طالب يدّعي اختطافه

 وجد الطالب محمد، في العشرينات من العمر، نفسه مدللا لأسرته، لا يُرد له أي طلب، الجميع يعمل لراحته، أب يعمل ليل نهار من أجل توفير أموال له للإنفاق على تعليمه في إحدى الجامعات في المنوفية، وأم تتمنى إلى ابنها الرضا.

 واستغل الشاب "الكيوت" كما يطلق عليه أصدقاؤه، حالة الحب والرضا التي منحته له أسرته، وقرر التمرد عليهم بطريقته، ولم يرد أن تنتهي عواقب الأمور داخل قسم الشرطة، وطلب الابن المدلل من والده الذي يقطن في مدينة قطور في محافظة الغربية مبلغاً كبيراً من المال، لكن الأب رفض هذه المرة، خاصة أن الابن ليس في حاجة لكل هذه الأموال التي تفسد أخلاق الشباب، ومن هنا قرر الشاب إعلان التمرد على أسرته، وأن يصب عليهم غضبه، ليعيشوا في حالة من القلق والخوف، فاختلق واقعة اختطافه.

 ولم يبالي الابن المدلل بمشاعر أسرته وخوفهم عليه، وجلس برفقة أحد أصدقائه الذي يتناغم معه في التفكير، وخطط الاثنان والشيطان ثالثهما للجريمة، حيث اشتروا شريحة "محمول" واتصل صديقه بوالده، وأبلغه بأن "محمد" تعرض للاختطاف وطالبه بنصف مليون جنيه فدية نظير إعادته له مرة أخرى، بينما كان "محمد" يجلس بجوار صديقه في شقة بالمنوفية والضحكات مرسومة على وجهه.

 وانتابت حالة من القلق أسرة "محمد" في مدينة قطور بالغربية، حيث بحثوا عنه لدى جميع الأصدقاء والأهل والجيران دون فائدة، وحاولوا الاتصال على هاتفه المحمول عدة مرات، لكنه بات مغلقاً، ومن ثم لم يجدوا وسيلة للعثور على "محمد" سوى اللجوء لمركز شرطة قطور وتحرير محضر باختطافه.

 وتعامل ضباط المباحث في مركز شرطة قطور من الوهلة الأولى، مع البلاغ بمحمل الجد، واستمعوا إلى أقوال عم الطالب الذي حرر المحضر، وبدأت أجهزة الأمن تجمع المعلومات اللازمة، وتستعين بالتقنيات الحديثة للوصول للشاب، حيث توصلت معلوماتها إلى أن الاتصالات التي جرت من تليفون الشخص الذي أجرى مكالمة بأسرة "محمد" كانت من مدينة شبين الكوم بالمنوفية التي يدرس بها الطالب، وتبين أنها من داخل شقة مستأجرة تم تحديد مكانها الجغرافي ومداهمتها بعد تقنين الإجراءات، إلا أنهم وجدوا الطالب برفقة صديقه، مؤكدين أنهم اختلقوا الواقعة للحصول على المبلغ فتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهما.

 وبدأت كواليس الواقعة، ببلاغ لمركز شرطة قطور من "رأفت.ا.س" بغياب نجل شقيقه "محمد" 22 عامًا، طالب في إحدى الكليات بشبين الكوم بالمنوفية، وتلقى المبلغ اتصالا تليفونيا من أحد الأشخاص وطالبه بنصف مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه، فوجه اللواء جمال عبد الباري مساعد وزير الداخلية للأمن العام بتشكيل فريق بحث بقيادة اللواء أيمن لقية مدير مباحث الغربية لكشف غموض الواقعة، ومن خلال جمع المعلومات وتكثيف التحريات توصلت جود فريق البحث إلى تواجد المُبلغ بغيابه بإحدى الشقق السكنية بمدينة شبين الكوم بالمنوفية برفقة أحد زملائه بالكلية ويدعى "أحمد.س.ع" وعقب تقنين الإجراءات وبالتنسيق مع الجهات المعنية تم توقيفهما، وبمواجهتهما اعترفا بافتعال واقعة اختطاف المتغيب نظراً لكونه يمر بضائقة مالية، حيث إنه طلب من والده إقراضه مبلغا ماليا، إلا أنه رفض فاتفق مع زميله على ادعاء خطفه وإطلاق سراحه مقابل نصف مليون جنيه، فوجه اللواء طارق حسونة مساعد وزير الداخلية مدير أمن الغربية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال تلك الواقعة.