوه وقاموا بالتحقيق معه، وبعد أنَّ قضى مدة شهر في اثنين من السجون الإسرائيلية، أعادوه  إلى الفقر والموت والدمار في غزة، والذي دفعه سابقًا إلى الفرار.

ذكر إبراهيم، البالغ من العمر 15 عامًا: "كنت أعلم أنهم سيلقون القبض علي"، وكان والده قد قتل في غارة إسرائيلية العام 2002، وعاش ثلاثة حروب بين إسرائيل وغزة، بما في ذلك المعركة دامية التي استمرت 50 يومًا الصيف الماضي.

وأضاف: "لقد هزتني الحرب، وقلت لنفسي إنَّ هروبي سيوفر لي حياة أفضل، إذ تقدم السجون الإسرائيلية الطعام الجيد، ولكنهم أعادوني إلى غزة في وقت لاحق"، وبالرغم من أنَّ إبراهيم لم يكن مسلحًا، كان غيره من الفلسطينيين يقفز من فوق السياج مسلحين بالسكاكين أو القنابل اليدوية".

من ناحية أخرى، أثرت سلبًا المعابر حدودية الفاصلة بين قطاع غزة واسرائيل، على المقيمين في إسرائيل على الجانب الآخر من السياج، الذين لايزالون متضررين نفسيًا من سلسلة الهجمات التي كان يشنها  المسلحون الفلسطينيون  عبر الأنفاق، أثناء حرب غزة الصيف الماضي.

وأرجع مسؤولون عسكريون وآخرون سبب تنامي ظاهرة قفز السياج الأمني بين غزة وإسرائيل إلى اليأس أكثر منه التطرف، ويرى العاملون في مجال حقوق الإنسان الذين يتتبعون القضية، أنَّ اليأس هو من دفع نحو 300 من سكان غزة، الذين لقوا حتفهم، أثناء محاولتهم الهروب في سفينة جرى تهريبها عبر البحر المتوسط، في سبتمبر/ أيلول الماضي، فأرادوا الخروج فقط، بغض النظر عن المخاطر.