حقق أوبريت بالحب نعمرها للشاعر عيسى الضاهر والملحن يوسف العلي نجاحا باهرا نتيجة الحالة الوطنية التي استطاع أن يعكسها والتي ترصد كثيرا من تطلعات الشعب السوري بمختلف شرائحه فضلا عن أنه تضمن عددا من الأصوات لمطربين سوريين معروفين وآخرين شبابا والتي تميزت بانسجامها وقدرتها على تقديم عمل فني وطني متكامل. وحول الأوبريت الذي أنتجه التلفزيون العربي السوري قال الملحن العلي لـ سانا إن هذا العمل احتاج إلى جهد كبير لأن أغنية الأوبريت تحتاج إلى تغيير في المقامات والايقاعات وتنتقل من فكرة إلى أخرى وإلى ربط الماضي بالحاضر ودراسة كل صوت سيشارك في العمل لذلك لابد من قراءة كل مكونات الأوبريت بشكل منهجي ودقيق حتى نصل إلى نتيجة فنية مرضية. وأضاف العلي إن أوبريت "بالحب نعمرها" هو وطني بامتياز ويمثل حالة دفاع جدية عن الوطن إلى جانب الجندي الذي يحمل سلاحه فالفنان الملتزم والمؤمن بقضايا أمته يجب أن يدافع عن بلده ولا يمكن أبدا لأحد أن ينكر أداة الموسيقا والكلمة المرادفة لها. وعن تقارب لحن الأوبريت من ألحان أخرى مصرية قال العلي لقد استخدمنا نغمة أو ميسدور موسيقا فقط التي استخدمها رياض السنباطي في أغنية غنتها شريفة فاضل وهو يشكل جملة موسيقية واحدة كانت قد استخدمت بشكل كبير ولم نجد ضررا باستخدامها كونها تحولت إلى ما يلائمنا أما البقية فهي من إبداعنا وابتكارنا وهي من الموروث الموجود في بلدنا ووطننا وبين أهلنا. أما كاتب الأوبريت الشاعر عيسى الضاهر فقال إن هذه الحرب الكونية التي تتصدى لها سورية تحتم علينا أن نقدم شيئا يجعلنا نقول إننا ساهمنا ولو بجزء بالدفاع عن هذا الوطن الغالي فرأينا أن نعكس انتصارات الجيش العربي السوري حماة الديار بمواقف تليق بالوطن وبالفنان وبالشاعر. وأوضح الشاعر الضاهر أن الأوبريت انتقل بين عدة بحور من الشعر وارتكز على عدة أوزان شعرية حيث حقق نقلات منسجمة بين المقامات والأفكار والرؤى بشكل رشيق حتى تمكنا من إيجاد عنصر الجمال الذي وصل إلى المتلقي بشكل عفوي وبسيط. وشارك في غناء الأوبريت كل من جان خليل-يونس محمد-عدنان عمر-شام الكردي-عصمت رشيد-عتاب العيسى-نانسي زعبلاوي-محمد القصير-أنيس الحاج -محمد العلي-ايهاب بلان والمجموعة اضافة الى الفنان الكبير عبد الرحمن آل رشي. الفنان جان خليل تحدث عن مشاركته قائلا إن دوافع مشاركتي كانت نداء سورية لأبنائها من أجل الوقوف بجانبها والحفاظ على ترابها ووحدة أراضيها فعلى أي فنان يحمل في قلبه ذرة حب لوطنه أن يقوم بواجبه الوطني والإنساني لأن شعب سورية أكبر بكثير مما يتعرض إليه وإن أراضيها أسمى من أن يدنسها غريب. بدوره قال الفنان عدنان العمر إن مشاركته بالأوبريت كانت ضرورة نفسية ملحة يعتز ويفتخر بها لأن الأوبريت يعبر عن تطلعات الشعب السوري ونزوعه إلى تخليص سورية من الأذى والغدر فضلا عن أن المشاركة واجب وطني إلى جانب نضال جيشنا الباسل. أما الفنانة عتاب عيسى فرأت أن الأوبريت من أهم النتاجات الفنية التي تصدت للأزمة في سورية لما فيه من تنوع بالبنى الفنية والشعرية التي تشكلت من تطلعات السوريين وعبرت عن حبهم ووقوفهم إلى جانب جيشهم مضيفة أن اجتماع هؤلاء الفنانين إلى جانب كاتب الكلمات والملحن والعاملين على هذا الاوبريت ما هو إلا دلالة حقيقية على الوحدة الوطنية السورية والتزام أبنائها بما يحافظ عليها ويصون كرامتها. والملحنة الهام شيخو أشارت إلى أن الأوبريت كان مزيجا بين أصالة الماضي والحاضر وهو يعبر عن روح الحب والتآخي بصورة شفافه فجمع بين الكلمه الصادقه واللحن الجميل وبين مجموعة من النجوم السوريين ليعبروا عن حبهم لسورية الأم بتوظيف إمكانياتهم الغنائيه من خلال هذا الأوبريت فكان عملا متكاملا. أما المطرب أدهم كريم فقد أكد أن أوبريت بالحب نعمرها دمج بين تراث وعراقة الماضي مروراً بالأزمة التي اتعبت وانهكت هذا الوطن وعبر عن وحدة شعبنا بالمحبة والصبر والتآخي من أجل إعادة أعمار ما تهدم وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار لربوع سورية. ولفت إلى أن الأوبريت مزج بين الفلكلور ورقي اللحن الحديث وغناء المخضرمين مع الشباب بكل حيادية وجدية حيث كان الاوبريت ممتازا واعطى صورة فنية رائعة لشعبنا تقوي الحس الوطني بداخلنا.