الشرطة الألمانية

حذر رئيس الشرطة الألمانية من أن بلاده تضم حاليًا حوالى 700 مُتشدد إسلامي يُعتقد أنَّهم يُشكلون تهديدًا إرهابيًا. وقال رئيس الشرطة الفيدرالية هولغر مونش إنَّ " هذه المجموعة تُشكل أكبر تهديد لألمانيا التي ضربتها عدة هجمات إرهابية مؤخرًا مما أدى إلى انتقاد سياسة الهجرة المفتوحة التي تتبعها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل".

ويُعتقد أنَّ عدد المتطرفين الذين يُحتمل أن يكونوا مستعدين لتنفيذ هجمات إرهابية في ألمانيا يصل إلى 690، أي ما يقرب من زيادة مائة شخص أكثر من الرقم الذي أصدرته وزارة الداخلية في فبراير/شباط الماضي .

وفي حديثٍ لصحيفة "فرانكفورتر روندشاو" اليومية الألمانية، قال مونش إنَّ "هناك تيارًا متشددًا من المتطرفين اليمينيين واليساريين، إلا أنَّ الإسلاميين يُشكلون تهديدًا أكبر ". وأضاف: "في المشهد اليساري، قدرت الدولة الألمانية حاليًا عددهم بأنه محدود. وفي المشهد اليميني، فإن العدد في حدود المئات". وتابع: "خلافًا لما هو الحال في المشهد الحالي للجناح اليساري، نرى كثيرًا خطر أن تُشكل الهياكل الإرهابية الطيف اليميني. فعلى مدى العامين الماضيين، أدى موضوع الهجرة إلى تطرف ملحوظ في المشهد". وأشار مونش إلى أنَّ "العدد الكبير من الجرائم الموجهة إلى طالبي اللجوء في عامي 2015 و 2016 يؤكد ذلك. نحن يقظين للغاية، ونريد أن نبدأ تحقيقات مفتوحة في أسرع وقت ممكن".

ويُشير الخبراء إلى أنَّه مع قرب القضاء على "داعش" في سورية والعراق، فإنَّ المسلحين العائدين إلى الغرب لابد أنَّ يتم الزج بهم إلى السجون، حيث يمكنهم  إقامة ما يُوصف بأنه الجامعات الجهادية لإشعال حركة جديدة". ومن المتوقع أيضًا أن يعاود "داعش" الظهور من تحت الرماد تحت اسم جديد ومع جيش جديد من الجهاديين الذين جري غسل أدمغتهم،  بمجرد تدمير الجماعة بشكل فعال في منطقة الشرق الأوسط.

وبعد 51 هجومًا جهاديًا في أوروبا والولايات المتحدة في السنوات الثلاث الماضية، ذكرت دراستان منفصلتان أنَّ ثلاثة أرباع الإرهابيين الذين نفذوا هذه الهجمات كانوا ينتمون الى تلك البلدان. وأشارت كلتا الدراستين إلى حدوث تحول في حركة "داعش"، مع تركيز أقل على المقاتلين الأجانب.

وفي مذكرة السياسة الأمنية التي نشرها المعهد الملكي للعلاقات الدولية، يعتبر توماس رينارد أنَّ "الجهادي الحديث في أوروبا ينتمي إلى البلاد، وبلا قيادة وظاهري". وقال رينارد: "من المرجح أن يلعب العائدون دورًا رئيسيًا في تجنيد وتدريب الموجة الجهادية التالية". ولذلك، فمن الضروري رصدها عن كثب، والسعي إلى الحد من تأثيرها قدر الإمكان.

وكانت ألمانيا قد ضربتها هجمات إرهاب العام الماضي، مما يضغط على سياسة الهجرة المفتوحة التي تنتهجها المستشارة أنجيلا ميركل. وقد هز البلاد اسبوع دامٍ من العنف في 18 يوليو /تمّوز عندما هاجم المراهق الباكستاني رياض خان احمد زاي، 17 عامًا، وهو لاجئ أفغاني، ركابا على متن قطار في "ورزبورغ" بفأس، وأصاب خمسة أشخاص بجروح. وقد قتلته الشرطة بالرصاص. ثم تلا ذلل عددٌ من الهجمات.