السياحة في مصر

تقود وسائل إعلام إنجليزية هجوما ضاريا ضد مصر، بدأ مع حادث وفاة سائحين إنجليزيين في الغردقة، تبعها تناثر أنباء عن وجود بكتيريا قاتلة في الفنادق السياحية، لينقل "مصر اليوم" تخوفات القطاع السياحي إلى مسؤولين ونواب وخبراء سياحيين، ليبدوا رأيهم في التطورات المتلاحقة.

ووجّه عضو لجنة السياحة في البرلمان المصري محمد المسعود، انتقادات حادة إلى الحكومة المصرية، وقال إنها اتخذت موقف المتواري، دون أن تدافع عن قطاع السياحة بشكل ملائم، متسائلا عن غياب التعامل الإعلامي مع التقارير المماثلة الصادرة عن بريطانيا، وعدم تكفل وسائل الإعلام المصرية الرد بالمثل على ما يثار بشان عدم سلامة الأماكن السياحية المصرية.

وقال المسعود في تصريحات خاصة إنه بصدد تجهيز طلب إحاطة، سيحاول من خلاله إلزام الحكومة على التعاقد مع شركات لإدارة الأزمات، لتتمكن من الظهور بشكل ملائم وتظهر الحقائق كاملة، دفاعا عن مصالحها، فلو تمكنت الصحف الإنجليزية من مواصلة حملتها الشعواء التي لانعرف مدى صحتها حتى الآن أو أهدافها، لأصبح الأمر كارثيا مجددا على السياحة.

وتساءل النائب عن الإجراءات البروتوكولية الاحترازية، سواء التي كانت منوط التحرك من خلالها تجاه الفندق المذكور فورا، وفتح تحقيقات واسعة فيه، أو سواء التواصل مع السائحين الأجانب وأهاليهم والاستماع منهم، ومواساة أقارب من توفوا، كنوع من أنواع العلاقات العامة لتدارك الموقف بأي شكل.

وأوضح عضو لجنة السياحة محمد عبده أنه لا يجب التسليم فقط بوجود مآمرة من جهات أو أطراف بريطانية ضد مصر وسياحتها، وأنه يجب علينا أولا درء أي شبهات، وأن نتحرى وراء حقيقة ما يحدث، وأن نتأكد تماما من سلامة موقفنا، والجاهزية الكاملة لمنشآتنا وفنادقنا.
وأضاف النائب أنه منوط بنواب البرلمان الإلحاح على خطة إعلامية دبلوماسية متكاملة، تتولى تحليل وتفنيد ما يرد بالصحافة الغربية، مع تحريك الأدوات البرلمانية لحث وزارة السياحة على الاضطلاع بدورها، وأن تتولى في المقابل حملة شرسة للدفاع عن موقفها، وحملات أخرى ترغيبية، لجذب السياح وإنعاش القطاع.

وأكد خبراء متخصصون في الشأن السياحي أن هناك غيابا للرسالة الموحدة وبطء إصدار البيانات، والذي أدى بدوره إلى تفاقم الأزمة، حيث قال عضو غرفة شركات السياحة علي عقدة الخبير السياحي، إنه لا يمكن التشكيك في نجاح الموسم السياحي الصيفي، وتدفق السياح الملحوظ، ولكن دون أن نتجاهل الحادث المنغص الخاص في الغردقة.

وتابع في تصريحات تلفزيونية مساء الخميس، أن هناك حالة تربص واضحة ولا مجال للشك فيها، من جانب دوائر بريطانية تستهدف تحجيم مؤشرات إيجابية حققتها مصر في قطاعها السياحي، مشددا على ضرورة بذل مجهود منظم من الدولة المصرية للرد على ذلك، حال أردنا النجاح للموسم السياحي الشتوي المرتقب.

وأضاف محمد رضا داوود عضو غرفة شركات السياحة ورئيس مجلس إدارة شركة لاكي تورز، أن السياحة المصرية رغم بدء تعافيها تدريجيا إلا أنها ما زالت تعاني من حالة انحسار في الحركة الوافدة التي بدأت تداعياتها منذ حادث سقوط الطائرة الروسية، ولفت داوود إلى أن تأثر  القطاع السياحي ألقى بظلاله مبشارة على أحوال الاقتصاد الحالي وأن الحركة الوافدة من أوروبا مرتبطة بالسوق البريطانية والتي يتحكم في حركة السياحة الدولية للوجهات المختلفة وفقا لوجهة نظره الأمنية، قائلا إذا عاد الإنجليز لجميع المقاصد السياحية المصرية ستعود أسواق عديدة لمصر. 

واختتم بضرورة إيجاد حلول من جانب الحكومة تضمن عودة حركة السياحة البريطانية إلى شرم الشيخ، موضحا أن الحركة الوافدة من كتلة أوروبا الشرقية وروسيا لا تزال مرهونة بقرار بريطاني مما يستدعي ضرورة الالتفات سريعا للسوق الآسيوية وبخاصة اليابان والصين وإن كانت الأخيرة وحدها تصدر للعالم أكثر من ١٢٠ مليون سائح سنويا.