وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو

"أشكر فرانسيس ريتشاردوني (رئيس الجامعة الأمريكية في القاهرة). شكرا لخدماتك للولايات المتحدة بجانب المهام التي تقوم بها هنا." هكذا استهل وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الخطاب الذي ألقاه في الجامعة الأمريكية في القاهرة، في العاشر من يناير/كانون الثاني الماضي. لكن هذا الشكر تحول إلى تهديد لبقاء رئيس الجامعة في منصبه.

وخلال أقل من شهر، تسببت الزيارة في تصويت كل من الجمعية العمومية لأساتذة الجامعة ومجلس شورى الجامعة بسحب الثقة من ريتشاردوني، بنسبة أصوات تعدت 80 في المئة.

وتعود الواقعة إلى زيارة بومبيو للقاهرة الشهر الماضي، إذ وضع ريتشاردوني إحدى قاعات الجامعة الأمريكية - والحرم الجامعي بشكل عام - تحت تصرف السفارة الأمريكية، لاستضافة المؤتمر الصحفي الذي عقده بومبيو أثناء زيارته لمصر. واتُخذ القرار بشكل فردي، دون اتباع الإجراءات الإدارية المعتادة عند استقبال الشخصيات العامة، وعلى رأسها التشاور مع ممثلي الفئات المختلفة بالجامعة.

وفُرضت تدابير أمنية على الحرم الجامعي في يوم الزيارة، فيما يتعلق بالدخول والخروج وحرية الحركة داخل الجامعة، واقتصرت الدعوة على من اختارتهم السفارة الأمريكية من الشخصيات العامة ووسائل الإعلام، وإقصاء مجتمع الجامعة.

ووصف ريتشاردوني الزيارة بأنها "فرصة ليعرف الجمهور حول العالم أن الجامعة الأمريكية في خدمة مواطني مصر والعالم العربي، ومنارة لنظام التعليم الحر الأمريكي"، وذلك في بريد إلكتروني أُرسل إلى عموم الجامعة بعد يومين من الزيارة. كما أثنى على تعاون طلبة وأساتذة الجامعة، وحسن استقبالهم لوزير الخارجية الأمريكي وزوجته، قبل أن يذكر لاحقا في الرسالة نفسها أن ترتيب الزيارة تم في سرية.