شددت ندوة "المساجد ودورها فى إصلاح المجتمع"، التى نظمتها رابطة العالم الإسلامى فى العاصمة الجابونية لبيرفيل، على ضرورة تقوية وإحياء رسالة ودور المسجد فى التربية والتعليم وحل قضايا المجتمع بحسن إعداد وتثقيف الأئمة والدعاة من أجل نشر مفاهيم ومبادىء الإسلام الوسطية. وقد اختتمت اليوم أعمال الندوة التى نظمتها الرابطة بالتعاون مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالجابون على مدى 3 أيام بحضور الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله التركى، والمستشار الخاص لرئيس الجمهورية علي أكبر أوننجا. وأوصى البيان الختامى للندوة، الذى نشر فى الرياض، بتقويم رسالة المسجد من حيث دراسة أهمية المسجد وأثره فى حياة المسلمين من خلال السيرة النبوية واستذكار الأعمال التى قام بها رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد هجرته وأصحابه إلى المدينة المنورة، وأهمها بناء المسجد، وكذلك التأسى به عليه الصلاة والسلام وصحابته، حيث كان المسلمون يجمعون أمورهم فى المسجد، ويتشاورون فى سبل درء المفاسد والموبقات عن مجتمعهم وحماية الأجيال من الانحراف وربطهم بالقرآن الكريم وبهديه. ودعت الندوة إلى إعمار المساجد بالعبادة والتوجه إلى الله وحده، والحرص على ربط القلوب بالله وذكره والتسبيح له، إضافة إلى ربط الأجيال الناشئة بالمسجد، وتشجيعهم على المشاركة فى حلق تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه. وأكدت التوصيات على تقوية رسالة المسجد فى التربية والتعليم وحماية العقيدة والمجتمع المسلم من تسلل العقائد الفاسدة والشعوذة والكهانة، وكذلك الاستفادة من إمكانات المساجد ومن قدرات أئمتها والدعاة العاملين فيه التثقيف المسلمين. وأوضحت أن من المشكلات التى تؤثر على أداء المسجد هى قلة المؤهلين للامامة فى المساجد والقادرين على جذب المسلمين إلى ما يعقد فيها من دروس ومحاضرات ومناشط دعوية، إلى جانب خلو كثير من المساجد من المرافق المعينة على جذب الأجيال كالمكتبة وقاعة الندوات والمحاضرات وغيرها، وذلك لأسباب مادية. ودعت توصيات الندوة إلى تكوين لجان من الأئمة والدعاة والمثقفين للارتقاء بأوضاع المساجد وتنظيم المناشط الدعوية والثقافية والتربوية التى تعالج القضايا التى يعانى منها المسلمون فى المجتمع الذى يعيشون فيه، إضافة إلى إحياء الوقف الإسلامى الذى اندثر فى العديد من البلدان، والتواصل مع المنظمات الإسلامية وأهل الخير لإنشاء وقف لكل مسجد، وإنشاء صندوق وقفى للانفاق على المناشط التى تقام فيها. كما دعت الندوة إلى إعداد المطويات الثقافية التى تتضمن مناشط المساجد من ندوات ومحاضرات تعرف الشباب بأهميتها وتجذبهم للمشاركة فيها، وكذلك التنسيق والتعاون بين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى الجابون مع المجالس المثيلة فى البلدان الأفريقية المجاورة إلى جانب إحكام الإشراف على المساجد لكى لا يستغلها بعض المنحرفين أو الغلاة الذين يروجون لآرائهم التى لا تتفق وحقيقة الدين ووسطيته وعدالته. ودعت الندوة كذلك إلى إعداد الأئمة والخطباء والدعاة إعدادا شرعيا، وتثقيفهم بالثقافة الإسلامية من خلال العلوم الإسلامية التى ينبغى على الإمام والخطيب والداعية معرفتها، كذلك دعوة المؤسسات والجمعيات والمراكز الإسلامية والمجالس العليا للشئون الإسلامية وغيرها فى المنطقة للتعاون مع معهد إعداد الأئمة والدعاة فى رابطة العالم الإسلامى فى عقد دورات التأهيل للأئمة والخطباء والدعاة، وزيادة عدد الدارسين من دعاة الغابون ومن بلدان غرب أفريقيا ووسطها فى معهد إعداد الأئمة والدعاة وتكليف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى الجابون بالتنسيق مع الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامى فى هذا الشأن. وأكدت ندوة "المساجد ودورها فى إصلاح المجتمع" على أهمية ترجمة الكتب التى تشرح وسطية الإسلام واعتداله مما أعده العلماء والدعاة الثقات إلى لغات بلدان المنطقة وتوزيعها بالتعاون مع المجالس والمراكز والجمعيات الإسلامية. ودعت الندوة إلى إحياء الوظيفة التربوية للمسجد، وتقوية مهامه فى تربية الناس على الفضيلة وحب العلم، والوعى الاجتماعى، ومعرفة الحقوق والواجبات بين الناس فى المجتمع المسلم، وذلك بتكثيف مناشط التوعية التربوية والتعليمية فى المساجد، والتعاون بين المساجد والجامعات والمعاهد الإسلامية فى التعليم والتثقيف الإسلامى، والتركيز فى ذلك على الشباب. وأوصت الندوة بإقامة حلقة دراسية فى الجوامع الكبرى والتعاون مع مؤسسات التعليم الإسلامى فى إعداد مناهجها وتدريسها للأجيال، وشغل فراغ الشباب فى الإجازات الأسبوعية والسنوية وغيرها، بالإضافة إلى دعوة وزارات الشئون الإسلامية والتعليم فى البلدان الإسلامية إلى دعم تعليم اللغة العربية فى الجابون وغيرها من بلدان المنطقة، ومساعدة المجالس العليا للشئون الإسلامية فيها على تنفيذ برامج مشتركة تسهم فى تنشيط التعليم فى المساجد. وطالبت توصيات الندوة بدعوة وزارات التعليم فى دول المنطقة لوضع برامج ودورات لمحو الأمية وتطوير التعليم ودعم الثقافة الإسلامية، والتعاون فى ذلك مع المساجد والمجالس والمراكز والجمعيات الإسلامية، وتخصيص جوائز تشجيعية للمؤسسات التعليمية التى تسهم فى تقوية التعليم فى المساجد. كما أوصت ندوة المساجد بتقديم العون للكتاتيب والمدارس التى تتعلم فيها الأجيال القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وتكثيف جهود الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامى فى رعايتها لهذا الرافد التعليمى المهم.