السياسي المصري محمد البرادعي

قوبل بيان السياسي المصري محمد البرادعي بحالة من الرفض الشديد من جانب نواب البرلمان المصري، حيث جاءت أغلب ردود أفعالهم سلبية على شهادته عن الفترة الانتقالية بين انهيار حكم جماعة الإخوان وتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الأمور، الأراء التي لم تقتصر على الأغلبية في مجلس النواب المصري، وإنما امتدت إلى ممثلي المعارضة تحت القبة.

وأكد النائب عن دائرة أشمون وعضو لجنة التعليم بمجلس النواب، فايز بركات، أن "البيان الذي أصدره محمد البرادعي  لتبرير موقفه من الأحداث التي تلت ثورة ٣٠ يونيو هو بيان كاذب يحمل العديد من المغالطات والافتراءات وهو ما اعتدنا عليه من شخصه الذي لا يفوت أي فرصة لتدوير المواد التالفة والمستهلكة في محاولة للعودة للمشهد المصري مرة أخرى، بعدما توارت أسهمه السياسية الفترة الماضية".

وتساءل بركات عن سر صمت البرادعي كل هذه الفترة قبل أن يصدر هذا البيان، وهو ما يؤكد الشكوك في محاولاته المستمرة في ضرب الاستقرار الذي تشهده الدولة تحت قيادة الرئيس السيسي في ظل دعوات التظاهر في  11/11 مستغلاَ هذا الأمر بمساعدة أجهزة استخبارات أجنبية تسعى لإثارة فوضى والبلبلة في الشارع السياسي المصري كما فعل في العراق من دمار شامل وهلاك، مضيفًا أن البرادعي يعتبر شخصًا انتهازيًا ينظر إلى المناصب فقط وهو السر الحقيقي وراء استقالته بعد أحداث فض ميدان رابعة والنهضة حيث لم يحصل على المنصب الذي كان يريده كرئيسا للوزراء ووجد نفسه مهشمًا، ومطالبًا اياه بإلتزام الصمت حيث لن يلقى هذا البيان أي قبول لدى الشعب المصري لعلمهم بحقيقته وتنفيذه لأجندة معينة للإضرار بالدولة.
وكشف رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن والأمين العام للحزب اللواء أسامة أبو المجد، أن بيان محمد البرادعي بشأن موقفه السياسي من ثورة 30 يونيو وخطاب 3 يوليو، مليء بالأكاذيب والخداع، حيث أنه يأتي في توقيت ما قبل الدعوات لحشد يوم 11/11 وتوجيه رسالة مريبة لأبناء الوطن واصفا إياه بالبيان المتطرف لإثارة البلبلة والتشكيك في ثورة 30يونيو، مشيرًا إلى أن نوايا البرادعي لم تكن طيبة على الإطلاق منذ ظهوره على الساحة من 2008 مدعيا حب الوطن ، إلا أن الأجهزة الأمنية في مصر لديها الملفات التي تدينه واتصالاته بالأجهزة الخارجية التي تريد زعزعة استقرار وأمن مصر.

وأشار النائب أبو المجد أن ما ذكر في بيان البرادعي ليس له أي أساس من الصحة لأنه كان أحد المشاركين في السلطة وقتها وأكد على نية الإخوان في التصعيد وخلق أزمة كبيرة داخل المجتمع، مؤكّدًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وقتها عندما كان وزيرا للدفاع طرح خلال اجتماعه مع القوى الوطنية وكان منهم البرادعي، فكرة الاستفتاء علي بقاء الرئيس المعزول محمد مرسي إلى أن البرادعي هو من رفضها.
ويطالب رئيس الهيئة البرلمانية لحماة الوطن أبناء الشعب المصري بالتكاتف والالتفاف حول مصر في هذه الفترة ومواجهة مثل هذه الشائعات بالعمل والإنتاج وعدم الانسياق وراء هذه البيانات ، لأن حب الوطن والخوف عليه ليس بالفيس بوك والتويتر من أميركا، كما هاجم البرلماني البارز جمال عقبي وكيل لجنة القوى العاملة بيان البرادعي، قائلا: لاتوجد بوصلة محددة للبرادعي، وتجده منحازا بين أوقات وأخرى لفصائل متعارضة، لافتا إلى أن البيان تكمن أهميته في "التوقيت" كخطاب محفز للنشطاء قبل دعوات التظاهر في 11نوفمبر.

وأفاد النائب المستقل في البرلمان المصري هيثم الحريري عضو إئتلاف "25-30" البرلماني أن "توقيت طرح بيان السياسي المصري محمد البرادعي "غير مناسب"، مشيرا إلى أنه "رغم كامل حقه في إبداء شهادته على وقائع وأحداث تخص فترة مهمة في عمر الوطن إلا أنه «لم يكن موفقا» من حيث اختياره للوقت الذي خرج فيه ليوضح ما أراد"، ومستبعدا "أن يتم مناقشة الموضوع تحت قبة البرلمان، قائلا بان هناك من مشكلات مصر مايستحق أن نخصص له أوقات ومساحات الحديث والنقاش بين أروقة البرلمان".
وأوضح الحريري أنه "لايجب أن نواجه أية مواقف مماثلة بالمزايدة والتخوين، سواء على مستوى النواب أو والخبراء والمراقبون، ولكن التناول الموضوعي لما تم طرحه وتحليله بعناية، دون التطرف في وصمه بالخطأ في عمومه أو الصواب على إطلاقه، لافتا إلى أنه على المستوى الشخصي لايستطيع الجزم بـ«صحة المحتوي» الذي أراد البرادعي توصيله، لأنه هناك آراء آخرى كانت شريكة في صنع المشهد بتلك المرحلة، وتروي وقائع تناقض ماطرحه الدكتور البرادعي، مشددًا على أن ربط حديث البرادعي بالتحفيز لدعاوي النزول والتظاهر في 11/11 المقبل، يدفعنا إلى إعلان موقفنا كإئتلاف برلماني مستقل من هذه التظاهرات وهي: الرفض التام، فنحن كنواب نؤمن بضرورة التغيير عن طريق المسار السياسي السلمي، وتحقيق الأهداف المنشودة شعبيا وسياسيا من خلال الطرق المشروعة لها، قائلا: انشغلنا مرارا وتكرارا بطرح معاناة المواطنين، وبذل نواب التحالف في ذلك مجهودات جبارة، ولكننا نرفض أن يتحقق ذلك بغير الطرق السلمية".