الرئيس عبدالفتاح السيسي و المستشار النمساوي سيباستيان كورتز

أكّد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على أن زيارته للعاصمة النمساوية فيينا تعد نقطة انطلاق قوية لمزيد من التعاون بين البلدين، وأشار السيسي، خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده الرئيس مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتز بمقر المستشارية في العاصمة فيينا، بحضور وفدي البلدين، إلى وجود توافق بشأن مختلف الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك والتي تم بحثها.

وأعلن الرئيس السيسي عودة انعقاد أعمال اللجنة المصرية النمساوية المشتركة خلال عام ٢٠١٩ بعد أن توقفت منذ العام ٢٠١٠ والتي سوف تساعد في صياغة مجالات التعاون الثنائي في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتعليم.

ووجه الرئيس التحية والتقدير للشعب النمساوي العظيم على حسن الاستقبال، كما قدم السيسي الشكر للجالية المصرية في النمسا والتي استقبلته أمام مقر الإقامة وفي مقر القصر الجمهوري عقب وصوله في درجة حرارة منخفضة للغاية، وتابع السيسي "هذا أمر مقدر ومحل تقدير وشكر وامتنان مني شخصيا ورسالة في النمسا بحسن الاستقبال". 

وأضاف السيسي أنه بحث مع المستشار النمساوي مشاكل وتحديات منطقة الشرق الأوسط لتحقيق الاستقرار والأمن في دول المتوسط، لافتا إلى دول المنطقة التي تشهد مشاكل تؤثر بصورة مباشرة على حالة الاستقرار والأمن في أوروبا.

وأوضح الرئيس أنه تم بحث موضوع الهجرة غير الشرعية مع المستشار النمساوي والجهود التي قامت بها مصر خلال السنوات الأخيرة لمنع خروج أي مهاجرين إلى أوروبا، مؤكدا أن مصر لديها التزام أخلاقي وإنساني في ما يخص المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون السفر إلى أوروبا.

وقال الرئيس السيسي إن مصر لديها نحو ٥ ملايين لاجئ من دول مختلفة وتتعامل معهم باعتبارهم مواطنين مصريين ولا تقيم معسكرات لهم، مشيرا إلى أن مصر استقبلت خلال عام ٢٠١٨ نحو ١١ ألف لاجئ ولم يتم السماح لهم بالتحرك تجاه أوروبا، مشيرا إلى أنه لم يخرج قارب واحد من مصر.

وقدم الرئيس الشكر لكل الأجهزة المصرية المعنية التي ساعدت في هذا النجاح لمصر، قائلا "إنه لن يسمح بأن يكون الأشقاء الأفارقة مصيرهم الفقد في البحر خلال عمليات الهجرة غير الشرعية لأن ذلك التزام مصر أمام الإنسانية والتاريخ".

وشدد السيسي على أن مصر تبذل جهودا ضخمة في مكافحة الهجرة غير الشرعية، مضيفا أنه بحث أيضا مع المستشار كورتز ملف مكافحة الإرهاب وتأثيره المدمر على الاستقرار والأمن لشعوب المنطقة وأوروبا.

وطالب السيسي المجتمع الدولي بضرورة التعامل بكل حزم مع الإرهابيين الذين يهربون من مناطق النزاع في دول المنطقة إلى مناطق ودول أخرى في العالم، مؤكدا أنه ممكن أن يقوموا بعمليات متطرفة تؤثر على أمننا جميعا، واختتم السيسي كلمته، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون في إطار تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي عام ٢٠١٩.

ورحّب المستشار النمساوي، سيباستيان كورتز، بالرئيس السيسي، خلال زيارته الحالية إلى النمسا، وقال إنه التقى الرئيس ٤ مرات خلال الفترة الأخيرة بينهم لقاء في القاهرة وآخر في نيويورك. 

وأضاف كورتز أنه يقدر التعاون الجيد والتنسيق المستمر بين البلدين، مضيفا: "أنه تم التوقيع على ١٠ مذكرات تفاهم للتعاون بين مصر والنمسا في مجالات التعليم والتقنيات والابتكار والبحث العلمي". 

وأوضح المستشار النمساوي أن هناك نحو ٦٠٠ شركة نمساوية في مختلف التخصصات تعمل في القاهرة، لافتا إلى أن مصر أحد أهم شركائنا في أفريقيا والشرق الأوسط.

وأشاد سيباستيان، ببرنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر والحركة الديناميكية الحالية تحت قيادة الرئيس السيسي، وأنه على قناعة بأن هناك قناعة الكثير من الإمكانيات والطاقات الكامنة للتعاون بين البلدين في المستقبل.

وأشاد المستشار النمساوي بالجهود التي تقوم بها مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وأشار إلى أن الدول الأوروبية ومنها إيطاليا لم يصلها أي مهاجرين من مصر خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن تلك الجهود المصرية ساعدت في استقرار وأمن أوروبا وتدمير خطوط مهربي البشر وهذه القضية أصبحت بصدد الانتهاء، وأكد سيباستيان كورتز أهمية لقائه مع الرئيس السيسي ووصفه بأنه لقاء جيد لترسيخ العلاقات على كل الأصعدة.

وقدّم الشكر إلى الرئيس السيسي على زيارته للنمسا والمشاركة في المنتدى الخاص بالتعاون بين أوروبا وأفريقيا والذي سينطلق الثلاثاء.

قد ايضا : 

الرئيس السيسي ومستشار النمسا يشهدان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم

مستشار النمسا يصل القاهرة للقاء الرئيس السيسي لبحث عدد من القضايا