المهندس طارق قابيل

أكد وزير التجارة والصناعة المصري المهندس طارق قابيل، حرص مصر على تعزيز أفق التعاون التجاري والاستثماري المشترك مع إيطاليا، باعتبارها أحد أهم شركائها الاقتصاديين في القارة الأوروبية، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين، شهد تطورًا كبيرًا حيث بلغ خلال الـ6 أشهر الأولى من العام الجاري نحو 2 مليار و594 مـليون يـورو، مقابل 2 مليار و276 مليون يورو، خلال نفس الفترة من العام الماضي بنسبة ارتفاع بلغت 13.9%.

وقال قابيل، إن الصادرات المصرية إلى السوق الإيطالي حققت نمواً بمعدل 35% ، وبلغت 995 مليون دولار خلال الـ6 أشهر الأولى من العام الجارى بالمقارنة بـ796 مليون يورو خلال نفس الفترة من عام 2016. وجاء ذلك خلال جلسة المباحثات التي أجراها الوزير مع إيفان سكالفاروتو، وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي، وذلك على هامش مشاركته في فاعليات المؤتمر الوزاري الحادي عشر في منظمة التجارة العالمية والمنعقد في العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس، حضر اللقاء السفير علاء يوسف مندوب مصر الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، والوزير مفوض تجاري أحمد طلعت رئيس المكتب التجاري المصري في جنيف.

وشدد قابيل، على أهمية تكثيف جهود البلدين لزيادة قيمة التبادل التجاري السنوي إلى 6 مليارات يورو، وذلك استنادا للرؤية المشتركة التي تم الإعلان عنها خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإيطاليا في تشريني الثاني/نوفمبر 2014، لافتاً إلى إمكانية تحقيق ذلك من خلال تسهيل نفاذ السلع والمنتجات وتنظيم بعثات مشترين بين الجانبين في القطاعات والسلع ذات الأهمية الاستيرادية الخاصة في كل البلدين.

وأكد الوزير على أهمية الجهود التي تبذلها المؤسسات الاقتصادية الإيطالية والتي تتضمن وكالة التعاون الايطالية، وشركة ضمان وائتمان الصادرات الايطالية SACE لدعم وتطوير العلاقات الاقتصادية المصرية الإيطالية، لا سيما وأن الشركة قد رفعت سقف معاملاتها مع مصر ليبلغ 8 مليارات يورو، مشيراً في هذا الصدد إلى ضرورة دفع التعاون المشترك بين الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلدين.

واستعرض قابيل خلال اللقاء أهم إنجازات الحكومة المصرية في مجالات الاصلاح الاقتصادي ونتائجها الملموسة، والتي أشادت بها كافة الأوساط الاقتصادية الدولية، مشيراً إلى أن الحكومة بذلت جهوداً حثيثة لتحسين مناخ وبيئة الأعمال في مصر، الأمر الذي ساهم في جذب العديد من المستثمرين العرب والأجانب للاستثمار في السوق المصري.

وقال الوزير، إن إيطاليا تساهم في نحو 1015 مشروعاً في السوق المصري يبلغ رأسمالها 2.7 مليار دولار، حيث تصل المساهمة الإيطالية في هذه المشروعات إلى 1.47 مليار دولار في عدد من المجالات الصناعية والسياحة، والإنشاءات، والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات التمويلية، مشيراً في هذا الإطار إلى أهمية تشجيع المستثمرين الإيطاليين لضخ مزيد من الاستثمارات بالسوق المصري، للاستفادة من الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به مصر، والذي يمكن من خلاله النفاذ لأسواق أكثر من 65 دولة ترتبط مصر معها باتفاقيات تجارة حرة، وهو ما يوفر سوقا يتجاوز تعداد سكانه الـ 2 مليار نسمة.

ولفت الوزير إلى أهمية الدعوة لانعقاد اللجنة العليا المشتركة للنقل بين البلدين لمناقشة مقترحات ربط الموانئ وتفعيل مبادرة التجارة الخضراء، بما يسهم في تحقيق انسياب لحركة التجارة بين البلدين، خاصة وأن موقع الدولتين يعد بمثابة بوابة رئيسية لدخول المنتجات المصرية لأسواق الاتحاد الأوروبى، وأيضا دخول المنتجات الإيطالية إلى السوق الأفريقي.

وبحث قابيل مع نظيره الإيطالي أهمية تعزيز التعاون المشترك في مجال التنمية الصناعية لعدد من التجمعات الصناعية التي تنشئها مصر، ومنها مدينة الجلود بالروبيكي ومدينة الأثاثاث الجديدة بدمياط، من خلال تقديم برامج التعاون الفني وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا وإعداد برامج التدريب المهني والفني .

ومن جانبه أكد ايفان سكالفاروتو، وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي حرص بلاده على تعزيز أواصر التعاون السياسي والاقتصادي بين القاهرة وروما، مؤكداً أن العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد تطوراً كبيراً خلال المرحلة الحالية خاصةً في ظل الجهود المكثفة لمسئولي الدولتين، لبدء مرحلة جديدة من التقارب والحوار والتعاون المصري الإيطالي في مختلف المجالات.

وأشار سكالفاروتو، إلى أن الدولتين لديهما إمكانات هائلة يجب الاستفادة منها لتوسيع حجم العلاقات التجارية والاستثمارية، لافتًا إلى حرص بلاده على تشجيع المستثمرين الإيطاليين على توجيه استثماراتهم للسوق المصري، للاستفادة من الحزم الاستثمارية التي تقدمها الحكومة المصرية للمستثمرين الأجانب.

واتفق الوزيران على أهمية الموضوعات المطروحة للنقاش على طاولة المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية، حيث أشاروا إلى أهمية توصل الدول الأعضاء إلى تفاهمات تراعي مصالح الدول الأعضاء بالمنظمة والمضى، قدما في حل المشاكل العالقة للحفاظ على مصداقية النظام التجاري متعدد الأطراف