سد النهضة

في وقت تستعد مصر لمواجهة الفيضان والسيول، تترقب القاهرة استئناف مفاوضات «سد النهضة» الذي تبنيه إثيوبيا على «النيل الأزرق»، ويثير توترات مع دولتي مصب نهر النيل (مصر والسودان)، وفي هذا الصدد أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أن «الحكومة اتخذت الإجراءات اللازمة استعداداً لمواجهة السيول التي يمكن أن تتعرض لها البلاد خلال الفترة المقبلة»، مشدداً على أنه «تم التأكيد على جميع المحافظين برفع درجة الاستعداد وتم إرسال خطابات لجميع المحافظين للانتهاء من الاستعدادات التي تجرى في هذا الشأن»، مؤكداً أن «الأجهزة المعنية تواصل حالياً جهود تطهير مخرات ومنشآت الحماية من السيول التي تم تنفيذها».

فيما أعلنت «الري المصرية» أمس «حالة الاستنفار العام لاستقبال فيضان نهر النيل، حيث بدأت مناسيب المياه في الارتفاع مع وصول مياه الفيضان من الهضبة الاستوائية وهضبة الحبشة». واجتمع الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري في مصر، أمس، لمراجعة موقف الإجراءات والاستعدادات الحالية لمواجهة السيول والفيضان، وأعمال وحدة الإنذار المبكر للفيضان، واستعراض صور الأقمار الصناعية والخرائط الخاصة بأراضي طرح النهر بفرعي دمياط ورشيد. ووجه عبد العاطي «بضرورة العمل على استمرار تنفيذ إزالة التعديات على المجاري المائية، وخصوصاً مجرى نهر النيل وفرعي دمياط ورشيد والتي تحد من قدرة الشبكة على استيعاب المياه الزائدة وقت الطوارئ أو أثناء فترة السيول». وتسعى مصر إلى تحقيق «استفادة مُثلى» من مياه الفيضانات، التي تتحدر عبر الهضبة الإثيوبية والأراضي السودانية، إلى نهر النيل.

وقال وزير الري المصري في تصريحات سابقة، إن اللجنة العليا لمتابعة إيراد النهر «في حالة انعقاد مستمر لاتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعامل مع فيضان هذا العام بالسيناريوهات كافة»، مشيراً إلى أن السد العالي والمنشآت التابعة له «جاهزة لتحقيق الاستفادة المُثلى من المياه الواردة». وتجري السلطات المصرية تنسيقاً مع نظيرتها السودانية مع ارتفاع معدلات سقوط الأمطار بالعاصمة السودانية الخرطوم بشكل غير مسبوق وارتفاع منسوب المياه بالمجرى المائي. ويشهد السودان، منذ الشهر الماضي، سيولاً وفيضانات عارمة، تسببت في مقتل العشرات، وهدم آلاف المنازل.

وتشير بيانات الرصد والتنبؤ المصرية، إلى أن فيضان هذا العام «أعلى من المتوسط»، وأنه من المتوقع أن يبدأ انحسار معدلات الأمطار على منابع النيل، نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي، ويأتي الحديث عن استعدادات مصر لموسم الفيضان والسيول، في وقت تشهد فيه المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، برعاية الاتحاد الأفريقي، تعثراً للوصول إلى اتفاق نهائي ينظم قواعد ملء وتشغيل «سد النهضة». وكانت المفاوضات الثلاثية علّقت قبل أسابيع بعد تعثر إعداد «نسخة أولية» لاتفاق بشأن «سد النهضة»، الأمر الذي تقرر على أثره قيام كل دولة منفردة بإرسال خطاب إلى رئيس جنوب أفريقيا (رئيسة الاتحاد الأفريقي)، يتضمن رؤيتها للمرحلة المقبلة، والتي لم تتضح حتى الآن. وتشدد مصر والسودان على «ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم يضمن حقوق ومصالح الدول الثلاث، وفق اتفاق إعلان المبادئ الموقع عام 2015، ومبادئ القانون الدولي}.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مسؤول مصري سابق يتهم إثيوبيا بممارسة الألاعيب في إقامة السدود على الأنهار

السودان يصدر بيانا جديدا حول سد النهضة الأثيوبي