وزير الخارجية الأميركي جون كيري

شككت باريس في مبدأ عقد مؤتمر "جنيف2" بشأن سورية، في ضوء ما أفرزته معركة القصير وتصعيد لهجتها ضد إيران بشكل غير مسبوق، حيث اتفق الجانبان السعودي والفرنسي على ضرورة اتخاذ خطوات دولية عاجلة كي لا يتكرر في حلب ما جرى في القصير، تزامنًا مع تكثيف الولايات المتحدة لاجتماعاتها في واشنطن لعقد المؤتمر الدولي في أسرع وقت ممكن. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية، "إن إيران أصبحت شريكة في الحرب السورية، ولا يجب عقد مؤتمر يشعر أحد طرفي النزاع فيه بالضعف والآخر بالقوة"، وذلك غداة محادثات فرنسية سعودية موسعة في باريس، شارك فيها وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات السعودية الأميران سعود الفيصل وبندر بن سلطان.
وأوضح المسؤولون الفرنسيون، أن لديهم حيال الأزمة السورية تحليلاً يقترب من تحليل السعودية التي يكثفون المحادثات معها، وكذلك مع الأتراك والأميركيين، في حين رأى محللون فرنسيون أن البرودة التي تتعاطى بها باريس مع التحضيرات للمؤتمر الدولي، تعكس رفضًا خفيًا لعقد المؤتمر في ظل هذه الظروف.
واتفق الجانبان السعودي والفرنسي على ضرورة اتخاذ خطوات دولية عاجلة كي لا يتكرر في حلب ما جرى في القصير، لكن الفرنسيين يقرون بأن التوافق الدولي بشأن عمل عسكري مستحيل في ظل الموقف الروسي المعروف.
ويلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في واشنطن الأربعاء، نظيره البريطاني وليام هيغ، للبحث في تطورات الأزمة السورية، في حين تسعى واشنطن جاهدة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بشأن سورية باسم "جنيف 2".
ويأتي هذا اللقاء بين البلدين الحليفين، في وقت طلب فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما هذا الأسبوع، من فريقه في مجلس الأمن القومي في البيت الابيض، درس كل الخيارات الممكنة التي تسمح لواشنطن بمساعدة المعارضة السورية، في حين أرجأ كيري زيارة إلى الشرق الأوسط، كان من المقرر لها هذا الأسبوع؟، من أجل المشاركة في اجتماعات بشأن سورية تعقد في واشنطن، وسط تقارير تشير إلى أن إدارة أوباما تفكر في العدول عن رفضها تسليح المعارضة السورية.
وقد وجه الكاتب في صحيفة "الوطن" القطرية أحمد علي، رسالة مفتوحة إلى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، قال فيها "إن الحزب صار مخادعًا مخربًا محرضًا على الفتنة المذهبية في العالم العربي، وأخاطبك ولا أخاطب غيرك، وأكتب إليك ولا أكتب لغيرك، فقد آلمني كثيرًا  مشهد توزيع الحلوى على المارة في أحياء الضاحية الجنوبية في بيروت، احتفالاً بالنصر الذي حققه حزبكم في معارك القصير، وإنه لأمر مؤلم، بل مؤسف ومخجل، ما شاهدناه من مظاهر السرور والابتهاج لسقوط البلدة السورية الصغيرة تحت سيطرتكم، وكأنكم استرجعتم مزارع شبعا، أو حررتم الجولان السوري المحتل، وفي وسط هذا الموقف المختل أين شرف المقاومة في ما فعلتم؟ وأين ضمير المقاومة مما ارتكبتم؟، فالذي نعرفه أنه ليس من أبجديات المقاومة أن يتحول الحزب المقاوم، الذي عانى من العدوان الإسرائيلي، إلى تنظيم عدواني يعتدي على شقيقه المسلم، الباحث عن حريته وكرامته، ويطعنه في ظهره ويضربه في خاصرته، وليس من أولويات المقاومة أن يصبح الحزب المقاتل حزبًا شيطانيًا قاتلاً ينفذ مخططات الشيطان في المنطقة، والعيب، كل العيب، أن الإنسان السوري الباحث عن حريته، والذي تحتفلون بالانتصار الزائف عليه، هو الذي استقبل أهلكم وذويكم، عندما تعرضت بلداتكم في الجنوب اللبناني إلى عدوان إسرائيلي في العام 2006، فكيف تطعنونه في ظهره، بدعوى (حماية ظهر المقاومة)، وهو الذي وفر الحماية والرعاية لأرحامكم وأسركم الشاردة من مناطق الصراع الدائر في جنوبكم إبان العدوان الصهيوني عليكم؟، سيذكر التاريخ أنكم أسأتم إلى المعاني النبيلة للمقاومة، وأن تورطكم في معارك القصير يعد موقفًا قاصرًا، مما يؤكد قصور منطقكم وحجتكم التي تتذرعون بها، وهي أنكم تقومون بتحصين المقاومة وحماية ظهرها، ما من شك في أن ما تفعلونه في الداخل السوري، من خلال تدخلكم العسكري السافر، وانزلاقكم في الصراع الداخلي الدائر هناك، يكسر ظهر المقاومة ولا يحميها، لأنه يشكل خروجًا على قيمها وأخلاقياتها ومبادئها الشريفة، التي ترتكز على الدفاع عن الأرض والعرض، فكيف تطالبون باسترجاع حقوقكم من المحتل الإسرائيلي، وأنتم تنتزعون حقوق الإنسان السوري الباحث عن حريته وكرامته؟"
وتسأءل كاتب "الوطن"، "كيف تكون يا نصرالله نصيرًا للمستضعفين، وأنت تستقوي بسلاحك على الثوار السوريين، وتسمح لحزبك أن يكون ذراعًا تنصر النظام الظالم على المظلومين؟"، مضيفًا أنه "لا جدال في أن المقاومة التي صدعتم العالم بها ليست حكرًا عليكم، وليست إرثًا خاصًا بكم، ولكنها حق وطني مشاع لجميع الشعوب الباحثة عن حريتها، ومن حق الإنسان السوري أن يقاوم نظامه الفاسد المستبد، ويسعى إلى تغييره بشتى الوسائل المتاحة، فلماذا تنصرون النظام الظالم على الشعب المظلوم؟ ولماذا تقفون في صف المعتدي ضد المعتدى عليه؟"
وأضاف متوجها إلى نصرالله: "لقد تسببتم بعدوانكم على ثوار سورية في إطفاء بريق المقاومة، وفي إشعال حريق الفتنة، وما من شك في أن انزلاقكم إلى ساحة المعركة ساهم في تأجيج الأبعاد المذهبية في الأزمة السورية، كما ساهم في تهييج الشارع العربي والإسلامي ضدكم، إثر الخطاب المذهبي التحريضي الذي تروجونه، وتدفعون من خلاله المنطقة إلى الفتنة المذهبية، كما تزجون طائفتكم في أتون حرب خاسرة لن تأخذ أصحابها إلا إلى الهلاك، عبر المغامرة والمقامرة بأرواح الشباب اللبناني، لصالح عصابة فاسدة، أفسدت في الأرض وأسفكت الدماء وانتهكت العرض، وأن المعركة التي تروجون لها والحرب التي تحرضون عليها وتصبون الوقود في ساحتها، وتبشرون أصحابكم بالنصر فيها ستُيتم أطفالاً بريئة لا ذنب لها، وتُرمّل نساء لا حصر لها، وستشعل حرائق كثيرة يصعب إطفاؤها، ولعل أول المحروقين المتضررين من نيرانها ستكون الساحة اللبنانية المنقسمة على نفسها قبل غيرها، ها هي ألسنة النار التي تشعلونها في سورية بدأت تحرق الوطن اللبناني في طرابلس وغيرها، بعدما ساهمتم بخطاباتكم التحريضية ومواقفكم الشيطانية في رفع منسوب الاحتقان المذهبي داخل لبنان وخارجه، فهنيئًا لكم مساعيكم الخبيثة الخسيسة الحثيثة لإعادة إنتاج الحرب الأهلية في بلدكم، بكل أهوالها ومآسيها، ولا يخفى عليكم أنكم أصبحتم بعد خطابكم العدواني الأخير واحدًا من أكثر الشخصيات المكروهة في العالم العربي، حيث تتآكل شـعبـيتكم المستندة إلى رصيد المقاومة، بعدما كنتم تحظون بشعبية غير مسبوقة من المحيط إلى الخليج، وكان كثيرون ينظرون إليكم بصفتكم رمزًا للمقاومة الوطنية ضد الدولة الصهيونية