اكتشفت جمعية "بييزاج للبيئة والثقافة"، برفقة شباب أنزا، من خلال عملية مسح للمنطقة، أثناء فترة الجزر، أشكالًا حقيقة لأقدام بشرية عملاقة. وأكَّد الفريق الفني والعلمي للجمعية، الذي له خبرة في تاريخ الفن والحضارة وشكل الإنسان، أنها "آثار لأقدم بشرية يمنى ويسرى، شكلًا وحجمًا وتكوينًا، مر عليها الجميع مرور الكرام، دون مشاهدتها وتحليليها، وهو ما اندهش له أعضاء الجمعية لهذا الاكتشاف، وهذا السبق التاريخي في حياة البشرية، والتي يجعل المهتمين أمام أسئلة كبرى بشأن تطور السلالة البشرية وحجمها وبنيتها الجسدية، وظروف عيشها وتنقلها وعلاقتها بمرحل الديناصورات". وفي الزيارة التي قامت بها جمعية "بييزاج للبيئة والثقافة للصخور البحرية" لمنطقة أنزا، التي تحتفظ بآثار أقدام الديناصورات المتعددة الأحجام والأشكال، تأكد جليًّا للجمعية من خلال الأحجام المختلفة على وجود أكثر من نوع وفصيلة، وهو ما يعتبر اكتشافًا مهمًا في تاريخ سوس والمغرب. وقام أعضاء الجمعية، بـ"مسح طولي وعرضي لمختلف الطبقات الصخرية لمنطقة تواجد آثار أقدام الديناصورات التي تعد بالعشرات، ويبلغ عددها ما يقرب من سبعين، بما فيها الضخمة والصغيرة، وقاموا بتصويرها وتحليليها". وأضافت الجمعية، أن "المنطقة بحاجة إلى مسح بأدوات وآليات تكنولوجية عالية الدقة، تستخدم في عمليات التصوير بالأشعة، رغم أن الإمكانات والظروف لا تسمح بذلك". واكتشفت الجمعية، برفقة شباب أنزا، بين ثنايا الصخور والآثار، آثار أقدام بشرية عملاقة حقيقية شبيهة بآثار أرجل الإنسان الحالي، من خلال الأصابع والكاحل والوطأة، بجوار آثار الديناصورات، وهما شكلان حقيقيان لقدمين بشريين يمنى ويسرى، تبلغ ما بين 35 إلى 41 سنتيمترًا، وهي ضخمة مقارنة مع الأرجل البشرية العادية. ويطرح الاكتشاف سؤالًا كبيرًا بشأن عيش إنسان أنزا القديم في تلك الأرض، وهو ما يقتضي تكثيف البحث وتعميقه، خصوصًا بعد تأكيد باحثين جامعيين وجود مغارات ورفات قديمة لإنسان أغادير القديم، في قدم جبل أغادير أوفلا، مع ضرورة تسليط مزيد من الضوء على تلك النقطة في إطار البحث العلمي الأنثروبولوجي والأركيولوجي.