توقيت القاهرة المحلي 10:44:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"فرسان وكهنة" التاريخ يحاور الراهن

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - فرسان وكهنة التاريخ يحاور الراهن

جدة ـ وكالات

تصنع رواية السعودي منذر القباني "فرسان وكهنة" ملحمة تاريخية تزاوج بين الماضي والحاضر لتشكل نسيجا سرديا متناغما وفريدا، ساهمت المخيلة في صنع أحداثه أكثر من الذاكرة، لتحمل القارئ إلى مواقع بكر لم تطأها أقدام الروائيين من قبل دون أن تنقطع عن عالم الواقع.والأعمال الأدبية التي تظهر دور الأدب في التاريخ وتربطه بتجربة إنسانية حيّة لتصوغها وفق رؤية فنية تحقق المتعة والفائدة معا، أعمال نادرة. ولكن الدكتور القباني اشتغل على أكثر من ذلك، حين عمل على إحياء الذاكرة الفردية والمكانية والمجتمعية بعناصر من الواقع والوثيقة والسرد والخيال، فاحتشدت كل العناصر التي تضبط جدلية العلاقة بين الإنسان من جهة وبين التاريخ والإبداع السردي من جهة أخرى.وتعد ثلاثية "فرسان وكهنة" المشروع الروائي الجديد في بنيته الزمنية وفضائه المكاني وأشخاصه، أقرب ما تكون إلى الحقيقة والواقع. فقد بنى القباني أحداثه من مركزية حقيقة الحدث (وجود القائد جنكيز خان كشخصية تاريخية حقيقية) إلى الحدث المتخيل والمفترض المنسوج تحقيقا لهذا الواقع أو خلق عالمه الموازي (حقيقة وجود الطبيب مراد قطز في الحياة وحقيقة انتقاله إلى العالم الآخر).وكان هذا الحدث أشبه بمشاهدة شريط سينمائي لا يخضع فيه القارئ إلى معايير الزمان والمكان، بل إن الروائي يترك له حرية مشاهدة الأحداث من أي زاوية يراها مناسبة، وحتى حرية التنقل بين هذه الأحداث وزواياها المختلفة.فتارة يجد القارئ نفسه أمام همجية المغول في القرن الثاني عشر، وتارة أخرى في القرن الواحد والعشرين يتابع سير شبكة من العلاقات الاجتماعية المتشابكة في مجتمع مخملي يضم سادة وعبيدا في قصر من قصور الرياض، وهذا ما جعل الروائي يحرّك شخوصه عبر الزمن وكأنهم يتحركون أو كأن الزمن يتحرك من حولهم.فمراد قطز الشخصية الرئيسية في العمل رأى أن الذي حدث له في الماضي كأنه كان يحدث في الحاضر، حتى إنه تساءل "هل بإمكاني أن أفعل ذات الشيء؟ هل بمقدوري إعادة مشاهدة الأحداث ويأتي الجواب من الروائي على لسان شخصية من الرواية عبر حقيقة علمية أثبتتها التجربة، ولكن كثيرا من الناس لا يدركونها لأنهم لا يلاحظونها في حياتهم اليومية، "... الواقع كما يراه الإنسان والواقع كما هو قد لا يكونان ذات الشيء. بل هناك ما هو أدهش من ذلك، فبحسب فيزياء الكم، العالم كله قائم على الاحتمال وليس على اليقين، فكل شيء قابل للتحقق مهما كانت غرابة ذلك الشيء".وهكذا وعبر أسئلة فلسفية ووجودية مزمنة يستحضر القباني أبطال روايته الأخيرة من عمق التاريخ، ليرتحل  بالقارئ في عوالم مختلفة يندمج فيها التاريخ بالحاضر والواقعي بالمتخيل، ليسطر عملا سرديا يشبّهه الدكتور هاني المعلم بكونه "سياحة تاريخية ممتعة, فيها مزج بين الماضي والحاضر، فيها إثارة وتشويق وأسئلة من دون أجوبة, وخيال من دون حدود, وإسقاطات متعددة, واستفزازات متكررة".لكن "فرسان وكهنة" وإن كانت تقوم على بعد ذهني وتساؤلات كثيرة وعميقة عن الوجود والحياة والكينونة، لا يغادر المؤلف فيها الواقع بتشعباته وأسئلته الراهنة، ويقترب -كما يقول الدكتور أيمن أسعد عبده- "دونما حذر من قضايا كبيرة كالعقيدة والتاريخ والحقيقة والتغيير".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرسان وكهنة التاريخ يحاور الراهن فرسان وكهنة التاريخ يحاور الراهن



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon