أحرق مجهولون مساء الجمعة مكتبة السائح التي يملكها كاهن رعية طرابلس الأرثوذكسية الأب إبراهيم سروج والكائنة في شارع المكتبات المؤدي الى الجامع المنصوري الكبير. وكان الأب سروج قد تلقى تهديدات من مجموعات مسلحة في أسواق المدينة، قبل يومين على خلفية اتهامه بإصدار بيان يسيء للنبي محمد. وقد نفى سروج ذلك مؤكدا أن لا علاقة له بأي بيان في هذا الشأن وأبلغ القوى الأمنية. يذكر أن مكتبة السائح أثرية وتضم عشرات آلاف الكتب التي التهمتها النيران. ووصف المدير السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء المتقاعد أشرف ريفي العمل بـ"الجرامي"، موضحاً أن "الدراسة كتبها شخص غير لبناني ولا تمت إلى الأب بصلة". وقال ريفي في بيانه: "ارتكبت الليلة بعض الجهات المشبوهة، اعتداء بالحرق استهدف مكتبة السائح التي يملكها ابن طرابلس الأب ابرهيم سروج، في منطقة السرايا العتيقة في المدينة. وقد سبقت هذا الاعتداء شائعات مغرضة وكاذبة نسبت للأب سروج دراسة نشرت على الانترنت، تتعرض للدين الإسلامي وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم. والصحيح أن الدراسة كتبها شخص غير لبناني يدعى أحمد القاضي، وهي لا تمت الى الأب سروج بصلة، وهو الكاهن المفكر ابن طرابلس، الذي عاش فيها حياته بتواصل مع جميع أبنائها، والذي تشهد له أعماله وكتاباته، على احترام القيم والأديان السماوية والتعايش والحوار". وأضاف: "إن هذا العمل الإجرامي يطرح الكثير من علامات الاستفهام في شأن الجهة التي تقف وراءه، والتي تهدف لتخريب العيش الواحد في المدينة، ولتشويه صورتها. ولهذا ندعو السلطات الأمنية والقضائية، للتحرك فوراً وسوق المعتدين الى القضاء لمحاسبتهم"، مؤكداً أن "طرابلس ستواجه هذه هذا العمل المشبوه، بالمزيد من التمسك بالعيش المشترك وبلفظ الفتنة ومن يقف وراءها".