قبل عشرة اعوام، وفي مثل هذا اليوم (26 كانون الاول/ديسمبر 2003) ضرب زلزال بلغت قوته 6.6 درجة على مقياس ريختر مدينة بم شرقي ايران. واضافة الى الحزن الذي انتاب الايرانيين من مقتل واصابة العديد من المواطنين، فان الالم اعتصر قلوب الايرانيين من تهديم الزلزال لقلعة بم الاثرية التي تعد اكبر صرح مبني من الطوب في العالم. وبهذه المناسبة تلقي وكالة انباء الكتاب (ايبنا) نظرة على اثار قلعة بم في المصادر التاريخية. وفي شمال شرق مدينة بم، ثمة قلعة يمر عليها الفا عام، قائمة على تلة صخرية عظيمة، يطلق عليها اهالي المنطقة اسم "ارك بم" اي قلعة بم. وتعد قلعة بم نموذجا كاملا عن فن العمارة الايرانية. وقلعة بم تعتبر اكبر صرح مبني من الطوب في العالم. ويبلغ قدم هذه القلعة الفي عام حسب المصادر التاريخية. ويمكن حسب هذه المصادر اعتبار ان قلعة بم قد بنيت قبل الحكم الساساني اي في العصر الاشكاني. وكانت قلعة بم مسكونة حتى عام 1254 للهجرة اي تزامنا مع هجوم اقاخان محلاتي. لذلك فان السكن في هذه القلعة كان مستمرا منذ بنائها وحتى اواسط العصر القاجاري، لكنها تركت فيما بعد وطواها النسيان ما اثر عليها واحدث بعض الخسائر فيها على اثر العوامل الانسانية والطبيعية. ومن بين المصادر التاريخية الايرانية هناك كتابان تاريخيان قديمان يتحدثان عن تاريخ بم، احدهما الشاهنامة. ويعتبر الفردوسي في الشاهنامة ان بناء بم يعود الى عهد الملك الاسطوري. فبعد الحرب بين رستم واسفنديار، يقتل رستم، اسفنديار وبعد مدة يثأر بهمن ابن اسفنديار لمقتل ابيه فيهاجم سيستان وكرمان ويحارب فرامز نائب رستم فيهزمه ويشنقه في هذا المكان. ويأمر بهمن ببناء قلعة في هذا المكان وتسمى القلعة مذاك به "قلعة بهمن". وعندها تتشكل مدينة بم في حواليها. و يقول محلاتي في كتاب "جغرافيا بم" ان اسم بم هو مصغر لكلمة "بهمن". ومع توسع نطاق فتوحات المسلمين في ايران، تحظى كرمان بالاهتمام وتتدفق عليها الحشود العسكرية ومذاك نجد اسم هذه المدينة التاريخية في كتب المؤرخين المسلمين وجميع المصادر والكتب التاريخية سواء التي كتبت قبل الاسلام او بعده، تشير الى الخصوصية التاريخية والاثرية لمدينة بم لاسيما قلعتها التاريخية المعروفة بـ "ارك بم" والتي لقبت باكبر صرح مبني من الطوب في العالم. وقد بدأت عملية اعادة بناء وتأهيل مدينة بم بعد الزلزال مباشرة. ويمكن اعتبار خروج قلعة بم من قائمة الاثار والمعالم المعرضة للخطر في التسجيل العالمي في مؤتمر كامبوج، بانه يظهر الاجراءات الجيدة التي اتخذت لاعادة بناء وتأهيل هذه القلعة الاثرية والتاريخية.