توقيت القاهرة المحلي 09:59:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيطرت على الشرق الأدنى لمدة 300 عام قبل سقوطها الدراماتيكي

علماء يكشفون عن تسبب "المناخ" في انهيار أقوى إمبراطورية في التاريخ

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - علماء يكشفون عن تسبب المناخ في انهيار أقوى إمبراطورية في التاريخ

الإمبراطورية الآشورية الحديثة
لندن - مصر اليوم

عُرفت الإمبراطورية الآشورية الحديثة بقوتها العظمى، كونها أكبر إمبراطورية في ذاك العصر، حيث سيطرت على الشرق الأدنى لمدة 300 عام قبل انهيارها الدراماتيكي، وتقول دراسة جديدة إن ازدهار وانهيار الامبراطورية التي ظهرت في سنة 912 قبل الميلاد في بلاد ما بين النهرين، وامتدت في أوجها من البحر الأبيض المتوسط ومصر في الغرب إلى الخليج وغرب إيران في الشرق، سببه التغير المناخي.
وبدأت الإمبراطورية في الانهيار بعد وقت قصير من وفاة الملك آشوربانيبال، الذي لُقب بملك العالم، حوالي عام 630 قبل الميلاد، ثم الاستيلاء على مدينة نينوى الكبرى في عام 612 قبل الميلاد على يد البابليين وحلفائهم، وبحلول نهاية القرن السابع قبل الميلاد، كان سقوط الإمبراطورية قد اكتمل.
ويقول العلماء إن التقلبات في ثروات الإمبراطورية، تزامن مع تحول دراماتيكي في مناخها من الرطب إلى الجاف، وهو تغيير مهم في الإمبراطورية التي تعتمد على المحاصيل.

وكتب العلماء في الورقة البحثية: "إن نحو قرنين من هطول الأمطار وارتفاع المحاصيل الزراعية، شجعت التحضر عالي الكثافة والتوسع الإمبراطوري الذي لم يكن مستداما عندما تحول المناخ إلى ظروف الجفاف الشديد خلال القرن السابع قبل الميلاد".

وبعبارة أخرى، بينما لعبت الحرب الأهلية والتوسع المفرط والهزيمة العسكرية دورا في انهيار الإمبراطورية، فمن الممكن أن يكون الدافع الأساسي لحدوث ذلك، هو انحسار المحاصيل التي أدت إلى الانهيار الاقتصادي وتفاقم الاضطرابات السياسية والصراعات.

وصرح البروفيسور نيكولاس بوستغيت، خبير الآشورية من جامعة كامبريدج، والذي لم يشارك في الدراسة، بأن تغير المناخ ساعد في إنهاء الإمبراطورية، وقال: "ليس لدينا أي تفسير أفضل لما حدث للإمبراطورية الآشورية خلال تلك الأوقات"، معللا ذلك بندرة السجلات المكتوبة من حوالي 645 قبل الميلاد إلى غاية معركة نينوى عام 612 قبل الميلاد.

ولدراسة التأثير المحتمل للمناخ، قام فريق العلماء بتحليل اثنين من الرواسب الكلسية المأخوذة من كهف "كونا با" في شمال العراق، وبحثوا في نسبة نوعين مختلفين من ذرات الأكسجين، والمعروفة باسم النظائر، داخل الرواسب المعدنية التي تشكلت مع تدفق المياه إلى الكهف.

وتلقي هذه النسبة الضوء على مستويات هطول الأمطار، وجمع الفريق النتائج مع مادة الثوريوم، لتكشف أنه بين عامي 925 قبل الميلاد و550 قبل الميلاد، كانت هناك مرحلتان مميزتان من المناخ.

استمرت الأولى حتى 725 قبل الميلاد، وتميزت بظروف أكثر رطوبة من المتوسط، ويشير الفريق إلى أن الفترة ما بين 850 قبل الميلاد و740 قبل الميلاد، كانت واحدة من أكثر الفترات الممطرة، وهي مرحلة تتلاءم مع توسيع الإمبراطورية الآشورية الحديثة.

وتميزت المرحلة المناخية الثانية بظروف جفاف على نحو متزايد بين عام 675 قبل الميلاد و550 قبل الميلاد، حيث كانت الإمبراطورية الآشورية الحديثة تشهد انهيارا، وكانت المنطقة تعيش مرحلة قحط هائلة.

وقال البروفيسور آشيش سينها من جامعة ولاية كاليفورنيا، وهو عالم مناخ قديم والمؤلف الرئيسي للدراسة، إنه على الرغم من أن الإمبراطورية الآشورية الحديثة كانت شاسعة، إلا أن نماذج الكمبيوتر وبيانات هطول الأمطار تظهر أنها تأثرت بظروف مماثلة مثل كهف "كونا با". وأضاف: "إذا واجهت هذا الجفاف الحاد والشديد، فإنها تميل إلى التأثير على منطقة أوسع بكثير من موقع واحد فقط".

وكشفت بيانات الأقمار الصناعية أن إنتاجية المحاصيل في شمال العراق حساسة للغاية للتغيرات الطفيفة في هطول الأمطار، فعندما تكون مستويات الأمطار منخفضة، يقل إنتاج المحاصيل في جميع أنحاء المنطقة خلال فترات الجفاف.

وخلص الفريق إلى أن التحول إلى مرحلة القحط الشديد ربما كان لها تأثير مدمر على المجتمع. وقال البروفيسور جيمس بالديني، الخبير في تحليل الأزمات، والذي لم يشارك في الدراسة، إنه على الرغم من تعدد أسباب الانهيار إلا أن الدراسة لم تدع مجالا للشك بأن الجفاف هو سبب سقوط الإمبراطورية خاصة أن أنماط المناخ المماثلة حدثت أيضا خلال ازدهار وانهيار حضارة المايا.

 وأضاف بالديني: "تزدهر الحضارة بالتوازي مع كمية الأمطار ووفرة الغذاء، ولكن بمجرد أن تتوقف الأمطار عن المناطق لفترات طويلة من الزمن، فإن هذا يتسبب في المجاعة وعدم الاستقرار السياسي والحروب الأهلية والغزوات الأجنبية".

وأشار بالديني إلى أن الماضي يمكن أن يحمل دروسا مهمة في الوقت الحاضر، حيث يؤدي استخدام الوقود الأحفوري إلى تغير المناخ.

قد يهمك أيضا : 

مصادر تعلن سبب عدم ارتداء ملكة بريطانيا تاج الإمبراطورية

 تعرف على حكاية أول تسجيل صوتي في عهد الإمبراطورية الثانية في فرنسا

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء يكشفون عن تسبب المناخ في انهيار أقوى إمبراطورية في التاريخ علماء يكشفون عن تسبب المناخ في انهيار أقوى إمبراطورية في التاريخ



النجمات يستعرضن أناقتهن في شهر رمضان بالعبايات الراقية

القاهرة- مصر اليوم

GMT 02:13 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

طريقة عمل سلطة الجرجير

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

نظام غذائي للوقاية من أمراض القلب

GMT 05:24 2021 الخميس ,11 شباط / فبراير

مجموعة من أجمل تصاميم بدلات كوتور ربيع 2021

GMT 03:35 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

ميدو ينهي الجدل حول أزمة محمد الشناوي والاتحاد المصري

GMT 08:40 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ماغي فرح 2021 أقل سوءًا وهذه الأبراج اكثرحظًا

GMT 19:01 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أرسنال يُقرر قضاء ليلة إضافية في النرويج بسبب الضباب

GMT 02:41 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ساخر من علاء مبارك على صورة محمد رمضان والمطرب الإسرائيلي

GMT 11:10 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

خبيرة أسواق تعلن "سحب قاتمة تخيم على سوق النفط من جديد"

GMT 08:28 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 5 -10- 2020 والقنوات الناقلة

GMT 23:45 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

البورصة التونسية تٌغلق على ارتفاع

GMT 00:42 2020 الأربعاء ,13 أيار / مايو

دول عربية تعلن الحظر الشامل خلال عيد الفطر

GMT 22:33 2020 الخميس ,26 آذار/ مارس

سعر نفط خام القياس العالمي ينخفض بنسبة 2.96 %
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon