القدس الشريف

بدأت شاشات وإذاعات الهيئة الوطنية للإعلام، في الثانية عشرة ظهرًا اليوم الأحد، البث الموحد في "يوم الإعلام العربي" لدعم القدس الشريف بمشاركة هيئة الإذاعة والتلفزيون الأردنية والفلسطينية، وذلك في إطار المبادرة التي أعلنها حسين زين، رئيس الهيئة، وتم التنسيق لها خلال اجتماعات اتحاد إذاعات الدول العربية في تونس الأسبوع الماضي.

ومن المقرر أن يستمر البث الموحد حتى الساعة العاشرة من مساء اليوم الأحد، وتعرض خلال تلك الفترة المواد التاريخية والوثائقية التي توضح وتؤكد عروبة القدس الشريف وما أقرته القوانين الدولية من حق للشعب الفلسطيني في القدس، كما يتم استضافة خبراء وشخصيات من مختلف الدول العربية للتحدث عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ولمناصرة القدس الشريف والتصدي لمحاولات تهويده.

وأكد إعلاميون أن خطوة البث المشترك للشاشات والإذاعات العربية اليوم الأحد ستكون لها أهمية خاصة في خلق حالة من الإحساس المشترك واستكمال لدور الإعلام في دعم القضية الفلسطينية والقدس بعد القرار الأميركي باعتبارها عاصمة لإسرائيل، موضحين أن فترة البث الممتدة لنحو عشر ساعات تضم إذاعات مصرية وأخرى من فلسطين والأردن وتونس والجزائر.

وقال رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر، مكرم محمد أحمد، إنه من الطبيعي أن تؤكد الدول الثلاثة الأقرب لقضية القدس وهي مصر والأردن وفلسطين، موقفها الرافض لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إليها، وذلك من خلال توحيد البث التليفزيوني، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تأتي لكونهم أقرب الدول العربية تماسا مع القضية، فأولا تعتبر الأردون المسؤولة منذ فترات طويلة عن حفظ الأماكن المقدسة، ومصر تعتبر أهم حليف يناصر القضية الفلسطينية، وفلسطين صاحبة الحق الأصيل في القدس.

وأضاف مكرم، في تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم"، أنّ الجانب الفلسطيني حقق تقدمًا ملموسًا بالرغم من تقدم العنف والصدام إذ لا توجد مدينة فلسطينية ليس بها تظاهرات لأن هذا القرار منعدم، مشيرًا إلى أن إصدار قرار بأن القدس الغربية عاصمة لإسرائيل كان من الضروري أن يستتبعه قرار بأن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وهو ما لم يحدث بما يعكس التوجه الأميركي الحقيقي تجاه عملية السلام".

وتابع أن اجتماع مجلس الأمن شهد معارضة 14 صوت للقرار الأمريكي الذي يحض على ضرورة أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك رفض اجتماع تحالف الاتحاد الأوروبي القرار، باستثناء دولة واحدة هي التشيك التي تفكر بأن تصدر قرارا بنقل عاصمتها إلى القدس، ولكن الموقف الغالب هو تصميم دول الاتحاد الأوروبي على أن القدس من قضايا المرحلة ولابد أن تكون القس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية".

وواصل رئيس المجلس الأعلى للإعلام، أن اتحاد الدول الإسلامية في إسطنبول وعددهم 42 دولة أقروا أيضاً بأنه من حق الفلسطينيين أن تكون القدس الشرقية عاصمة لهم، ورفضوا أي اتفاقيات لا تحترم القانون الدولي، موضحاً أن هناك هزائم متتابعة للموقف الأمريكي على مستوى العالم، وحتى الآن فالإسرائيليون والإدارة الأمريكية في حساب القوى الخاسرة، والدولة الفلسطينية في حساب الدول الكاسبة.

وأوضح مكرم، أن توحيد البث التليفزيوني هو رسالة للعالم بأن الدول المحيطة بالقدس تتكاتف على مبدأ واحد وهو رفض الاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، والتأكيد على مكانتها في قلوب الوطن العربي بأكمله.

وقالت رئيس الإذاعة المصرية، نادية مبروك، إن ثلاث إذاعات مصرية تنضم في بث مشترك مع إذاعات دول عربية أخرى لتناول قضية القدس المحتلة بعد القرار الأمريكي الأخير، موضحة أن محطات صوت العرب والبرنامج العام وإذاعة فلسطين من القاهرة ستنضم مع بث موحد مع إذاعة رام الله من فلسطين وإذاعات تونس والأردن والجزائر.

وأضافت أن البث بدأ من الثانية عشر ظهرًا حتى العاشرة مساءًا وتستمر الفترات بالانتقال بين خمس استديوهات لتناول قضية القدس والمستمرة الإذاعة في تغطيتها منذ قرار نقل السفارة الأمريكية إليها الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وأوضحت مبروك إن الإذاعة منذ صدور القرار مهتمة بتناول القضية وجوانبها التاريخية لإعلام من لا يمتلك المعلومات وتوضيح كل الأبعاد القديمة والتبعات المستقبلية، من خلال شخصيات سياسية مصرية وعربية، مضيفة إن التغطية الإذاعية للحدث مستمرة من خلال برامج الإذاعة الخاصة والتسجيلات الوثائقية وكذلك المسلسلات التاريخية المعنية بالقدس.

وأكدت رئيس الإذاعة المصرية إن كل فترات الإذاعة وبرامجها المباشرة والوثائقية ولقاءاتها مع المحللين والكتاب تضع قضية القدس أولوية لها بكل تفاصيلها، مضيفة إن مكانة الإذاعة المصرية لم تتراجع بل أنها محافظة على وجودها وتصل لمستمعيها في كل ربوع مصر وتلقى تجاوب وردود فعل جيدة وتحقق نسب استماع عالية.

وقال حاتم زكريا عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام: إن مبادرة البث المشترك لإذاعات وشاشات عربية لدعم قضية القدس عقب القرار الأمريكي باعتبارها عاصمة لإسرائيل هو قرار من اتحاد الإذاعات العربية التابع لجامعة الدول العربية، مضيفًا أنها ستشمل مجموعة من أعضاء الاتحاد وليس مصر والأردن وفلسطين فقط.

وأضاف أن البث لن يقتصر على المحطات الإذاعية إنما القنوات التلفزيونية الحكومية أيضًا، مؤكدًا أن اتحاد الإذاعات العربية في إطار الاحتفال بيوم الإعلام العربي قرر دعم القدس واتخاذ موقف موحد لكل أعضاء الاتحاد عقب صدور القرار الأمريكي قبل نحو عشرة أيام.

وأوضح إن تلك الخطوة هامة ومطلوب كجزء من الموقف العربي الموحد الفعال لوقف القرار الأمريكي، مؤكدًا إن الإعلام له أهمية ورسالة فعالة وجزء من الموقف الإعلامي العربي ويتكامل مع ما تتخذه الدول العربية من خطوات للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لتجميد قرارها والتي يجب أن تستمر وتتكامل لتحقيق الهدف وحماية القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية.

وقالت الدكتورة ماجي الحلواني أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، إن خطوة البث الموحد للمحطات الإذاعية العربية عن القدس المحتلة لم تكن مستبعدة مضيفة أن الإذاعات طوال السنوات الماضية قامت بدور وطني مهم وكانت معبرة بصدق عن الشارع وصوت كل الشعوب العربية ووحدتهم من قبل من خلال إذاعة "صوت العرب".

وأضافت إن الإذاعات العربية تقوم بدور أيضًا في المناسبات القومية والبث المشترك في عمل لافتة فارقة وهامة لتسجيل الموقف بعد القرار الأمريكي الخطير باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، مضيفة "نريد أكبر من حالة البث المشترك ونريد تكاتف كل الدول الإسلامية للوقوف بجانب القدس المحتلة باعتبارها عاصمة دولة فلسطين." وأكدت "الحلواني"، أن البث المشترك هو جزء من دور الإعلام تجاه نصرة القضية الفلسطينية والقدس المحتلة ويخلق حالة من الواجدان الواحد والإحساس المشترك بالقضية الفلسطينية وكونها محور اهتمام كل العرب، موضحة إن الأمر ينبغي ألا يقتصر على إذاعات دول بعينها إنما كل الدول العربية.

وتابعت أستاذ الإعلام قائلة: إن مشاركة القنوات التلفزيونية الوطنية والمحطات الفضائية الخاصة أمر هام ويجب أن يتم ليصل الصوت العربي إلى كل أرجاء الوطن والعالم أيضًا، مضيفًا أنه يجب أن يكون هناك يوم واحد يجمع كل وسائل الإعلام وليس فقط إذاعات ومحطات حكومية إنما قنوات خاصة وصحف.