رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

تقطع تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، عطلتها الصيفية لعقد محادثات خاصة وسريّة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقر إقامته الرسمي في وقت لاحق من هذا الأسبوع، في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة استراتيجيتها التفاوضية مع أوروبا.

ويعقد وزير الخارجية جيريمي هانت، محادثات في فيينا مع نظيرته النمساوية كارين كنيسل، بعد أن بعث برسالة مفزعة إلى الاتحاد الأوروبي، مفادها أن احتمالية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون إبرام اتفاق تتزايد يوما بعد يوم.
ماي تنتوي خوض الانتخابات المقبلة كرئيس لحزب المحافظين

وأكدت مصادر أن ماي تنتوي خوض الانتخابات المقبلة كرئيس لحزب المحافظين، وبالتالي يجب على البريطانيين إدراك ما تنتوي ماي فعله، وأن ما يحدث يعد مختلفا.
وقال أحد أعضاء حزبها قبل أسبوعين، إنه لم تكن هناك إمكانية لعقد انتخابات عامة في عام 2017، كما أن وزير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أولي روبنز، هدم ما يسمى بخطوطها الحمراء، بشأن الخروج من الكتلة الأوروبية.

ماي ورئاسة الوزراء
وبفضل الإنجاز السياسي للبرلمان في العطلة، تراجعت التكهنات بشأن المدة التي ستبقى فيها السيدة ماي رئيسة للوزراء، لمدة أسبوع تقريبا، وبعد ذلك، كان موقع "كنزرفت هوم" على الإنترنت قادرا على إجراء استطلاع للرأي بشأن من يريد أن يكون زعيم حزب المحافظين، مما جعل الجميع متحمسا مرة أخرى.
وشهد مايكل غوف تراجعا كبيرا في شعبيته، وذلك بسبب دعمه خطة "تشكيرز"، كما فعل وزراء آخرون، والذين يتميزون بدفاعهم وانضمامهم إلى معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما خسر أيضا جاكوب ريس موغ.

وذهب نواب حزب المحافظين في عطلة، وهم يشعرون باليأس تجاه عدم وجود قائد لحزبهم، كما أنهم تعرضوا لهجوم من قبل الناشطين والناخبين الغاضبين من الخيانة الصريحة لاتفاق تشيكرز، فهم يعرفون أنه أمر لا يمكن الدفاع عنه، كما أنهم يعرفون أن فرصتهم الانتخابية تتراجع وتنخفض بشدة، وبخاصة في مرحلة ما بعد تشكيرز، ونتيجة المفاوضات في الاتحاد الأوروبي.

ومن المفارقات أن تقطع السيدة ماي عطلتها الإيطالية للتوجه إلى حصن بريجانسون، على الريفييرا الفرنسية، يوم الجمعة لمحاولة ضم الرئيس ماكرون في مطالبة بروكسل بالتخفيف من معاداتها لمقترحات بريطانيا، ولم تكن الاحتمالات جيدة، لأن قدرات السيدة ماي متناهية الصغر، وحتى لو تطوع الرئيس ماكرون للقيام بذلك، فإن اتفاق تشيكرز لا يزال قائما ويشكل رعبا لأعضاء حزب المحافظين بأكمله.

إن فشل اتفاق تشكيرز يثير التساؤلات بشأن مستقبل السيدة ماي، كما يبدو أن ميشيل بارنييه أكثر سعادة لتدمير الاتحاد الأوروبي أدنى حل وسط يمكن أن يدعم صرحه المترنح، حيث قال بالفعل إنه لا يستطيع أن يسمح باتفاق مع بريطانيا يتجاهل حرية الحركة، وهذا فقط أحد اعتراضاته على اتفاق تشكيرز، ويشبه الاتحاد الأوروبي بشكل متزايد الاتحاد السوفييتي شبه التعددي في أيامه الأخيرة، ولكن من سوء حظ السيدة ماي التعامل مع بريجنيف وليس غورباتشوف، ومن الصعب رؤية كيف التصرف، إذا رفضت المفوضية الأوروبية اتفاق تشيكرز، أو طريقة إمكانية حفاظ السيدة ماي بمصداقيتها للبقاء في السلطة، فقد تحاول بالطبع، لكن ذلك سيجعل الأمر سيئا، قد تطالب ماي بارنييه بمزيد من التنازلات، وهذا أيضا سيوقع مذكرة موتها، كما قد تدهل في مواجهة مع الاتحاد الأوروبي، وإخبار بارنيه أنه لا يوجد اتفاق، وبالتالي ستكون التجارة مع الاتحاد الأوروبي وفقا لشرروط منظمة التجارة العالمية، على الأقل لبضعة أشهر، سيعد ذلك كارثيا وسيسمح بتبخر نحو 80 مليار يورو، كل ذلك بسبب تغيير اللهجة.

اقتصاد أيرلندا
ويتعرض اقتصاد أيرلندا للانهيار إذا أمر أسيادها في بروكسل بتشديد حدودها مع المملكة المتحدة، جنبا إلى مصنعي السيارات الألمان وصناعة السلع الفاخرة الفرنسية.
وربما تقوم السيدة ماي في نهاية المطاف بانتحال شخصية بارزة وهي السيدة مارغريت تاتشر، وتخبر هؤلاء الناس أننا نرفض أن يتم تخويفهم، الأمر الذي من شأنه أن يؤجل عمل حزبها ضدها، لكن لا شيء من هذا قد يحدث، نواب الحزب غير مرتاحين، لأنهم متأكدون أن العديد من الأشياء تحدث تحت الرادار، كما أنه من غير المحتمل أن تلقى بدعم مرة أخرى، فهذا نوع من الخيال، لأن منافسيها ينتظرون هذه المناورات.