دعوة لارتداء الحجاب ليوم واحدة على صفحة الفيسبوك

أثار طلاب في جامعات النخبة الفرنسية جدلا واسعا يوم الأربعاء بعد دعوة زملائهم لارتداء الحجاب الاسلامي ليوم واحد، وجاءت هذه الفعالية في جامعة العلوم السياسية في باريس لرفع الوعي تجاه معاملة النساء اللواتي يرتدين الحجاب، ولكن المبادرة تلقت الكثير من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي وممثلي اتحاد الطلاب.

وجاء الحدث أيضا في أعقاب البيان المثير للجدل الصادر عن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الذي أعرب فيه عن رغبته في حظر جميع أشكال الحجاب الدينية في الجامعات الفرنسية.

وانطلقت الدعوة على "الفيسبوك" تدعو الطلاب الى ارتداء الحجاب ليوم واحد لإدراك معاناة النساء المحجبات في فرنسا، وصرحت احدى المنظمات اتيتيا ديمايا " هذه الفعالية تهدف لرفع الوعي، وفتح النقاش وإعطاء الكلمة للنساء اللواتي لا يسمع أصواتهن في الأماكن العامة."

واستخدم المنظمون صفحات "تويتر" تحت "هاشتاغ" يوم للحجاب، الا أنه واجه خليطا من الثناء والغضب. وأعرب وزير الزراعة السابق والذي يدرس أيضا في معهد العلوم السياسية يرونو لو مير عن استنكاره للدعوة على "تويتر"، في الوقت الذي يستعد فيه للترشح لرئاسة الحزب اليميني الجمهوري.

وأشار الفيلسوف والكاتب برنارد هنري على تويتر " يوم للحجاب في الجامعة، متى سيكون يوم الشريعة؟ ويوم الرجم؟ ويوم العبودية؟" من جانها قالت رئيسة اتحاد الطلبة كارلا ساسيليا " هذا استفزاز ونحن ندين الطابع الديني لهذا الحدث، وهو يتناقض تماما مع قيم الجمهورية واحترام حقوق المرأة."

وانتقد الجناح الطلابي للجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة على الفيسبوك الحدث، ووصف منظميه بالطبقة الوسطى الباريسية المنفصلة عن الواقع الاجتماعي. وجاء في ما قاله باينهم " هذه مبادرة مثيرة للغثيان، وخاصة عندما تقاتل النساء في جميع أنحاء العالم للتخلص من القيود المفروضة عليها، فعلى سبيل المثال في ايران تلقى النساء بالحمض على وجوههن اذا لم يرتدين الحجاب."

ونأت الجامعة بنفسها عن المبادرة وقالت في بيانها أن اقامة الفعالية داخل الحرم الجامعي لا يجب ان يفسر على أنه تأييد من الجامعة.

وجاءت هذه الفعالية فقط بعد أيام من تصريح رئيس الوزراء عن رغبته في حظر كل أشكال الحجاب في الجامعات، وأشار في مقابلة مع صحيفة "لبيراسيون"، أن فرنسا يجب أن تحمي مسلميها من الفكر المتطرف، وقال أن الحجاب يضطهد المرأة ولا يعتبر جزءا من الموضة أو نوعا من الاستهلاك الذي يأتي ويذهب.

وردا على سؤال اذا ما كان ينبغي حظر الحجاب في الجامعات، أجاب " نعم ينبغي ذلك، ولكن هناك القواعد الدستورية التي تجعل من الحظر صعبا." ويعتبر ارتداء النقاب في الأماكن العامة محظور بموجب القانون الفرنسي منذ نيسان/أبريل عام 2011.

وصدر في عام 2010 قانون يحظر على النساء اخفاء وجوههن في الأماكن العامة وينطبق نفس القانون على النقاب والبرقع وأغطية الرأس والأقنعة والخوذ، والاستثناء الوحيد هو خوذات الدراجات النارية أثناء ركوبها لأسباب الصحة والسلامة.