توقيت القاهرة المحلي 07:31:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أخطار تُهدد السلاحف البحرية الصغيرة في البحر الأحمر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أخطار تُهدد السلاحف البحرية الصغيرة في البحر الأحمر

السلاحف البحرية
القاهرة ـ مصر اليوم

قبل نحو 260 مليون سنة ظهرت أولى فصائل السلاحف في نهايات ما يعرف بالعصر الترياسي الذي تتميز بداياته ونهاياته بأحداث الانقراض الرئيسية، حيث شهدت الأرض حدثاً ضخماً أودى بحياة غالبية الكائنات الحية حينذاك، ورغم ذلك استطاعت السلحفاة النجاة. وتشير بعض الدراسات إلى أن أول سلحفاة بحرية عاشت قبل نحو 220 مليون سنة وتحمل اسم odontochelys.

ورغم تواجدها على سطح الأرض طيلة هذه الفترة الطويلة، ولكونها تلعب دوراً مهماً في أي نظام بيئي، حيث إنها تمتاز بكونها فريسة ومفترسة في آن واحد، فإن حياة ست فصائل من السلاحف البحرية أصبحت اليوم مهددة بالانقراض بسبب مخاطر عديدة مثل الصيد، والقتل بهدف الحصول على بيضها أو لحومها أو الصدف، وفقدان موطن التعشيش أو جعل مناطق التعشيش السابقة غير مناسبة بسبب التدخل البشري وظاهرة التغير المناخي.
في هذا الإطار، أجرى باحثون من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) تحليلاتٍ لدرجات حرارة الرمال في مواقع تعشيش السلحفاة البحرية في البحر الأحمر، وقد أظهرت تلك التحليلات، أن السلاحف الوليدة في المنطقة قد تكون غالباً من الإناث. وهذه النتائج تحمل دلالاتٍ مهمة تتعلق ببقاء نوع السلحفاة البحرية في ظل الارتفاع المطَّرد في درجات الحرارة بسبب التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري.
تقول لينزي تانابي، طالبة الدكتوراه التي تدرس إيكولوجيا تعشيش السلاحف البحرية واستراتيجيات الحفاظ عليها، تحت إشراف البروفسير مايكل بيرومين، أستاذ علوم البحار ومدير مركز أبحاث البحر الأحمر بـ«كاوست»، «السلاحف البحرية أكثر تأثراً بالتغيرات في درجات الحرارة؛ لأن نوعها الجنسي يتحدَّد بناءً على درجة الحرارة، وهو ما يعني أن جنس السلاحف الوليدة تحدِّده درجة حرارة العُشِّ خلال فترة حضانة البيض».
وتعدّ السلاحف البحرية من أقدم الزواحف التي تعيش في البحار والمحيطات، من ذوات الدم البارد ويطلق عليها العامة «الترسة البحرية»، ولها قدرة على التكيف مع درجة حرارة الوسط الخارجي؛ إذ إن لها جلداً مقوى بحراشيف قرنية، وجسمها محمي بدرقة صلبة، تقضي معظم أوقاتها في المياه، وتعود إلى الشاطئ لكي تضع البيض في موسم التعشيش في مكان جاف تقريباً.
هل بدأت سيادة الجنس الانثوي؟ يُعدّ البحر الأحمر موطناً لخمسة من أصل سبعة أنواع من السلاحف البحرية، حيث تُعشِّش السلاحف البحرية الخضراء المهدَّدة بالانقراض والسلاحف صقرية المنقار المهدَّدة بالانقراض بدرجة أكبر على طول الخط الساحلي. وتشير الأبحاث الحالية إلى أن عتبة درجة الحرارة اللازمة للحفاظ على نسبة 50:50 بين الذكور والإناث هي 29.2 درجة مئوية، وأنه عندما تتجاوز درجة الحرارة تلك العتبة، يكون الجنس الأنثوي هو السائد بين السلاحف البحرية الوليدة. أما عندما تتجاوز درجة الحرارة 33 درجة مئوية، فمن الممكن أن تُصاب السلاحف البحرية الوليدة بتشوهاتٍ، بل قد يحدث نفوق جماعي لها.

توضّح تانابي قائلة «لقد استطاعت السلاحف البحرية أن تحافظ على بقائها منذ العصر الترياسي المتأخر، وأن تتكيف مع التغيرات المناخية التي حدثت في الماضي. لكنَّ معدل التغير الحالي في درجات الحرارة، والذي نجم عن النشاط البشري، غير مسبوق».وتتابع تانابي «لقد درسنا أنماط درجات حرارة الرمال في مواقع تعشيش السلحفاة في البحر الأحمر بهدف تعزيز فهمنا لمجموعات السلاحف البحرية الحالية».
واختار الفريق خمسة مواقع مُوزَّعة على المنطقة التي تكثُر فيها السلاحف الخضراء والسلاحف صقرية المنقار، حيث جمعت أجهزة تسجيل البيانات الآلية بيانات درجات حرارة الرمال داخل أعماق أعشاش كلا النوعين، وذلك كل 15 دقيقة على مدار خمسة أشهر (في الفترة من مايو (أيار) إلى سبتمبر (أيلول) 2018، والتي تتزامن مع موسم التعشيش المفترض).
تجاوزت درجة حرارة الرمال 29.2 درجة مئوية في جميع المواقع التي رصدتها الدراسة، باستثناء جزيرة جوبال الصغرى في الجزء الشمالي من البحر الأحمر. وتشير هذه النتائج إلى أن المرحلة التي يصبح فيها الجنس الأنثوي السائد بين السلاحف الوليدة ربما تكون قد بدأت بالفعل.
غير أن تانابي تحذّر قائلة «علينا أن نتوخَّى الحذر عندما نزعم أن سيادة الجنس الأنثوي لدى السلاحف الوليدة تحدث قطعاً الآن. فالبحر الأحمر أكثر دفئاً، بوجهٍ عام، من شواطئ التعشيش الأخرى حول العالم؛ ولذا من الوارد أن تكون هذه السلاحف قد تكيَّفت بالفعل مع عتبة درجة حرارة أعلى. لكن ما يثير القلق هو رصد ارتفاعات في درجات حرارة الرمال في بعض المواقع بلغت 36 درجة مئوية؛ وهو ما قد يُهدِّد بشدة بقاء السلاحف البحرية».
من المتوقَّع أن تُسهم النتائج التي توصَّلت إليها تانابي في المشاورات الوطنية المتواصلة بخصوص الحفاظ على البيئة البحرية لا سيّما في ظل المشروعات الإنشائية العملاقة المقترح إقامتها على طول سوحل البحر الأحمر. تضيف تانابي قائلة «أتمنى أن تعطي هذه المشروعات أولوية للحفاظ على مواقع تعشيش السلاحف البحرية، خاصة تلك المواقع التي يمكن أن تُتيح نسباً متوازنة بين الذكور والإناث».
تعكف تانابي أيضاً على دراسة ديناميات مجموعات السلاحف وخصائصها الوراثية، والمخاطر التي تُهدِدها مثل المواد البلاستيكية والتلوث الناجم عن المعادن الثقيلة، وتشير إلى أن فهم هذه العوامل يعد عاملاً أساسياً في نجاح استراتيجيات الحفاظ على السلاحف البحرية.

قد يهمك ايضا

سكان مدينة بالاسور الهندية يكتشفون سلحفاة صفراء نادرة

سلحفاة تركض هربًا من بين فكي تمساح حاول التهامها

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطار تُهدد السلاحف البحرية الصغيرة في البحر الأحمر أخطار تُهدد السلاحف البحرية الصغيرة في البحر الأحمر



النجمات يستعرضن أناقتهن في شهر رمضان بالعبايات الراقية

القاهرة- مصر اليوم

GMT 06:38 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أفضل ألوان الطلاء لغرف النوم وفقاً لبرجك
  مصر اليوم - أفضل ألوان الطلاء لغرف النوم وفقاً لبرجك

GMT 06:49 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

"هواوي" تُطلق نظام "HMS" للسيارات في معرض "LEAP 2024"
  مصر اليوم - هواوي تُطلق نظام HMS للسيارات في معرض LEAP 2024

GMT 02:13 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

طريقة عمل سلطة الجرجير

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

نظام غذائي للوقاية من أمراض القلب

GMT 05:24 2021 الخميس ,11 شباط / فبراير

مجموعة من أجمل تصاميم بدلات كوتور ربيع 2021

GMT 03:35 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

ميدو ينهي الجدل حول أزمة محمد الشناوي والاتحاد المصري

GMT 08:40 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ماغي فرح 2021 أقل سوءًا وهذه الأبراج اكثرحظًا

GMT 19:01 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أرسنال يُقرر قضاء ليلة إضافية في النرويج بسبب الضباب

GMT 02:41 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ساخر من علاء مبارك على صورة محمد رمضان والمطرب الإسرائيلي

GMT 11:10 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

خبيرة أسواق تعلن "سحب قاتمة تخيم على سوق النفط من جديد"

GMT 08:28 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 5 -10- 2020 والقنوات الناقلة

GMT 23:45 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

البورصة التونسية تٌغلق على ارتفاع

GMT 00:42 2020 الأربعاء ,13 أيار / مايو

دول عربية تعلن الحظر الشامل خلال عيد الفطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon