وزارة الدفاع المصرية

بينما أقرت مصر رسمياً ونهائياً اتفاقيتها لترسيم المناطق الاقتصادية مع اليونان، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها البحرية ستجري مع وزارة الدفاع المصرية تدريباً مشتركاً، تحت شعار «جسر الصداقة - 2020» في نطاق البحر الأسود، الذي تطل عليه دول عدة، منها تركيا، علماً بأنه لم يسبق أن أجرت القاهرة وموسكو تدريبات مشتركة من قبل.
ونشرت الجريدة الرسمية في مصر، أمس، قراراً للرئيس عبد الفتاح السيسي، بالموافقة على اتفاقية بين بلاده واليونان لتعيين «المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين»، الذي تم توقيعه في أغسطس (آب) الماضي، وأقره البرلمان المصري.
وأثار الاتفاق المصري - اليوناني اعتراضات تركية، وتواكب مع إصدار أنقرة لإنذار بغرض التنقيب في مناطق بالبحر المتوسط. واعتبرت الخارجية المصرية أن تلك التحركات تقع ضمن نطاق مناطقها الاقتصادية، ورفضتها علانية، محذرة من عواقبها.

وبحسب الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الروسية، فإن وفدين عسكريين من مصر وروسيا اجتمعا لمدة 3 أيام في مدينة نوفوروسيسك لإعداد التدريبات المشتركة «جسر الصداقة - 2020»، التي ستقام لأول مرة في البحر الأسود. ولم تعلن مصر رسمياً مشاركتها في التدريب، الذي لم يحدد بعد موعد انطلاقه. لكن البلدين نفذا في نطاق البحر المتوسط أواخر العام الماضي، تدريب «جسر الصداقة - 2019» البحري، وكذلك تدريب «سهم الصداقة - 2019» الجوي، الذي استضافته مصر أيضاً.
وتضمنت الإفادة الرسمية الروسية بشأن التدريب، أنه سيتضمن «عمل مجموعات تكتيكية من السفن الحربية، التابعة لأسطول البحر الأسود في البحرية الروسية، والبحرية المصرية، بدعم من الطيران على مهام مشتركة لحماية الطرق البحرية من التهديدات المختلفة».

كما نوهت «الدفاع» الروسية إلى أن أهداف التدريبات «تتمثل في تطوير التعاون العسكري بين القوات البحرية المصرية والأسطول الحربي الروسي، بهدف تأمين الأمن والاستقرار في البحر، وتبادل الخبرة في صد التهديدات في مناطق مرور السفن بين الأفراد».
واعتبر الأكاديمي المصري المتخصص في العلاقات الدولية، الدكتور طارق فهمي، أنه «رغم أن التدريبات المصرية - الروسية ليست الأولى من نوعها، فإن موقعها في البحر الأسود (يمثل نقلة نوعية لمسرح الرسائل غير المباشرة بين القاهرة وأنقرة)».

وقال فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن أهداف التدريب متنوعة بالنسبة للقاهرة وموسكو، «فهي تؤكد أولاً أن مصر يمكنها التحرك في مجالات استراتيجية بحرية أوسع من نطاق المتوسط، وعلى تماس مع مجالات حيوية ذات أهمية لتركيا، وأن القاهرة لم تظل في موقعها تتلقى الاستفزازات والاستعراضات، التي تقدم عليها أنقرة في ليبيا، وقبالة السواحل المصرية حتى وإن لم تمسها، وثانياً فإنها تعكس رسالة روسية لتركيا بأنها لا يمكنها أن تتحرك وحدها في كل النطاقات المحيطة ذات الأهمية لروسيا، مثل القوقاز، عبر أزمة أرمينيا - أذربيجان، وشرق المتوسط من خلال الوجود في ليبيا، دون أن يكون هناك تحرك وحضور لموسكو في نطاقاتها الاستراتيجية المهمة».
كما نوه فهمي إلى أن ذلك النوع من التدريب «يعضد ويعزز جدارة الذراع البحرية المصرية، ممثلة في القوات البحرية ذات التقييم المهم والمتقدم على مؤشرات المؤسسات العسكرية المختلفة، ويشير إلى سعي دول كبيرة حول العالم لإجراء تدريبات معها».

في غضون ذلك، أعلن المتحدث العسكري المصري، العميد أركان حرب تامر الرفاعي، أمس، أن القوات البحرية المصرية والإسبانية نفذتا تدريباً بحرياً عابراً بنطاق الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط، باشتراك الفرقاطة المصرية (توشكي) مع الفرقاطة الإسبانية (REINA SOFIA)، وذلك «في إطار خطة القيادة العامة للقوات المسلحة للارتقاء بمستوى التدريب، وتبادل الخبرات مع القوات المسلحة للدول الشقيقة والصديقة».

ونوه البيان المصري إلى أن التدريب «تضمن العديد من الأنشطة التدريبية المختلفة، ومنها تمرين دفاع جوي، وتنفيذ تشكيلات إبحار ظهر من خلالها مدى قدرة الوحدات البحرية المشاركة على اتخاذ أوضاعها بدقة وسرعة عالية، بالإضافة إلى تنفيذ تمارين مواصلات (منظورة - لاسلكية)، وتدريبات طيران بحري بتبادل أسطح». واعتبر الرفاعي أن «تلك التدريبات تأتي في إطار دعم ركائز التعاون المشترك بين القوات المسلحة المصرية والإسبانية، التي تتمتع بخبرات عميقة في هذه المجالات، وكذا دعم الجهود الخاصة بالاستفادة من القدرات الثنائية في تحقيق المصالح المشتركة لكلا الجانبين، ودعم جهود الأمن والاستقرار البحري بالمنطقة».

قد يهمك أيضًا:

الحكومة المصرية تعلن تقسيط ثمن الأراضي الصناعية بفائدة سنويا

طلب إحاطة برلماني شديد اللهجة لمصطفى مدبولي حول أحجام التداول في البورصة