حقل "ظهر" يلبي احتياجات مصر من الغاز

يعدّ حقل ظهر من أهم مشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعي الجاري تنفيذها، حيث صنّفت الشركات العاملة في مجال النفط والغاز الحقل بأنه أكبر كشف للغاز في البحر المتوسط ومن أكبر الاكتشافات على المستوى العالمي، وأكّد الخبير البترولي الدكتور ابراهيم زاهر، أن حقل ظهر سوف يلبي احتياجات مصر من الغاز بداية من 2020، ومن المتوقع أن تتحوّل مصر إلى مصدِّر للغاز المصنّع وليس الخام، كما أن الغاز الذي سيستخرج من حقل "ظهر" ثقيل للغاية وقيمته الحرارية أعلى من الغاز الخفيف بأكثر من ٥٠٠ وحدة حرارية.

وأضاف زاهر أن الحقل سيغيّر موقع مصر الإقليمي في مجال الطاقة خلال السنوات المقبلة، وهي تتضمن 3 حقول منتجة للغاز الطبيعي، من بينها "ظهر" وجميعها تعود بالنفع على الاقتصاد القومي، الاكتشافات المهمة لشمال أفريقيا، خاصة مصر والأمة العربية، من حيث عدد السكان، حيث يتزايد الطلب على الغاز من أجل استخدامه في توليد الكهرباء، وأن التبعات الاقتصادية لهذا الاكتشاف تغيير قواعد لعبة الطاقة لصالح مصر لان هذا الاكتشاف يعد أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم

 وأوضح زهران  ان الكمية الضخمة من الاحتياطي بالحقل المعلن عنه تتطلب بنية حديثة تحقق أقصي إفادة من الغاز المكتشف وبأسرع وقت، ومن حسن الحظ أن مصر لديها مصانع ضخمة لإسالة الغاز وتصديره ، حيث إن القيمة المالية لاحتياطي هذا الحقل تصل لـ60 مليار على الأقل.

وكشف الخبير العسكري، اللواء نبيل شكري، أن منطقة البحر المتوسط تحوّلت إلى "مطمع" من قبل الدول الغربية بسبب إكتشاف حقل الغاز "ظهر" ولهذا لجأت مصر إلى إعادة ترسيم الحدود البحرية مع اليونان وقبرص ، لافتا الى أن اليونان تعتبر دولة ذات ريادة فى القدرات العسكرية وهي عضو حلف شمال الاطلنطي "الناتو" ولها قدرات بحرية وجوية وشاركت الجيش المصري العديد من المناورات البحرية المشتركة .

وشدد شكري على أن الدول المطلّة على البحر المتوسط تتعرّض إلى العديد من التهديدات التي تؤثّر على أمنها القومي، لافتا إلى أن العدائيات أصبحت مختلفة، والخطط العسكرية القديمة لم يعد لها مكان في ظل اختلاف العدو، فمصر تسعى إلى الانفتاح على معظم دول العالم الصديقة والشقيقة من اجل الحصول على اكبر استفادة، والوصول للصيغة المناسبة للوقوف بقوة أمام أي تحدٍ عسكري أو سياسي . .

وبدأت أعمال الحفر في حقل "ظهر" في البحر المتوسط، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بحيث تقوم شركة "إيني" بحفر نحو 20 بئرًا بتكلفة استثمارية للمشروع تقدر بنحو 12 مليار دولار تدفعها الشركة بالكامل، ويتم التنفيذ على مدى 26 شهرًا، ويتم حفر البئر في عمق مياه 1450 متر ليصل إلى عمق 4131 مترا ويخترق طبقة حاملة بالهيدروكربونات بسمك حوالي 2000 قدم (تعادل 630 مترًا) من صخور الحجر الجيري من عصر الميوسين، وبعد مرور شهرين على بدء أعمال الحفر أعلنت إيني نجاح الاختبارات الأولى للإنتاج من بئر "ظهر 2" التقييمي، وفي شهر مارس بدأت شركة بتروجيت وإنبي تولي أعمال إنشاء المحطة البرية لمعالجة الغاز المنتج من حقل ظهر على البحر المتوسط في محافظة بورسعيد، وفي 23 أبريل/نيسان الماضي تم بدء حفر البئر الرابع، وبعد شهرين من حفر البئر الرابع انتقل الحفار سايبم 10000 للبدء في حفر البئر الخامس، وذلك ليتم حفر 6 آبار في المرحلة الأولى باستثمارات 4 مليارات دولار، علماً بأن الإنتاج سيبدأ في ديسمبر/كانون الأول 2017، بمتوسط إنتاج مليار قدم مكعب يتزايد تدريجياً ليصل إلى 2.7 مليار قدم مكعب يومياً في عام 2019 سيتم توجيه كل الكميات المنتجة للسوق المحلى.