في الوقت الذي تشهد فيه باكستان أزمة متصاعدة تتمثل في انقطاع الكهرباء بلغت ذروتها مع حلول فصل الصيف، بدأ سكان مدن وقرى باكستان يتوجهون إلى الأنهار والأعين والمسطحات المائية لمواجهة حرارة الصيف في الوقت الذي ينقطع فيه التيار الكهربائي عن مختلف المدن والقرى الباكستانية لساعات تصل إلى 20 ساعة يومياً. ولهذا السبب يزيد الازدحام في الأماكن السهلة أو المدرجات المخصصة للسباحة في الأنهار الباكستانية ما بعد ساعات الدوام في المكاتب الحكومية والخاصة والمدارس الباكستانية. وتتميز مياه الأنهار بالبرودة نظراً إلى أنها تتدفق من المناطق الشمالية الجليدية الباكستانية نتيجةً لذوبان الجليد خلال فصل الصيف. وتحتفظ هذه المياه بجزء كبير من برودتها حتى تصل إلى مختلف الأقاليم الباكستانية، وفي مقدمتها إقليم البنجاب الذي تمر منه خمسة أنهار ويعني مسمى البنجاب (المياه الخمسة) باللغة المحلية في باكستان، ويقدر عرض هذه الأنهار في كيلومترات وتنشق منها آلاف القنوات العرضية للري والتي تمثل تسهيلاً إضافياً لسكان هذه المناطق لمواجهة الحرارة. بينما يتوجه سكان المناطق المرتفعة إلى الأعين المتوفرة بكثرة في الجبال الباكستانية الغنية بالمياه النقية الباردة. ومن لا يتوفر لديه وقت كاف للسباحة يكتفي بغطسة واحدة في المياه الباردة تغنيه عن وسائل التكييف الكهربائية. ويفضل سكان المناطق النهرية السباحة قبل النوم للتكيف مع الجو وقد لا يشعر البعض بغياب الكهرباء طوال ساعات الليل بسبب توفر المياه الباردة، وذلك عكس سكان المدن الذين تتحول منازلهم إلى أفران عند انقطاع الكهرباء. ويموت العشرات شهرياً بسبب الغرق في الأنهار، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك لا يهاب الناس ارتياد الأنهار يومياً.