آندريـا ليدسوم برفقة نجلها فريدي وزوجها بن وإبنتها شارلوت إضافةً إلى نجلها هاري

تشهد بريطانيـا حاليًا، غضبًا عارمًا في أعقاب التصريحات التي خرجت بها المنافسة على رئاسة "حزب المحافظين" آندريـا ليدسوم والتي ادعت فيها أحقيتها بالمنصب من تيريزا ماي نظرًا لأنها أم. وعبَّر أنصار تيريزا ماي عن إستيائهم الليلة الماضية من هذه التصريحات التي وصفوها بالمثيرة للإشمئزاز.

ويأتي ذلك بعد أيامٍ فقط من من تصريح تيريزا ماي الذي أعربت فيه عن حزنها لعدم إنجاب أطفال، منادية بـ" المنافسة الشريفة " لأن ذلك هو ما تستحقه البلاد. وأكدت ليدسوم البالغة من العمر 53 عاماً والأم لثلاثة أبناء خلال حديثها إلى صحيفة التايمز the Times على عدم الرغبة في عقد مقارنات بينها وبين ماي في ما يتعلق بالأمومة، حتى لا تصيب منافستها تيريزا بالحزن لعدم إنجابها للأبناء. ولكنها زعمت بأن وجود الأبناء في حياتها يصبُّ في مصلحة البلاد، ويمنحها الأفضلية لتمتعها بصفات كالتعاطف وتولية إهتمام أكبر بقضايـا المواطنين.

وذكرت ليدسوم عند سؤالها عن الفارق بينها وبين ماي بأنها ترى نفسها متفائلة، إلى جانب كونها عضوًا ضمن عائلة كبيرة وهو أمر مهم بالنسبة إليها، لأن أطفالها يمثلون جزءًا كبيرًا من حياتها. أما السيدة ماي، فقد أبدت في السابق خلال حديثها إلى صحيفة التليغراف The Telegraph رغبتها في الإبقاء على حياتها الشخصية بعيدًا عن الشأن السياسي. وأضافت بأنها وزوجها فيليب تجاوزا الحديث عن عدم إنجاب الأطفال، كما أكدت على أنها تتفهم قضايا المواطنين وتهتم بالعدالة.

وقالت السيدة ماي لصحيفة التلغراف بأنها تتوقع " مستقبلًا مشرقًا " خارج الاتحاد الأوروبي  على الرغم من " الاوقات الصعبة " التي تمر بها بريطانيا، مشددة على أن الفوز في إنتخابات القيادة سوف يكون من نصيب من يجلب الأمانة إلى "داونينغ ستريت".

وشنَّ أصدقاء السيدة ماي الداعمين لها هجومًا على منافستها التي قالوا بأنها تجاوزت الحدود، حيث أوضح أحد النواب بأن مثل هذه التصريحات التي خرجت بها ليدسوم تعد مثيرة للإشمئزاز، لأنها بذلك توجه إساءة إلى العديد من النشطاء داخل حزب المحافظين. وذكرت المُعلقة دان هودجز بأن ليدسوم تسير على خُطي ترامب عبر الخروج بالعديد من التصريحات المثيرة للجدل، خاصةً بعدما أعرب كل من السيدة ماي وزوجها فيليب عن حزنهما نتيجة علمهم بصعوبة حدوث إنجاب.

وتناولت السيدة ليدسوم في مقابلة أجرتها أمس التصريحات التي أدلت بها خارج منزلها في نورثامبتونشاير Northamptonshire، حيث أوضحت بأنها لا تريد بأي شكلٍ من الأشكال الإساءة لأحد، معربة عن إستيائها من خروج التصريحات عن سياقها. كما شددت على أن الجميع لديه فرص متساوية في المجتمع ومستقبل البلاد، وقد كررت تعليماتها لفريق الحملة بضرورة أن يتبع نهج يقوم علي المبدأ والشرف.

وأعربت السيدة ماي مؤخراً عن أملها في أن تهتم المنافسة بقضايا المواطنين بدلاً من التطرق إلي الأمور الشخصية، مع طرح رؤية إيجابية للمستقبل. فالجميع مستاء من تصرف البعض علي أن السياسة لعبة، ومن ثم فإن المنافسة الشريفة هي ما تستحقه البلاد.

وأشار بعض النواب المحافظين إلى أن فوز السيدة ليدسوم سوف يُحدث إنقسامًا داخل الحزب، حيث أكد أحدهم على أن الغالبية العظمي سوف تذهب في صفها، ومن ثم تتبقى مجموعة صغيرة تبحث على الأرجح عن مكانٍ لها ما قد يتسبب في جمود برلماني.

وأنكرت السيدة ليدسوم أول أمس التصريحات التي نُقلت على لسانها، حيث قالت في سلسلة من التغريدات على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" بأن التصريحات خرجت عن سياقها بشكلٍ صارخ وعلى عكس ما قالته تماماً، معربة عن شعورها بالإشمئزاز من ذلك العمل الصحفي البغيض، كما دعت صحيفة "التايمز" إلى إعادة النظر في المقال والعنوان المصاحب له.

ولم تسلم تصريحات السيدة ليدسوم من إنتقادات عضو البرلمان ووزير المالية لشؤون الخزانة ديفيد غوك وكذلك وزير التعليم سام جيماه، كون التعرض للحياة الشخصية بمثابة إساءة ولا يؤهل لمنصب رئيس الوزراء.