قال الشاعر والروائي صبحي موسى إنه بعد ثلاث سنوات على الثورة وصلت الثقافة إلى أسوأ أحوالها ، فمازال الخيال القديم قائما في طرق وأداء العمل الثقافي ، حيث الضجيج ولا طحن ، والكرنفالات ولا إنجاز ، والسعي إلى تلميع المسئولين دون رؤية حقيقية للعمل. وأضاف موسى " يبدو لي أن تعاقب الوزراء لم ينتج غير مزيد من الارتباك في العمل ، فكل وزير يفكر بطريقة أو أخرى في إرضاء رؤسائه ، وكل رئيس هيئة يفكر في إرضاء وزيره ، وكل هؤلاء مرتبطون بالتغييرات الوزارية ، ومن ثم فالثقافة المصرية تعيش على فكرة الانتظار وليس الإنجاز، ولا أحد يسعى لوضع يده في عش الدبابير ، كي لا يواجه بمشكلات وتظاهرات ضده ، ومن ثم يسعى إلى تسكين الأوضاع وإبقاء الحال على ما هو عليه. ولاحظ موسى أن علاء عبد العزيز كان من الممكن أن يكون أفضل وزير ثقافة أتى في هذه المرحلة لو لم يكن ذراعا لأخونة الثقافة ، فجميعنا يعرف أن التغيير أمر مطلوب وملح ، وأن العديد من قيادات الوزارة بحاجة إلى التغيير ؛ لأنهم أتوا بكل ما لديهم من أفكار، ولأن خيالهم في الإدارة نشأ وتربى في زمن فاروق حسني ، هذا الخيال القائم على "الشو" الإعلامي أكثر من كونه إنجازا حقيقيا. وأعرب صبحي موسى عن دهشته من أن الخطوات التي اتخذت في أعقاب ثورة 25 يناير تم التراجع عنها بشكل مذهل ، فهيئة قصور الثقافة على سبيل المثال قامت بحركة ثورية أطاحت فيها بعدد من المديرين وأتت بعدد من المثقفين القادرين على إدارة العمل ، ثم بقدرة قادرة مع مجيء الإخوان وحتى بعد رحيلهم تمت الإطاحة بهؤلاء والعودة إلى المديرين الموظفين. ورأى أنه بالنسبة إلى هيئة الكتاب، ارتفعت أسهم السلفيين والإخوان أو ذوي التيار الراديكالي في ردهات الهيئة ، وهم القبيلة الحاكمة للفعل الثقافي هناك ، وكنا نتوقع أن تتم الإطاحة بهم عقب زوال حكم الإخوان ، لكن النتيجة أن رئيس الهيئة نفى وجودهم من الأساس. وقال: "نحن الآن بحاجة إلى فعل ثوري لفتح الطريق أمام أجيال جديدة في إدارة العمل الثقافي، وفي ظني أن هذا لن يحدث طالما مازلنا نعتمد على وزراء تجاوزوا الستين ، لابد من وزير لم يتجاوز العقد الرابع من عمره، كي يتمكن من تأسيس إدارة ثقافية شابة وذات خيال نشأ في أحضان الثورة..نريد الرهان على كودار جديدة لا يعرفها أحد كي لا تخضع لعلاقات الصداقة والمحبة وتكوين مليشيات صحفية تدافع عنها في كل مكان ، وتخلق من صغائر الأمور اليومية إنجازات أسطورية تخدع بها الرأي العام وتجدد الثقة في أصحابها دون تغير يذكر على الواقع الملموس".