القاهرة – أحمد عبدالله
كشف النائب الأديب يوسف القعيد عن اعتزام رئيس البرلمان علي عبد العال تدشين احتفالية كبرى بمناسبة 150 عام على إنشاء أول مجلس نيابي مصري، واصفا دور الانعقاد البرلماني الأول بـ "الماراثون"، حيث أرجع ذلك إلى كثرة الالتزامات والأعباء الملقاة على عاتق النواب، بداية من مواجهة خطر "حل المجلس" مالم يتم إقرار القوانين التي صدرت في غيبته خلال أسبوعين وفقا للدستور.
وأكد القعيد في مقابلة مع "مصر اليوم" أن البرلمان صادق لأول مرة في تاريخه على 400 قانون صدروا في غيبته بسبب الظروف الاستثنائية للبلاد خلال السنوات الخمس الأخيرة، علاوة على إعداد لائحة برلمانية كاملة، وصولا إلى الانتهاء من الهيكل الداخلي للمجلس عبر انتخاب لجانه النوعية الـ 26، مضيفًا: "كنت أكثر الناس حرصا على حضور الجلسات ورغم ذلك جاءت مشاركاتي وتدخلاتي للكلمة والحديث أقل مما كنت أتصور، ويرجع ذلك إلى أنني كنت حريص على المتابعة والرصد والتحليل لم يدور حولي أكثر من أي شيء آخر، وأنا لا انظر للمشاركة في البرلمان من باب انها تمثيل "شرفي" وإنما أرى في الأمر "دور خطير" يلعبه أي شخص لصالح بلد بأكملها"، وبسؤاله عن مدى رضاه عن أداء المجلس وأداءه شخصيا قال : "بالحديث عن هذا البرلمان يما يحتويه من تركيبة نواب فيكفينا فخرا أنهم جاءوا وفقا لاختيار شعبي حر ونزيه في انتخابات "غير مسبوقة"، وأقول ذلك لأنها لم تشهد أي تدخل بالصورة التي كنا نعهدها عن برلمانات سابقة، وإن كان نواب هذا البرلمان "غير متجانسين" وهو أمر أراه طبيعي حاليا، وأراهن أنهم في حوزتهم الكثير ليبذلوه الفترة السابقة، وعن أدائي شخصيا فأنا راض تماما عما بدر مني ولا أجد ما أخجل من ذكره أو أكون مضطرا لتبريره، وهو أمر هام لأي سياسي أو برلماني".
ويرى القعيد أن الخطر الذي يواجهه البرلمان حاليا هو "التنميط" أو الصور الذهنية الثابتة عن البرلمان، فالمراقبون والإعلام هاجموا البرلمان ورئيسه ونوابه من اللحظة الأولى اعتمادا على ما علق بذاكرتهم عن "البرلمانات السابقة" التي كانت تأتي بتزوير فج ولم يكن نوابها ينتمي لمن يمثلونهم تحت القبة بشكل حقيقي، مشيرا إلى أن "البرلمان الحالي يمتلك ما يميزه فلأول مره يكون هناك 70% من تشكيلة الأعضاء يمارسون العمل النيابي لأول مرة، منهم 39 عضوًا قبطيًا وهو "رقم استثنائي"، و89 امرأة و 150 شابا، البرلمان الحالي يعاصر تجربة جديدة كليا تعيشها البلاد، فالسياق الذي يحكم الأمور حول برلمان 2016 جديدة كليا، لأنه برلمان جاء بعد ثورتين وبناءا على دستور جديد، وهو أول برلمان يفتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال ولايته الأولى للحكم، ورغم ذلك يحاسبه "الإعلام والأحزاب والمراقبون" كأنه ينتمي إلى العصور السابقة"
و أبدى القعيد تفاؤله حول دور الانعقاد المقبل الذي يبدأ في 4 أكتوبر، وأن يتمكن البرلمان ونوابه من تغيير الصور الذهنية الثابتة لدى الناس عن البرلمانات المتتالية، مشددا على أنه من اكثر المدافعين عن حرية الإعلام، وحق الإعلاميين والمراقبين في أن يخطئوا قبل حقهم في أن يصيبوا، ولكن "التنميط" سيكون "معركة" البرلمان المقبلة بين البرلمان وبين الإعلام من وجهة نظر "القعيد".
أرسل تعليقك