توقيت القاهرة المحلي 08:38:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تستخدم المواد الخشبية والأدوات الحرفية التي جمعتها على مدار أشهر

لمى علي أوّل فتاة فلسطينية تمتهن صناعة الآلات الموسيقية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - لمى علي أوّل فتاة فلسطينية تمتهن صناعة الآلات الموسيقية

الشابة الفلسطينية لمى علي
رام الله ـ مصر اليوم

يبدأ الأطفال أصحاب المواهب الموسيقية في العادة, تعلّم العزف على الآلات في سنٍ مبكرة، وتنمو المواهب كلما تقدّموا في السنّ، لينتقلوا ربما إلى مرحلة الاحتراف في عزف الألحان. غير أن الشابة الفلسطينية لمى علي البالغة من العمر 20 عامًا خالفت القاعدة، فرغبتها الشديدة في تعلّم الموسيقى والعزف نقلتها إلى عالم صناعة الآلات الموسيقية وصيانتها.

، تنشغل الشابة ساعات طويلة داخل ورشة صغيرة في أحد أحياء مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة, لإتمام صنع أول آلة موسيقية وترية، مستخدمةً مجموعة من المواد الخشبية والأدوات الحرفية التي جمعتها على مدار أشهر، لتكون أول فتاة فلسطينية تمتهن حرفة صناعة الآلات الموسيقية وتصليحها.

تقول لمى "بدايتي مع الموسيقى كانت قبل ثماني سنوات تقريبًا، حين التحقت كغيري من الصغار بمعهد للموسيقى لتعلّم العزف، واخترت حينها آلة الكمان لأنّي كنت أعلم أنّ صوتها من أجمل الأصوات الموسيقية وأقربها من قلوب المستمعين". وتضيف "اقتنيت في تلك الفترة آلتي الخاصّة، وتدربت عليها لفترة طويلة، ومع الزمن أصبحت دائمة التعطّل، وصرت أحتاج كثيرًا للذهاب إلى حرفيين لصيانتها. زياراتي المتكررة للورش شدّتني إلى تلك المهنة، وذات يوم تعطلت الآلة، فقررت محاولة إصلاحها ونجحت في ذلك، وهنا كانت البداية".

ودفعها شغفها بالآلات الموسيقية وبتعلّم صيانتها، إلى ملازمة مدرّس الموسيقى في مدرستها وسؤاله بشكلٍ دائم عن طريقة تصنيع الآلات والأدوات المستخدمة فيها، وفي ذلك الوقت كانت ترتاد ورشةً لأحد الصانعين في مدينة رام الله من أجل التدّرب، وبعد مدّة عرض عليها صاحب الورشة العمل لديه، لما أظهرته من قدرة وكفاءة.

*صناعة أول آلة
ذاع صيت لمى بين أصدقائها وعائلتها وعلموا أنّها بدأت تجيد صيانة الآلات، فأصبحت مقصد أصحاب الآلات المعطّلة في محيطها، مما عزز ثقتها بنفسها وبالطريق الذي تسلكه وشكل دعمًا لها، فأصبح الشغف أكبر والطموح أعلى.

و باتت الشابة بمرور الوقت تجيد التعامل مع مختلف الآلات الموسيقية، الوترية وغير الوترية، وكذلك الإلكترونية منها. وامتلكت قدرة على إصلاح أيّ عطل يواجهها في أيّ آلة. هذا الأمر حفزها بصورةٍ أكبر، فقررت أن تبدأ بشكلٍ فعلي صناعة أول آلة موسيقية، واختارت الكمان لأنّه الآلة المفضلة لديها منذ الصغر.

جمعت لمى ما تحتاج من مواد خام، وراحت تبحث في مواقع الانترنت المتخصصة، حتّى تتمكن من إتمام صناعة الآلة الأولى بشكلٍ سليم، يضاهي الآلات التي تصنعها الشركات العالمية، وهي الآن في آخر العمل وسيصبح الكمان جاهزاً في غضون أيام.

*دراسة الإعلام
و درست الشابة العشرينية الإعلام بعد اجتيازها الثانوية العامّة،  وتخرجت منه قبل وقت قصير وقالت "دراستي للإعلام ساعدتني في امتلاك بعض المعارف والمهارات التسويقية والبحثية التي أتاحت لي التسويق لذاتي ومهنتي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وبالفعل نجحت في لفت الأنظار".

وقالت عن تأثير المهنة التي تتوزع تفاصيلها بين نحت الخشب وتقطيعه، والرسم عليه، وكذلك ترتيب الأوتار بالصورة المناسبة، على شخصيتها، إنها" ساعدتها كثيرًا في بناء شخصيتها المستقلة، كونها من المهن النادرة محليًا، إضافة إلى أنها عرّضتها لمجموعة من مواقف النقد التي تمكنت من مواجهتها بإثبات قدرتها وخبرتها.

تكمل لمى حديثها "الأمر ليس سهلًا بالنسبة إلي، فعدا عن المشكلات المجتمعية التي أواجهها خلال العمل بسبب الصورة النمطية الذكورية السائدة محليًا، تتطلب المهنة تركيزا عاليا جدًا، كون الآلات التي أشتغل بها هي من النوع الوتري وحساسة جدًا". وتضيف: "بالنسبة إلى المواد الخام المستخدمة في الصناعة والقطع المستخدمة في الصيانة، هي غير محلية الصنع للأسف".

وتشير لمى إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يقف دائمًا في طريق استيراد بعض المواد الخام المستخدمة، وهي عبارة عن خشب من النوع الصلب وخيوط للأوتار، وتأتي غالبًا من دول أوروبية. وإن دخلت تكون كلفتها مرتفعة جدًا، وهذا الأمر يسبب مشاكل عديدة.

تطمح لمى إلى السفر ودراسة علوم تصنيع الآلات بشكلٍ متخصص أكثر، والتعرف على طرق إنتاجها في مناطق مختلفة من العالم، لكي تعزّز خبرتها، وتصبح جاهزة لافتتاح أول مدرسة لتعليم صناعة الآلات الموسيقية وصيانتها في فلسطين.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمى علي أوّل فتاة فلسطينية تمتهن صناعة الآلات الموسيقية لمى علي أوّل فتاة فلسطينية تمتهن صناعة الآلات الموسيقية



النجمات يستعرضن أناقتهن في شهر رمضان بالعبايات الراقية

القاهرة- مصر اليوم

GMT 06:49 2024 الإثنين ,18 آذار/ مارس

"هواوي" تُطلق نظام "HMS" للسيارات في معرض "LEAP 2024"
  مصر اليوم - هواوي تُطلق نظام HMS للسيارات في معرض LEAP 2024

GMT 02:13 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

طريقة عمل سلطة الجرجير

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

نظام غذائي للوقاية من أمراض القلب

GMT 05:24 2021 الخميس ,11 شباط / فبراير

مجموعة من أجمل تصاميم بدلات كوتور ربيع 2021

GMT 03:35 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

ميدو ينهي الجدل حول أزمة محمد الشناوي والاتحاد المصري

GMT 08:40 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

ماغي فرح 2021 أقل سوءًا وهذه الأبراج اكثرحظًا

GMT 19:01 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أرسنال يُقرر قضاء ليلة إضافية في النرويج بسبب الضباب

GMT 02:41 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رد ساخر من علاء مبارك على صورة محمد رمضان والمطرب الإسرائيلي

GMT 11:10 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

خبيرة أسواق تعلن "سحب قاتمة تخيم على سوق النفط من جديد"

GMT 08:28 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 5 -10- 2020 والقنوات الناقلة

GMT 23:45 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

البورصة التونسية تٌغلق على ارتفاع

GMT 00:42 2020 الأربعاء ,13 أيار / مايو

دول عربية تعلن الحظر الشامل خلال عيد الفطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon