قمة باليرمو الدولية بشأن ليبيا

حالة من الترقب الشديد تسود وقائع مؤتمر دولي حول الأزمة الليبية، الذي يعقد اليوم في مدينة "باليرمو" في صقلية بإيطاليا، ويحظى بمشاركة مصرية رفيعة، ممثلة في شخص الرئيس عبدالفتاح السيسي، في حضور الأطراف الليبية الفاعلة و ممثلو وفود سياسية دولية محورية، تحت مظلة تجمع الكل ممثلة في إجراء استحقاقات انتخابية وسياسية تخرج البلد النفطية من الفوضى المستمرة منذ سنوات.

أبرز الحضور المرتقب مشاركتهم اليوم، كل من وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، والقائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركى لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، فضلا عن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيرينى، ورئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، وذلك فقا لما أوردته وكالة "أجي" الإيطالية.

ومن بين الحضور أيضا رؤساء دول تونس والجزائر وتشاد، بخلاف اللاعبين الليبيين الرئيسيين، ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، فضلا عن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، وسط تشكك في مشاركة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.

وكالة "أنسا" الإيطالية، رصدت لجوء السلطات  إلى إجراءات أمنية مشددة في مدينة "باليرمو" وتحديدا في مقاطعة "أكواسانتا" وحول "فيلا إيجيا"، مقر انعقاد القمة، وقد جرى حظر حركة السيارات في نحو 20 شارعا بالمدينة، وذلك لتأمين الضيوف الوافدين وتوفير أنسب النجاحات لإنجاح الفعالية الدولية.

وعلى المستوى الإجرائي، فقد حدد مؤتمر "باليرمو" خطة مكونة من 3 نقاط مهمة على جدول أعماله تشمل مناقشة خطة جديدة لبسط الاستقرار والأمن في ليبيا وإجراء انتخابات العام المقبل، فضلا عن سبل احتواء الأزمة الأمنية في العاصمة الليبية طرابلس، وسبل إنعاش الاقتصاد الليبي، وتقسم أعمال المؤتمر الدولي إلى يومين: الأول مخصص للمداولات التي تجرى بين الأطراف الليبية المشاركة في المؤتمر. فيما سيجمع اليوم الثاني، جميع الأطراف الليبية والأجنبية، بحسب صحيفة "كوريرى ديلا سيرا" الإيطالية.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أكرم بدر الدين أشار إلى أن مصر سيكون لديها هدف واحد واضح، وهو توحيد راية المتناحرين في ليبيا بما يفضي إلى تأمين بوابتها الغربية، لأن الدبلوماسية المصرية في ليبيا تتعامل بأن أمن جيران مصر من أمنها الداخلي، مضيفا لـ"مصر اليوم" أن الرئيس السيسي سيدفع باتجاه التغلب على الانسداد بالعملية السياسية على وجه الخصوص على الأراضي الليبية.

وتابع: الجميع سيحرص على إنجاح صيغ توحد الفرقاء الليبيين، ولكن هناك أيضا مصالح غربية سيبحث الحضور عن التوافق حولها، لأن هناك خلاف غير خاف بين إيطاليا وفرنسا، فكلا البلدين لديه مصالح نفطية واسعة في الأراضي الليبية، ولكن كلا منهما اتبع طريقة مختلفة في التعاطي مع الأزمة، إيطاليا كانت الداعم الرئيسي لفايز السراج وحكومته وعدد من الجماعات المحلية، فيما ألقت فرنسا بثقلها في كفة خليفة حفتر واعتباره قوة ردع للأصوليين والجماعات الإسلامية.

فيما رأى أمبرتو بروفاتسيو، الخبير الإيطالي المتخصص في الشأن الليبي لدى كلية "دفاع الناتو" في العاصمة روما أن مؤتمر "باليرمو" ما هو إلا استمرارا طبيعيا لاجتماع باريس، مضيفا:"سأكون مندهشا إذا كانت نتيجة الحدث في باليرمو مختلفة عما تم الاتفاق عليه في باريس قبل بضعة أشهر".

وأضاف بروفاتسيو، أن الهدف الأول لمؤتمر "باليرمو" هو ضمان احترام جميع الأطراف المعنية للاتفاقات التي تم التوصل إليها في هذا المؤتمر.

يجدر الإشارة إلى أنه في مايو/ آيار الماضي، اجتمعت الشخصيات الليبية الأربع في باريس تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذى اقترح يوم العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي موعدا لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، وهو ما ثبت أنه أمر "غير واقعى" إلى حد بعيد.

وعارضت إيطاليا الخطة التي اقترحتها فرنسا، وسط استياء شديد في روما بسبب تدخل باريس فى الشؤون الليبية. حيث يصر رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي على أن بلاده مستعدة دائما للقيام بدورها لبسط الاستقرار فى ليبيا.