توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العراق يسترجع 17 ألف قطعة في أكبر عملية لاستعادة الآثار

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - العراق يسترجع 17 ألف قطعة في أكبر عملية لاستعادة الآثار

القطع الأثرية
بغداد ـ مصر اليوم

عندما هبطت طائرة رئيس الوزراء العراقي في بغداد، خلال الأسبوع الماضي، بعد زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية، كانت الشحنة التي تحملها تتضمن 17 ألف قطعة أثرية مُسترجَعة من متحف بارز، وإحدى جامعات «رابطة اللبلاب»، مما يجعلها أكبر عملية استعادة للآثار العراقية المنهوبة.وبدأت يوم الثلاثاء عملية وضع الصناديق الخشبية، التي تحمل داخلها آلاف الألواح الفخارية والأختام التي يعود أصلها إلى بلاد الرافدين، حيث أقدم حضارة عرفها العالم، بجوار منضدة معروض عليها بعض القطع الأثرية، بينما يتسلم وزير الثقافة العراقي تلك الكنوز الثقافية لتصبح في عهدته.وتمثل عملية استعادة كل تلك القطع نهاية لفصل في قصة بلد تمزَّق بفعل عقود من الصراع والحرب لدرجة سمحت للصوص باستخراج تاريخه من باطن الأرض وبيعه في الخارج، لينتهي به المطاف في متاحف بلدان أخرى. ويعد ذلك انتصاراً ونجاحاً لمحاولة عالمية قامت بها دول للضغط على مؤسسات غربية من أجل إعادة قطع أثرية ذات أهمية ثقافية تشبه عملية الدفع باتجاه إعادة مجموعة المنحوتات البرونزية الأثرية إلى نيجيريا.

وقال حسن ناظم، وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، في اتصال هاتفي، إنّ «الأمر لا يتعلق بمجرد إعادة آلاف الألواح الأثرية إلى العراق، بل يتعلق بالشعب العراقي. إنّها ليست استعادة لألواح فحسب، بل لثقة الشعب العراقي، من خلال تعزيز الهوية العراقية، ودعماً في تلك الأوقات العصيبة».

وكانت المؤسسة التي بحوزتها نحو 12 ألف قطعة، هي متحف الكتاب المقدس، وهو متحف في واشنطن أسّسته وموّلته العائلة الإنجيلية المسيحية التي تمتلك سلسلة متاجر التحف «هوبي لوبي»، منذ أربعة أعوام. وكان الهدف من جلب قطع أثرية يعود أصلها إلى بلاد الرافدين القديمة هو تقديم سياق للأحداث التي جاء ذكرها في العهد القديم.

وكانت وزارة العدل الأميركية قد فرضت غرامة قدرها 3 ملايين دولار على «هوبي لوبي»، لعدم تدقيقها في عمليات استحواذها على أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية، كانت بعضها ضمن تلك المجموعة التي أُعيدت إلى العراق، الأسبوع الماضي.

كذلك كانت جامعة كورنيل تمتلك أكثر من 5 آلاف قطعة من القطع التي أُعيدت خلال الأسبوع الماضي. وكان جامع تحف أميركي قد تبرَّع بتلك المجموعة، التي يعود تاريخها إلى مدينة غارسانا السومرية، إلى الجامعة عام 2000. ونظراً لأنّ تلك المدينة كانت مجهولة في ذلك الوقت، كان كثير من علماء الآثار يشكون في أنّ مصدرها هو موقع أثري منهوب في جنوب العراق. وتسلّط تلك المقتنيات الضوء على سوق مزدهرة لبيع الآثار المنهوبة، وكذا على نكبة دول مثل العراق، الذي تعرّض إلى عملية نهب لآثاره تمتد لنحو ثلاثة عقود. ويعود أصل كثير من الألواح الفخارية والأختام التي استعيدت إلى مدينة أريساكرك القديمة المفقودة، ولم يُعرف بوجودها إلا بعد ضبط الألواح التي يأتي فيها ذكر المدينة، ومصادرتها على الحدود الأردنية عام 2003. في حين وصلت آلاف من القطع الأخرى إلى أسواق الآثار الدولية. ويضم جنوب العراق، الذي يُعد جزءاً من بلاد الرافدين القديمة، آلاف المواقع الأثرية التي لم تُكتشف بعد، والتنقيب بها بين نهري دجلة والفرات، حيث بدأت أقدم حضارات العالم. وقد ازدهرت كل من مدينتي بابل وأور، حيث وُلد النبي إبراهيم، حسب ما هو معروف، في تلك المنطقة، وحيث نشأت الكتابة، وازدهر علم الفلك، ووُضع أول قانون معروف.

ولا تضم مجموعة القطع، التي استعيدت من «هوبي لوبي»، ما كان يعد أشهر المقتنيات القادمة من بلاد الرافدين، وهو جزء من لوح فخاري عمره نحو 3500 عام، منقوش عليه جزء من ملحمة غلغامش، وهي ملحمة بطولية قديمة تروي قصة فيضان هائل وجنة عدن قبل العهد القديم بعدة قرون.وقد صادرت وزارة العدل الأميركية، اللوح التي تصفه بأنّه من «الممتلكات العراقية المسروقة»، عام 2019. ويعدّ القطعة الأثرية الوحيدة من مجموعة «هوبي لوبي»، التي عُرضت في متحف الكتاب المقدس. وقد تم شراء بعض القطع الأثرية ضمن مجموعات تحتوي على ألفي قطعة في إطار عملية وصفها المدير الحالي للمتحف بأنّها مجرد أعمال ورقية غامضة، لدرجة أنّ المتحف نفسه لم يكن يعلم بما يجلبه حقاً. ونظراً لعدم دراسة أكثر القطع، التي تمّ شراؤها لصالح المتحف، تظل لغزاً غامضاً. وكانت القطعة الوحيدة، التي استبعدت من المجموعة، هي قالب من الحجر منقوش عليها كتابة مسمارية مأخوذ من معبد يعود تاريخه إلى عهد الملك نبوخذ نصر، ويُعدّ أصلها واضحاً.ويذكر المتحف أنّ أوراق التصدير الخاصة بالأسرة التي تبرعت بها توضح أنّه قد جُلبت بطريقة قانونية من العراق إلى الولايات المتحدة الأميركية، خلال عشرينات القرن العشرين.

على الجانب الآخر، درس باحثون القطع الأثرية، التي أعادتها جامعة كورنيل، ونشروا نتائج البحث. وينتقد كثير من علماء الآثار أي بحث يتعلق بالقطع المنهوبة، إذ يرون أنّ هذا لا يحرم الدول التي تنتمي إليها القطع، من فرصة دراستها فحسب، بل يساعد أيضاً في دعم تجارة القطع الأثرية المنهوبة من خلال رفع أسعار قطع مماثلة معروضة في السوق السوداء.وقد ذكرت جامعة كورنيل، التي لم تكشف كثيراً عن عملية إعادة مجموعتها، أنّها قد أعادت 5.381 لوحاً فخارياً إلى العراق. وكانت وزارة العدل الأميركية قد حثّت الجامعة عام 2013، على إعادة آلاف الألواح القديمة التي يُعتقد أنها قد نُهبت من العراق خلال تسعينات القرن العشرين حسب صحيفة «لوس أنجليس تايمز».

قد يهمك ايضا 

مطالبات نيابية بتشديد الرقابة لمنع تهريب الآثار المصرية

الخارجية تتواصل مع السلطات البرازيلية لتوضيح حالة القطع الأثرية المصرية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراق يسترجع 17 ألف قطعة في أكبر عملية لاستعادة الآثار العراق يسترجع 17 ألف قطعة في أكبر عملية لاستعادة الآثار



الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:36 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
  مصر اليوم - ميسي يتحدث عن العامل الحاسم في اعتزاله

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon