توقيت القاهرة المحلي 02:35:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحث عن المعاني اللامرئية ودلالات الأشياء في شعر محمد علي الرباوي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - البحث عن المعاني اللامرئية ودلالات الأشياء في شعر محمد علي الرباوي

الدار البيضاء ـ وات

بعد أن أصدر القاص والناقد المغربي حميد ركاطة مجموعته القصصية القصيرة جدا"دموع فراشة "عن دار التنوخي 2010 ، ينشر اليوم، عن مطبعة الأنوار المغاربية بوجدة، كتابا في النقد الأدبي بعنوان "البحث عن المعاني اللامرئية ودلالة الأشياء في شعر محمد علي الرباوي"، في 78 صفحة، تزيّن غلافه لوحة تشكيلية للفنان محمد سعود. ويدرس فيه الباحث، ضمن المحور الأول، مجموعة من القضايا المحورية التي تناولتها أعمال الشاعر الرباوي كالتجلي الصوفي وتيمات الحب والندم وسؤال الموت. ولم يخف الباحث صعوبة هذه التجربة النقدية من جهة أنه"من العسير جدا دراسة تجربة ومسار شاعر أو إدعاء قراءة أعماله وهو لا يزال في قمة عطائه الإبداعي رغم كوننا سنقارب نتفا من إنجازه الذي يربو عن أربعة عقود من الكتابة، مبدع احتفلت دواوينه بالعديد من القضايا وهو يساير أحداثا ترك بعضها خدوشا بليغة في الروح والذات والكتابة، سيرة لا تزال مستمرة ومواكبة ومحتضنة لأجيال من الشعراء" "ص1". أما في المحور الثاني فقد بحث الناقد دلالات الكتابة والجسد من خلال قصائد الرباوي كسفر نحو الشعر والجنون، وأنّ الكتابة والجنون والتصوف والغرابة أسباب للحياة، كما طرح الناقد سؤال علاقة الشعر بالحكاية من جهة أن ما مثل أشعار الربوي من"هدير أسئلة بقدر ما تخاطب الروح تبحث عن معاني غير مرئية للأشياء وعن دلالات توجد أصلا كلما تم الارتداد نحو الأعماق لاكتشاف قوة الذات وطاقتها الخبيئة". "ص 9". وقد خصص المحور الثالث لدراسة المكان في قصائد الرباوي : كالصحراء، والمدن، وبعض الأمكنة التي زارها خارج الوطن، إضافة إلى الذات باعتبارها مكانا خاصا. فالصحراء تنهض في نصوص الرباوي فاتنة معشوقةً، ذلك أنّ "صلته بالصحراء لم تنقطع أبدا بحب وشوق ورائحة وألوان وصور وأعلام وأمكنة أثيرة منقوشة في الذاكرة ومحمولة مع روائح الأمطار، ما يجعلها محفوفة بدفء وحنان في ظل واقع بائس. أمر ترصده قصيدة الأسوار التي تضع قاب قوسين من الإدانة بل تدينها بالمطلق، حيث يقول الشاعر" لكنّي فِي فاسَ تَغَرَّبْتُ / وفِي إِسْفَلْتِ شوارعها / كالكأسِ تحطمتُ ..هَل أحدٌ يا فاسُ بكى وتوجع من ألَمِ". "ص 55". وانتبه الباحث إلى توغّل الشاعر في تفاصيل الدار البيضاء من خلال القصائد التي تحمل نفس العنوان حيث "نلاحظ استحضار الشاعر للقيم المنهارة ومحاولة إعادة تشييدها من خلال رصد المفارقات بين زمنين ماض وحاضر في إشارته لساحاتها وملامحها البائسة كما يستحضر الشاعر تاريخ المقاومة المغربية ضد الاستعمار، مقاومة كانت بهدف الحفاظ على ملامح وهوية هي حسب وجهة نظره تشوه الآن يقول: "مَاذا لَوْ أَنّ الْفَطْواكي عاد إلى البيضاء أو عاد إليها الْحَنْصالِي ذات مساء وَعليهِ ثيابٌ خضراء."..." فِي ساحات البيضاءْ تَعْرضُ باريسُ مفاتنَها الحمراء وترشُّ روائحَها الزرقاءَ على سِيقان الأرض" "ص 47" وفي المحور الرابع من الكتاب، تتبّع الباحث كيفيات استثمار الشاعر لتقنيات السخرية والاحتجاج لإعلان موقفه من القضايا الوطنية. حيث لاحظ أنّ "قصائد الرباوي في طرحها للقضايا الحساسة بقدر ما تنتقد وتعري السلبيات تحاول رسم جانب مشرق وصاف يكون بمثابة تذكير وتحفيز وإثارة للغيرة الوطنية في ظل إكراهات واقع مرير فالشاعر لم يكتف بالتذكير بالمقاومة الجبلية بل تطرق إلى انتفاضة ماء بوفكران بمكناس وقبائل أيت عطا وأيت قلمان، محفزا على جعل الدلالات والأبعاد عاملا للتحريض، ودعوة إلى العودة إلى جهاد جديد ضد الفساد والدعارة والاستغلال. هذا اللعب المغاير يحول القصيدة إلى مشاهد حية ولوحات بقدر ما تعلن تناصها تؤكد سخريتها اللاذعة ولعبها اللغوي نزوحا نحو تجديدٍ نادرِ الصنعةِ الشعرية". " ص 70".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث عن المعاني اللامرئية ودلالات الأشياء في شعر محمد علي الرباوي البحث عن المعاني اللامرئية ودلالات الأشياء في شعر محمد علي الرباوي



الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon