محطات القطار

كلما اقترب عيد الأضحى زاد زحام المواطنين في محطات القطار ومواقف الميكروباص الرئيسية، سعيا لحجز أسرع وسيلة مواصلات للوصول إلى وجهاتهم والاحتفال مع أسرهم، ومن لم يسعده الحظ بالفوز بتذكرة قطار عليه خوض رحلة البحث عن كرسي في الميكروباص؛ الذي يرفع تعريفة الركوب بشعار "اللي مش عاجبه ينزل".

وعلى رصيف محطة الجيزة اصطف المئات من المسافرين وافترشوا الرصيف بعد أن أنهكهم الحر، منتظرين موعد القطار، حيث جلس مرتضى أبو زيد، مهندس، برفقة زوجته وأبنائهما تمهيدا لركوب القطار المتجه إلى المنيا، مؤكدا أنهم يفضلون ركوب القطار نظرا للراحة التي يختص بها، كما أنه يعد أرخص وسائل المواصلات، بالمقارنة بجشع سائقى الميكروباص خاصة في المواسم والأعياد.

ويشرح علاء زارع، سائق ميكروباص يعمل على خط القاهرة قبلي، في موقف عبود، الذي شهد إقبالا كبيرا من المواطنين الذين لم يتمكنوا من الحصول على تذكرة فى القطار، أسباب ارتفاع تعريفة الركوب، قائلا إن هذه الأيام تعد موسما سنويا للسائقين، بسبب وجود عدد كبير من الركاب الذين في طريقهم إلى بلادهم في مختلف المحافظات لقضاء العيد مع الأهل، لذلك هناك تدافع كبير على السيارات بمجرد اقتراب ليلة العيد.

وأوضح مزارع أن بعض المسافرين يفضلون الميكروباص أو "السوبر جيت" عن القطارات في الانتقال لبعض المحافظات، رغم أن الأخيرة أرخص ثمنا، إلا أن عدم توافر التذاكر بسهولة والزحام الكبير أمام شبابيك تذاكر القطارات يدفعهم إلى سيارات الأجرة خاصة أبناء الوجه القبلي. والمبررات التي سردها سائق الميكروباص لتبرير الزيادات، يرد عليها بغدادي السيد؛ قائلا إن الأزمة التي نعيشها داخل المواصلات يتحملها المواطن بمفرده، أما الحكومة تعيش في واد آخر ولا تشغلها الأعباء التي يتحملها الراكب والمعاناة الشديدة التي يتكبدها للوصول إلى أهله للاحتفال معهم بمثل هذه المناسبات.

وطالب السيد بتشديد الرقابة على وسائل النقل للحد من الارتفاع غير القانوني في الأجرة، خاصة أن أجرة الميكروباص من القاهرة إلى الصعيد تتجاوز 140 جنيها، في حين تصل إلى 170 جنيها ليلة العيد، وفي مواقف السيارات يستغل البعض المناسبة لرفع تعريفة الركوب بنسبة تتراوح بين 10٪ و50٪ وغضب بغدادى السيد يتفهمه مصطفى ريان، سائق ميكروباص، قائلا: «فيه ناس معندهاش ضمير بتغلى الأجرة الضعف، لو محافظات قريبة، والزيادة بتكون من 10 إلى 20 جنيها عن التعريفة المحددة، وفترة العيد وما قبلها تشهد زحاما كبيرا؛ لأن معظم أبناء المحافظات والعاملين داخل القاهرة الكبرى يعودون إلى محافظاتهم الأصلية، ومعظم سيارات الأجرة يعمل طوال هذه الأيام، والسائقون تقريبا لا ينامون لمدة طويلة.

أما أحمد مصطفى، 23 عاما، طالب بكلية الصيدلة، يفضل موقف المنيب للسفر لضمان توافر المواصلات؛ حيث تكون محطة القطار مزدحمة وتتطلب حجزا مسبقا، وهو لا يضمن أي موقف آخر.