الأميرة تمارا كزارتورسكي ووالدها الأمير آدم

 توجد العديد من المشاكل داخل العائلات المالكة حول العالم، بعضها يخرج إلى العلن والبعض الآخر يبقى سرًا، ولكن الآن تعيش الأميرة تمارا تشارتوربسكا، معركة قانونية مع والدها الأمير آدم، ابن عم الملك الإسباني خوان كارلوس الأول، بسبب مبلغ 86 مليون جنيه إسترليني حصل عليها لبيعه مجموعة رسومات ومخطوطات ووثائق، وتقول عارضة الأزياء البالغة من العمر 39 عامًا، والتي ولدت في المملكة المتحدة وتعيش الآن في البرتغال، إنه طُلب منها ليلة زفافها التوقيع على وثيقة تسمح لوالدها بتصفية المؤسسة المسؤولة عن جميع الأعمال الفنية الثمينة، حيث باع إحدى لوحات ليوناردو دافنشي الأكثر شهرة ويقدر سعرها بأكثر من ملياري جنيه إسترليني، مقابل 86 مليونًا فقط، للحكومة البولندية.

استقالت من منصبها
واستقال مجلس إدارة المؤسسة احتجاجًا على ما حدث، وأكدت تمارا أن والدها أرسل الأموال إلى حساب مصرفي غامض في سويسرا، وتتنقل الأميرة في نفس الدوائر الاجتماعية مثل الأميران ويليام وهاري، وكانت منتظمة التواجد على الساحة الاجتماعية في لندن، في مطلع الألفية، مع الممثلة البريطانية كلو بيلي، وتعد عارضة الأزياء صوفي أندرتون من بين صديقاتها.

وجربت الأميرة خوض مجال التمثيل وتقديم البرامج، وأصبحت الوجه الخاص لشركة "فيك بيك"، وظهرت في العديد من برامج الواقع من بينها "ذي جيمز" و"كيركودي سيلبرايت"، والآن تواجه تحديًا جديدًا مع والدها البالغ من العمر 77 عامًا، وقالت إنها استقالت بعد موافقة والدها على التبرع بمكتبة تضم 250 ألف مخطوطة بما في ذلك خطابات كازانوفا وموسيقى شوبان، 86 ألف عمل فني، بما في ذلك لوحة لليوناردو دافنشي كانت مهداة للشعب البولندي، كما أنها أمرت المحامين بالطعن على قراره بتصفية المؤسسة التي تم إنشاؤها في القرن التاسع عشر، حيث بعد تصفيتها أرسل عائدات بيعها إلى حساب في بنك سويسري.

الحكومة البولندية تصف الصفقة بـ"التبرع"
واعترف بيوتر غلينسكي، نائب رئيس الوزراء البولندي ووزير الثقافة الذي وقع الاتفاقية، في ذلك الوقت بأن مبلغ 86 مليون جنيه إسترليني دفعتها الحكومة للمجموعة وهو أقل بكثير من سعر السوق، والذي يقدر على نطاق واسع بأكثر من ملياري جنيه إسترليني، قائلًا إنه يمكن أن يعتبر الصفقة أكثر "تبرعًا"، وتوضح الأميرة أن والدها تزوج من سيدة تدعى جوزيت، وأنشأ منظمة جديدة تسمى "لا غور فينديرا" وهي مسجلة في ليختنشتاين، ولكن المال موجود في حساب مصرفي في سويسرا، وتقول "لوحة ليوناردو كانت البيضة الذهبية، ولكن أيضًا المجموعة كلها كانت رائعة، وكان المقرر حفظها للأجيال المقبلة، ومن الناحية القانونية لم يكن يجب بيعها، ومع ذلك لم يتم استشارتي في أي مرحلة، الشيء الوحيد الذي أنا سعيد به هو أنها ستبقى في بولندا، الطريقة التي أراها هي أننا الأوصياء على المجموعة، ونحن هناك لحماية ذلك للجيل الجديد".

تدهورت العلاقة بعد زواج والدها
وتدير تمارا الآن شركة "إتش سي سبورت هورسيس" والتي تبيع عربات الأطفال لجميع أنحاء العالم من البرتغال، وهي حامل بطفلها الأول، وتزوجت من مدير صندق الأسهم الخاصة لورينكو فاسكونسيلوس، في العام الماضي، وتقول إن المؤسسة تم إنشاؤها في عام 1801، ولكنها دُمرت في الحرب العالمية الثانية، بعدما نهبها النازيون.

وكانت العلاقة بين الأميرة ووالدها جيدة جدًا ودافئة، ولكن بعدما تزوج مؤخرًا بدت العلاقة أقل قربًا، وقالت تمارا "تفرقنا عندما تزوج ثانية، لم أكن من بين المدعوين لحضور حفل الزفاف، وأخبرني قبلها بيومين فقط، وقال إنه حفل بسيط لأتفاجأ بعد ذلك أنه كان حفل عشاء ضخم في سان لورينزو"، وبالصدفة وهي تقرأ صحيفة نيويورك تايمز، في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اكتشفت أن والدها باع المجموعة بمبلغ 86 مليون جنيه إسترليني.

تواصل معركتها رغم الخسارة
واكتشفت الأميرة في وقت لاحق أن جميع المديرين قد استقالوا احتجاجًا، قبل أسبوع من البيع لأنهم استبعدوا من المحادثات وخشوا من أن هذه الخطوة قد تكون غير قانونية، لأنه وفقًا للنظام الأساسي للمؤسسة، فإن المجموعة "غير قابلة للنقل وغير قابلة للتجزئة"، ومنذ ذلك الحين، ذهبت تمارا إلى المحكمة في محاولة لمنع تحويل الأموال إلى الحساب البنكي السويسري، وفي 29 مارس/ آذار، خسرت القضية، وهي تحاول الآن إلغاء التحويل من الحساب المصرفي السويسري الخاص إلى بولندا.

وأوضحت الأميرة "بصفتي الوريث الوحيد للأمير آدم تشارتوريسكي، فإنني ملتزمة تمامًا بالتعاون مع السلطات البولندية في كل جهد لإدارة الأموال الناتجة عن بيع المجموعة الفنية لصالح الشعب البولندي الذي دفع ثمنها"