صدر كتاب جديد بعنوان "حياة سيزان" حول رحلة حياة الرسام الفرنسي "بول سيزان" احد رواد المدرسة الانطباعية، بقلم ألكس دانشيف،وبول سيزان فنان ليس بحاجة لأى مناسبة ليصدر عنه كتاب جديد فهو موضع حفاوة عند كل عارفي فضله فى عالم الفن والابداع.ويصف مؤال الكتاب الذى عرف كمؤرخ فنى وناقد هذا الفنان الكبير بأنه الرجل الذى حدد أكثر من اى فنان آخر الأطر الفنية الجمالية للقرن العشرين، رغم أنه لم يعش سوى سنوات قليلة في بدايته.وقد ولد سيزان عام 1839، وتوفى عام 1906، ويعد فنيا من أعلام المدرسة الانطباعية، وعرف بممارسته التصوير فى الهواء الطلق، ومن أهم موضوعاته الطبيعة الصامتة، والمناظر الطبيعية، والصور الشخصية، واعتبر نقاد أسلوبه بمثابة المرحلة الانتقالية فى تاريخ الفن الحديث.وكان لسيزان تأثير كبير على الحركات الفنية فى القرن العشرين، ومن بينها التكعيبية والتجريدية ،ويوصف بأنه "أبو الفن الحديث"، حيث انتقل فن التصوير بفضل تجاربه من المدرسة التى نشأت فى آواخر القرن التاسع عشر، إلى المدرسة التجريدية الحديثة، التى ظهرت فى القرن العشرين. وسيزان الذى ولد فى عائلة ثرية بمدينة "اكس ان بروفانس" بالقرب من مرسيليا، كان زميلا فى مرحلة الدراسة الأولى للكاتب الكبير إميل زولا، وارتبط بصداقات وثيقة مع فنانين تأثيريين مثل مونيه، ورينوار، واعتنق النظرية التأثيرية بفضل تأثير المصور بيسارو عليه.ويؤكد هذا الكتاب الجديد على أن سيزان هو الذي أوحى بشخصيته الغريبة لإميل زولا ليكتب قصة عن فنان "قدره النهائي الهزيمة جراء جنونه البطولي"، وهو فنان كبير أصيب في سنواته الأخيرة بمتاعب في عقله فلم يعد سيد مصيره كما كان يتمنى. يقول الناقد جوليان بيل فى صحيفة "ذي جارديان" البريطانية إن هذه السيرة الذاتية الجديدة لسيزان تتميز بالأصالة والعمق، مع القدرة على الاستمالة وتشويق القارىء فى رحلته مع فنان مازالت أعماله تشدنا، ربما أكثر من أعمال أي فنان آخر. ويضيف أن لوحات بول سيزان تستحث رؤية المتلقى بقدر ماتجذبها، فيما أعاد للأذهان أسلوبه وقدراته الفذة فى مجال الرسم والتصوير، حيث الجبال التى ترى عبر الأشجار وذرى التفاح على المائدة، والتى تتحدى المفاهيم المستقرة عن الموضع "هنا" و"هناك"، وعن الضوء والمسافات.