الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

 سينتهز الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فرصة انعقاد القمة الفرنسية البريطانية في دورتها الـ35، في مدينة ساندهورست، ليتحدث إلى الغرب بوصفه قائدا عالميا، وذلك بعد أيام من إلغاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، زيارته إلى المملكة المتحدة، حيث سيحاول الرئيس الفرنسي ملء الفراغ بنواياه المحددة. وسيستغل ماكرون هذا الحدث في محاولة لإبراز نفسه على أنه قائد العالم الحر في غياب الولايات المتحدة، وسط الحديث عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومشكلة الهجرة.

ولدى السيد ماكرون قناعة بأن التزام السيد ترامب بشعار "أميركا أولا" ومسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تمنح فرنسا الفرصة لإعادة اكتساب نفوذها الضائع، وقد سعى ماكرون إلى وضع الأجندة العالمية فوق أجندة البيئة، ليأخذ دورا فعالا في الشرق الأوسط ويقود منطقة اليورو إلى التكامل، في محاولة لنشيط الاتحاد الأوروبي.

وحظت أجندته على دعم من تحالف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المبدئي مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي، والذي يقول إنه تشارك نفس الآراء في هذه القضية. وتمكن السيد ماكرون من تشكيل حزبه السياسي الوسطي وفاز بالرئاسة في خلال ثلاث سنوات، وكل صب في مصلحته من خلال صورته الفعالة، كما أن صغر سنه وابتسامته وجهت رسالة بأن فرنسا استيقظت من بعد سنوات من الغفوة.

وتتواصل فرص السيد ماكرون الجيدة في الظهور بعد صعوده السياسي، حيث تتوقع مؤسسة التعاون الاقتصادي والتنمية نمو الاقتصاد الفرنسي بنسبة 1.8% هذا العام، و1.7% في العام المقبل، مقارنة بـ1.2% و1.1% في بريطانيا. وتساعد هذه الأرقام في شرح أسباب المزاج المسيطر على ماكرون في القمة والذي سيكون مختلفا عن القمة رقم 34 في ربيع عام 2016، حين كانت فرنسا تحت قيادة فرانسوا هولاند، والوفد البريطاني تحت قيادة ديفيد كاميرون، والذي كان يتطلع إلى عقد استفتاء لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتوقع أنه من سيفوز.