سد النهضة الأثيوبي

حدّدت دولة السودان، 4 و5 أبريل/نيسان المقبل، موعدًا لاجتماع وزراء الخارجية والري ورؤساء أجهزة المخابرات في دول «مصر والسودان وإثيوبيا» لبحث مشكلة سد النهضة، حيث كان من المقرر عقد الاجتماع نهاية فبراير/شباط الماضي، قبل أن يتم تأجيله بسبب تطورات الأحداث في إثيوبيا واستقالة رئيسة وزرائها هايلي ماريام ديسالين، وسبق أن أكد السفير السوداني في القاهرة عبد المحمود عبد الحليم أنّ السودان لا تقف ضد مصر ولا مع أثيوبيا في ملف سد النهضة، وإنما تقف مع مصالح السودان، وأن الإعلام المنفلت وعدم الشفافية قد يكون هو سبب توتر العلاقات بين مصر والسودان.

وشدد عبد الحليم، على أنّ الفترة المقبلة ستشهد حراكا سودانيا مصريا ليس لحل المشكلات العالقة بين البلدين فحسب وإنما للتأسيس تقوم على الاحترام المتبادل و المصالح المشتركة لتكون نموذجا يحتذى به على المستويين الإقليمي والدولي، مشيرا إلى أن عودته من الخرطوم بعد شهرين من قرار استدعائه لا تعني انتهاء المشكلات العالقة بين البلدين ، وإنما الشروع في حلها خلال الفترة المقبلة.

وبحث القائم بأعمال مدير المخابرات العامة، اللواء عباس كامل، قبل أيام مع الرئيس السوداني عمر البشير، في الخرطوم، مساء أمس الأول، أهمية التواصل بين مصر والسودان، والتحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة، وضرورة عدم تأثيرها في العلاقة بين البلدين، مشيرًا إلى أنّه تم التوافق على اعتماد مبدأ الشفافية والصراحة والوضوح في كل الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، مبديًا تفاؤلًا بأن الأمور ستمضي في مسارهـا الصحيح.

وشدّد كامل على أهمية التواصل بين البلدين قائلًا إن "التحديات الكبيرة في المنطقة تفرض علينا التواصل وسرعة الاستجابة للأحداث والمواقف المختلفة ومعالجتها حتى لا تتحول إلى معوقات تؤثر في العلاقة بين البلدين، مؤكدًا أن هناك إرادة قوية على السير في طريق تهيئة كل الظروف للعودة بعلاقات البلدين إلى مسارها الصحيح، وعقّبت مصر على قرار السودان  بتأجيل الاجتماع الوزاري الثلاثي الخاص بسد النهضة بناء علي طلب من إثيوبيا، وهو الاجتماع الذي كان مقررا انعقاده يومي ٢٤ و ٢٥ فبراير/شباط الماضي في الخرطوم بمشاركة وزراء الخارجية والمياه ورؤساء أجهزة الاستخبارات في الدول الثلاث، اكد المستشار احمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن وزارة الخارجية تلقت بالفعل الإخطار المشار إليه من الجانب السوداني، ومع إدراكها للظروف التي  ربما قد دفعت إثيوبيا لطلب تأجيل الاجتماع، والتي نأمل أن تزول في اقرب فرصة، إلا أنها تتطلع لان يتم الالتزام بالإطار الزمني الذي حدده القادة لحسم الخلافات الفنية القائمة.

وقال أبو زيد إن قضية سد النهضة تمس مصالح شعوب الدول الثلاث، وان التنفيذ الدقيق لتكليفات القادة يقضي باعتبار مصالح شعوب الدول الثلاث مصلحة لدولة واحدة وشعب واحد، الأمر الذي يقتضي التحرّك العاجل للتوصل إلى حلول تحفظ مصالح الجميع.