جامعة أسوان

كشفت جامعة أسوان برئاسة الدكتور أحمد غلاب عن التوصّل إلى اكتشافات عدّة أثناء إجراء الفحص على حفريات مقابر حكام إليفنتينا في قبة الهوى، في أسوان بالتعاون مع جامعة خايين الإسبانية وتحت إشراف وزارة الآثار بإجراء دراسة عن طريق المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد "تاك"، وأسفرت عن أربعة جوانب ذات أهمية علمية خاصة.

وتعوت المومياوتان الكاملتان إلى العصر المتأخر ولفائفها سليمة، حُفظت أكفانهما ذات الطبقات القشرية وذات الألوان المتعددة، وهما من المومياوات القديمة، إحداهما من نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد، والثانية من بداية الدولة الوسطى، في حدود عام 1950 ق.م.، وضماماتهما جيدة، لكنها هبطت إلى العظام، وتمّ الحصول على الصور باستخدام أشعة يانوستيك في مستشفى جامعة أسوان عبر استخدام أحدث ماسح ضوئي قادر على إجراء 124 شريحة شعاعية في وقت واحد بدقة عالية الجودة.

وترجع إحدى المومياوتان، وفقًا لفريق من علماء المصريات، إلى صبي يدعي "حور-أوديا" ، توفي في التاسعة من عمره، حيث أنّ أسنانه الدائمة لم يتم اكتمالها  بعد، والأخرى ترجع إلى سيدة شابة تدعى "ديدوساتيت"، توفيت عن 25 عامًا تقريبًا، ويعتقد فريق الأنثروبولوجيا المعنين، أنّ ما تبقّى من هذه السيدة، يُظهر أنّها كانت تعاني من سوء التغذية، وأنّها لم تكن قوية البنية ولَم تكن ذات بشرة مائلة إلى السمرة، كما أنّ أسنانها كان متآكلة جدًا، وأظهرت دراسة البقايا، وجود أدلّة على أنّها كانت تعاني من سرطان الثدي مثلما هو الحال بالنسبة للميولوما عند الرجل، وقد سمحت دقّة التشخيص من التحقّق بأن هذه الأمراض، هي أقدم الحالات المعروفة حتى الآن في العالم، والتي كانت بالفعل جزء من حياة البشر في ذلك الوقت.

ويرى علماء المصريات أنّه من المرجح أنّ كلتا الشخصيتين توفيتا بسبب تقلبات معدية حادة، و لم يلاحظ عليهما أي أثر للكدمات أو لأي نوع آخر من الأمراض، حيث أنّ هذه الأمور تترك آثارًا على العظام أو على بقايا الأنسجة الرخوة والعضلات أو الجلد، كما قد تبين أيضًا أنّه في الفترات التي تمّ دراستها كانت هناك طرق مختلفة للتحنيط في مقبرة عند الحدود الجنوبية لمصر الفرعونية، وأن مومياوات العصر المتأخر تتوافق مع الأوصاف التي جمعها المؤرخ اليوناني هيرودوت